TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > "ممر الدموع".. الانفتاح على العالم

"ممر الدموع".. الانفتاح على العالم

نشر في: 23 يناير, 2012: 07:04 م

عـــادل العــامــــل يُعد المؤلف الجيبوتي الفرنسي الشاب عبد الرحمن أ. وابري Abdourahman A. Waberi، كما يقول أندرسون تيبَر في عرضه هذا، واحداً من أكثر كتّاب الموجة الجديدة الأفارقة إبداعاً، كما أنه فريد في مدى تأثيراته. ولعمله من التنوع الأدبي ما يذكّرنا بنور الدين فرح، ورامبو، وولتر بينجامين، وهو ما يمنحك أيضاً إحساساً بالكيفية التي استمر بها في مزج توقعات الأنواع الأدبية والكتابة الأفريقية معاً.
وقد تُرجم له سابقاً كتابان هما (أرض بلا ظلال)، وهو مجموعة من الحكايات الشعبية، والقصص المجزَّأة، والتأملات في حياة بلدة الأكواخ؛ و(في الولايات المتحدة الأفريقية)، وهو حكاية رمزية ساخرة عن عالم انقلب فيه توازن القوة بين أوروبا وإفريقيا. أما في كتابه الأخير (ممر الدموع Passage of Tears)، فيتأمل وابري مرةً أخرى أرض موطنه الأصلي من زوايا متنوعة. وهنا يتساءل جبريل، الشخصية الرئيسة في الكتاب، "وأي شيءٍ كانت جيبوتي في الأصل؟ حفنة من الجزر الصغيرة السحرية التي نهض فوقها التاريخ وتحرك متلوّياً مثل الإعصارٍ لقرون.فعلى المستوى الأكثر مباشرةً، يبدو (ممر الدموع) مشدوداً على نحوٍ محكم بتوترات رواية الإثارة. فقد جاء جبريل، الذي قضى الخمسة عشر عاماً الماضية وهو يعيش في الخارج في كندا، ليجمع معلومات استخبارية لصالح شركة غربية بشأن هذا الموقع الإستراتيجي لشحن نفط العالم، عبر "ممر الدموع" من شبه الجزيرة العربية. وكما يكتب في دفتره، "إن مهمتي تختص بتحسس درجة الحرارة على الأرض، للتأكد من أن البلد آمن، والوضع مستقر، والإرهابيين تحت السيطرة ". و حتى حين يصبح واضحاً أنه يتابَع وحياته تتعرض للخطرـ فإن استغراقاته التأملية تتحول إلى الداخل، متلوّنةً بذكريات الطفولة. ويستعيد ذكرى الراحة التي كانت تحققها حكمة جده؛ والليالي التي كانت تقضى في سينما المنطقة الوحيدة؛ والأيام الواعدة وهو يتسكع على الشاطئ مع صديقه اليهودي، ديفيد. وكما يقول، " لقد كنا نحب الريح الجنوبية، الشديدة الغبار، التي تعطينا الانطباع بأن العالم بلون العسل، وأن القدر ليس متجهماً بالضرورة". لكنه يذكَّر أيضاً بالاغتراب المرير مع أخيه التوأم، جمال، وهو متطرف إسلامي تشكل كتابته من السجن موازياً خشناً مع تأملات جبريل العاطفية. ويمكن لهذين الصوتين المتبارزين أن يبدوا كافيين لتشكيل كتاب ضئيل حول المنفى والوطن، الإيمان والحرية، في هذا الركن الصغير من القرن الأفريقي. مع هذا فإن طبقة أخرى تتكشف تدريجياً أيضاً. فبالنسبة لجريدة سجن جمال، مثل الرواية ذاتها، نوع من ورق أثري للكتابة: فتحت تعويذات جمال اليومية هناك الحبر المتلاشي تقريباً لنصٍّ يعود للفيلسوف اليهودي الألماني ولتر بينجامين (الذي يتصادف أنه أحد المؤلفين المفضّلين لدى جبريل)، وهو مقالة احتفاء بـ "مدينة النور" وبحثه الخاص عن الحرية الشخصية. وأخيراً، فإن صوت بينجامين هو الذي يسود، محوّلاً الراديكالي الإسلامي نحو رؤية أكثر انفتاحاً على العالم. وكما يدرك جميل هذا، "الشيء الرئيس هو أن قصة ولتر بينجامين، الفيلسوف المنفي في باريس، قد وجدت طريقها إلى حياتي، ساقيةً إياها بسحرها التحتاني underground. لقد أسرتني؛ أو بالأحرى، غلبتني". فهل يبدو غريباً أن تكون لولتر بينجامين، المفكر الأوروبي، الكلمة النهائية في هذه الرواية المعبّرة عن تصادم الفِكَر في جيبوتي العصر الحديث؟ عن: wordswithoutborders

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram