TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مضيق هرمز.. معركة الماء والنار

مضيق هرمز.. معركة الماء والنار

نشر في: 23 يناير, 2012: 07:55 م

د. نعمه العبادي يراهن علماء ومفكرو الجيبولتيك، أن مستقبل الدول تحدده الجغرافيا، ومهما كان الحديث عن فواعل القوتين الصلبة والناعمة الأخرى فإنها لا ترقى إلى أهمية الجغرافيا وتأثيرها، كما أنها لن تعوض النقص الذي يكون بسبب فقدان الامتيازات الجغرافية.مجاورة الماء والتحكم بمسيرته قضية قديمة جديدة أكسبت الكثير من دول العالم خصائص تميزها عن غيرها،من جهة الاكتفاء وسد الحاجة أو من جهة المنعة والقوة وكذلك من جهة القدرات  التي يتيحها هذا الامتياز في صراع المصالح مع الآخرين.
على الرغم من أن الحديث عن الماء فيما يتصل بتأمين الاحتياجات البشرية والزراعية هو الأكثر أهمية وخطورة في معارك الماء، إلا أننا نتحدث هنا عن الماء في معركة الهيمنة على الطرق والممرات المائية وتوظيفه في معركة المصالح الاقتصادية والسياسية.إيران (الجمهورية الإسلامية) تعيش صراعا محتدما مع الغرب وأمريكا بالذات ومع جيرانها  العرب منذ انتصار ثورتها  عام 1979،فالثورة التي أطاحت بالحليف الاستراتيجي للغرب في منطقة الخليج والصديق الحميم للكثير من الأنظمة العربية(الشاه) واستبدلته بنظام يرفع العداء لأمريكا والاستكبار العالمي شعارا له.منذ انتصار الثورة عام 1979 وإيران تتحدث عن مئات المؤامرات التي تحاك ضدها لإسقاط نظامها،ابتداء من أزمة الرهائن وانتهاء بالملف النووي وتداعياته والحصار الاقتصادي عليها والذي انفتح على القضية محل النقاش والمتصلة بتهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز.الخليج الممر المائي الأكثر أهمية في العالم والذي يربط القارات الثلاثة ويتيح حركة ملاحية عملاقة تتوازعها دول العالم المختلفة وتمر من خلاله مصالح تقدر بترليونات الدولارات، ويتحكم بالتجارة العالمية، والاهم من ذلك، يعد المنفذ الأساس لنقل الطاقة من مصادر إنتاجها إلى مناطق استهلاكها، ومضيق هرمز هو المنطقة الأكثر عمقا من الخليج والعقدة التي تتحكم بمسير الملاحة وحركة السفن فيه،لذلك يعتبر المنطقة الأكثر حيوية وخطورة في الخليج.تملك إيران ساحلا طويلا على الخليج وساحلها يساوي ضعف ما تملكه دول الخليج مجتمعة والاهم في موقعها الجغرافي، قدرتها على التحكم بهذا المضيق الحيوي حيث تعتبره مضيقا إيرانيا وإن كانت القواعد الدولية تلزمها بالتعامل معه كممر دولي.يتصاعد النزاع بين إيران وأمريكا التي تحاول حشد اكبر عدد من الدول في معركتها مع إيران لإضفاء صفة الشرعية عليها واعتبارها نزاعا مع المجتمع الدولي (بحسب أمريكا)، حيث يراد لإيران أن تتوقف عن برنامجها النووي،بدعوى انه يتجه إلى إنتاج أسلحة نووية،وانه يشكل خطرا على امن المنطقة والعالم.إسرائيل رأس الحربة في التصعيد مع إيران، ومعها بعض الأنظمة العربية بمساندة أمريكا والغرب،لا تفتأ تتحدث عن خطر إيران مدعية انه موجه لها بالذات خصوصا بعد إشارات الرئيس الإيراني احمدي نجاد عن لا شرعية إسرائيل والقدرة على محوها من الخارطة،وقد تصاعد التهديد الإسرائيلي لردع إيران إلى مستوى الضربة الاستباقية التي تستهدف المنشآت الإيرانية لغرض تدميرها.توجد مصفوفة أسئلة يتولد بعضها من الآخر تبدأ من التساؤل التالي: هل أن تصاعد وتيرة الصراع مع إيران سوف يصل إلى الحد الذي يدفعها إلى إغلاق مضيق هرمز؟ وهل أن الإغلاق ممكن لإيران؟ وكم من الوقت يمكن أن تصمد إيران في معركة غلق المضيق؟ وما هي المصالح التي يهددها غلق المضيق؟ وكيف تتصرف أمريكا والغرب أمام غلق المضيق إذا ما أقدمت عليه إيران؟ هل سيكون ذلك مفتاحا وشرارة لإشعال حرب في المنطقة تكون إيران احد أطرافها؟والى أين يمكن أن تمتد تداعيات هذه الحرب؟ وإذا لم تكن وجهة الأمور متجهة إلى حرب،فهل يكون هذا الإغلاق الورقة الرابحة التي تجبر أمريكا والغرب إلى الانصياع للمطالب الإيرانية؟ وكيف سيكون التعامل مع إيران الرابح في هذه المعركة؟أين ستكون مصالح العراق عند حدوث واحدة من الاحتمالات سابقة الذكر؟لا يختلف اثنان على الأثر الكبير الذي يلحقه إغلاق المضيق بمصالح الغرب،فقد أفادت صحيفة «فايننشال تايمز»، بأن وزراء ومسؤولين عسكريين بريطانيين بارزين حذّروا من أن بلادهم ستفقد ما يقرب من نصف وارداتها من الغاز و 84% من واردات الغاز الطبيعي المسال، إذا أقدمت إيران على إغلاق مضيق هرمز.وقالت الصحيفة إن إيران تهدد منذ الشهر الماضي، إذا قاطع الاتحاد الأوروبي نفطها، بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس إمدادات العالم من النفط الخام وثلث إمداداته من الغاز الطبيعي المسال، مضيفةً أن «خطر قيام إيران بإغلاق المضيق ارتفع مع توقف المصافي عن شراء نفطها، قبل القرار المتوقع من الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات نفطية ضدها رداً على محاولاتها تطوير برنامج للأسلحة النووية».ونسبت الصحيفة إلى القائد السابق لسلاح البحرية الملكية البريطاني ومستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون، اللورد ويست، قوله إن «الانخفاض الحاد في إمدادات الغاز للمملكة المتحدة سيكون واحدة من القضايا الأكثر حرجاً إذا ما أقدمت إيران على إغلاق مضيق هرمز»، مشيراً إلى أنه «ليس لدي أدنى شك بأن هذا التوجه سيكون أكثر إشكالية بالنسبة للمملكة المتحدة ستجبرها على مواجهة الانخفاض الاقتصادي التدريجي الناجم عن ارتفاع أسعار النفط والغاز، عند عرقلة حركة الشحن عبر مضيقها.وذكرت «فايننشال تايمز» أن إغلاق مضيق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram