علاء حسن أغلق المحل بأمر من وزارة النقل ، عبارة كتبت على واجهة محل لبيع المشروبات أي الخمور أجلكم الله في حي الجهاد بجانب الكرخ من العاصمة بغداد ، ولا اعتراض على الغلق ، ولكن حول علاقة وزارة النقل بالأمر ، والمسألة تبدو أشبه بالحزورة ، وما أكثرها هذه الأيام ، ونحن قرأنا سابقا "أغلق المحل لمخالفته الشروط الصحية "،
وهكذا أوامر كانت تصدر عادة من أمانة بغداد أو وزارة الصحة ، أما أن تصدر من وزارة النقل فالقضية تصبح بحاجة إلى" دراسة تحليلية " لمعرفة الأسباب والدوافع ، وربما تنطلق من حرص الوزارة على منع سواق الشاحنات والستوتات والكيات من شرب الخمر ، خشية حصول حوادث وكوارث مرورية ، يذهب ضحيتها عشرات الأبرياء من المواطنين بفعل تهور السواق وشرب كميات من الخمور تتجاوز المعدلات المتبعة وفق المعايير الدولية .وزارة النقل وبوصفها مسؤولة عن السكك والخطوط الجوية وبعض الشركات الرسمية المتخصصة لنقل المسافرين والوفود ، أصدرت أوامرها بغلق محال الخمور انطلاقا من مسؤوليتها في حفظ امن مستخدمي المركبات ، و"ارجع يابابا نحن بانتظارك " وحرصا منها على وصول المواطنين بالسلامة والتمتع بالرحلة نحو المحافظات الجنوبية على وجه الخصوص في" طرق الموت " نظرا لما تشهده من حوادث مرورية يومية بسبب سوء الطريق وليس نتيجة تعاطي الخمور .أمر وزارة النقل يأتي في إطار تخصصها ومن يعترض عليه يقف في صف المروّجين لإشاعة مظاهر دخيلة ، تستهدف بنية المجتمع وقيمه الأخلاقية ، والأمر بحاجة إلى دعم شعبي خصوصا بعدما أدرك العراقيون بأن سبب أزماتهم السياسية وتعطيل تقديم الخدمات يعود إلى انتشار محال الخمور في العاصمة ، ومالها من تأثير في عرقلة التنمية البشرية ، والإفادة القصوى من طاقات الشباب في عمليات الإعمار والبناء استنادا لقاعدة "المفرد المختوم " الوزارة قدمت دليلا واضحا على رغبتها في أداء دور تربوي في المجتمع ، وحققت إبداعا في تجربة الـ 100 يوم يحسب لها، حينما جعلت واجباتها لا تقتصر على مهماتها في تطوير السكك والمطارات والموانئ ، وإنما لعبت دورا مهما في وضع يدها على أسباب الكوارث في طرق الموت .من أجل أن يكون أمر الوزارة ذا فاعلية أكثر ، على سواق الكيات والستوتات التعامل معه بردود أفعال إيجابية ، لأن إغلاق محال بيع الخمور ينطوي على أهداف ستراتيجية غير منظورة في الوقت الحاضر ، وستظهر بعد انتهاء عمر الحكومة الحالية ، وحينذاك ستثبت الحقائق والبراهين إن الوزارة استشرفت المستقبل بقرارها التاريخي ، وربما ستعتمده دول المنطقة للحفاظ على سلامة المسافرين من مستخدمي القطارات الكهربائية والحافلات المكيفة في خارج العراق طبعا ، ولكي تضمن الوزارة نجاح قرارها من واجبها أن تقوم بغلق جميع النوادي والملاهي الليلية في العاصمة بغداد ، لأنها تقدم أنواع الخمور لسواق مركبات "الفور ويل" ، وهؤلاء يشغلون مناصب رسمية مهمة ، ، وطريقة قيادة مركباتهم الحديثة جدا ، لا تشبه من قريب أو بعيد ركوب المطايا .
نص ردن :أمـــــر وزاري
نشر في: 23 يناير, 2012: 07:58 م