TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: "طبخة" المشهداني المنتهية الصلاحية

العمود الثامن: "طبخة" المشهداني المنتهية الصلاحية

نشر في: 23 يناير, 2012: 10:17 م

 علي حسينيحيّرني دائما المقربون من رئيس الوزراء، هل يصدقون ما يقولونه؟ أم أنها فرقعات إعلامية، الهدف منها فرض سياسة الأمر الواقع على الجميع؟هل يصدق طهاة الطبخات الحكومية مثلا أن مجرد ظهور سامي العسكري ليعلن ترحيب المالكي باختيار محمود المشهداني نائبا لرئيس الوزراء فان الجماهير ستخرج إلى الشوارع تغني "بين الشعب وبينك عهد وشفته بعينك".
أو أن مجرد الحديث عن حكومة الأغلبية السياسية سيزيل آثار جرائم سياسية واقتصادية واجتماعية ارتكبت بحق هذا الشعب. هل يتوقع المقربون أن الاعتماد على سياسي تحت الطلب سينشر الفرح في نفوس الناس ويزيل الخراب الذي عم كل مدن العراق. ألم يتوقع المقربون أن يسأل الناس لماذا المشهداني بالذات وهو الذي كان أثناء رئاسة للبرلمان أشبه بكوميديان عفا عليه الزمن يطلق النكات الثقيلة التي كان يعتبرها نوعا من الصراحة فيما هي بالأساس تكشف عن قلة خبرته السياسية، ثم ما الذي حدث حتى يصبح المشهداني مرضيا عنه ويحظى بقبول المالكي على حد قول النائب المقرب جدا جدا علي الشلاه والذي فاته أن محمود المشهداني تمت إقالته من رئاسة مجلس النواب بمشاركة أعضاء من ائتلاف دولة القانون والذين أصروا على ازاحته لأنه وصفهم بـ"الجواسيس".فات البعض من المقربين أن يدركوا أن السياسي هو مجموعة محصلات من الموهبة والقدرة والخبرة والتفاعل المستمر من وقت مبكر وعبر آليات وكيانات، وهو كذلك تعبير عن فئة قبل أن يكون تجسيداً لطموح شخص، السياسي الذي يعبّر عن رغباته فقط يبقى معلقاً في الهواء الطلق، ومن ثم حين تعصف به عبارة أو كلمة فإنه لا يتحمل نفخة، ويعتزل ويعتذر ويتراجع، مثلما حدث للسيد المشهداني حين خرج عن طوره في مجلس النواب ثم اخذ يعتذر للحفاظ على ما تبقى له من راتب، ولكن يبدو أن المشهداني ليس عنده ما يخسره بعد أن فشل في الحصول على مئة صوت من أصوات أقاربه في الانتخابات الأخيرة، فأخذ يسعى للحصول على منصب ولا بأس من ان يكون رئيسا للوقف السني كي يتفرغ لتأسيس دولته الدينية وهي الدولة التي قال عنها في مقابلة تلفزيونية قبل أشهر "لن نتنازل عن أسلمة المجتمع، وهذا رأي الإسلاميين جميعا في العراق، إننا لن نتنازل عن أسلمة الشعب العراقي، وأي فكر آخر نعتبره فكرا مستوردا ولن نسمح به"، ولم يكتف المشهداني بذلك بل مضى ينظر لمشروعة السياسي منتقدا الدستور لأنه يضم مواد تحترم الحريات فيقول "نحن نريد اعادة تبويب للدستور، لان هذه الفقرات تخرب المجتمع وتؤدي إلى نشوء جيل (دايح)"، على حد تعبيره. للأسف ينسى البعض أن التصدي للسياسة يعني أن تكون قادراً على صنع موقف والدفاع عنه، يعني أن تؤمن بأنه قد تأتيك ثقة الناس في لحظة لكي تقوم بدور حقيقي، لو لم تكن كذلك.. فإنك تمارس الهذر، وإلا فليقل لنا دعاة عودة المشهداني لماذا يقومون بهذه الحملة التجميلية للرجل في هذا الوقت بالذات؟ هل يريدون من الناس أن يصدقوهم وهم ينهبون البلد ويخربون مؤسساته، ألا يدركون أن السياسة تقوم على الثقة والإخلاص وهي صفات يفتقر لها العديد من الساسة على شاكلة محمود المشهداني ومن لف لفهم. فيا أصحاب الطبخات الحكومية، ما كل هذا الضجيج حول أريحية المشهداني وحصافته السياسية، السيد سامي العسكري العراقيون متعبون ونفوسهم مرهقة من ويلات ساسة بلا خبرات ولا موهبة! ويعرفون جيدا ان  ذوقكم قديم وطبخاتكم ثقيلة على المعدة؟ والاهم إنها طبخات فاسدة ومنتهية الصلاحية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram