 بغداد /وائل نعمةنشرة أخبار الساعة التاسعة... صباح الخير يقول المذيع (يتنحنح ...اح ...اح)، ويضيف "اليوم من عام 2012 شهدت بغداد  افتتاح اكبر ناطحة سحاب بـ60 طابقا، خلال 3 أشهر فقط  من العمل المتواصل، وتضم 600 شقة سكنية،
وعددا من المطاعم والنافورات الراقصة على الموسيقى، كما يضم المبنى ملعبا للتنس في الطابق العلوي، وسيكون أول الزائرين للمبنى عددا من المعتقلين والسجناء الذين تم حبسهم بالخطأ عن طريق "المخبر السري"، كسفرة ترفيهية واعتذار من وزارة (....) للمعتقلين... كما قام - والكلام للمذيع - وزير (....) بإسكان 10 آلاف عائلة متعففة، ومن المهجرين، والذين فقدوا منازلهم أثناء العمليات المسلحة في مجمعات سكنية واطئة الكلفة وبأقساط تمتد لخمسين عاما. وأكد سيادته أثناء تجواله بين العوائل: "تم التنسيق مع الصحة لبناء مستشفيات بسعة سريرية تناسب عدد السكان، وهي تعمل بالتأمين الصحي وتتوفر فيها كل أنواع الأدوية ويمكن إجراء العمليات الصغرى والكبرى على يد أفضل الأطباء... وقد منعنا منعا باتا اخذ الإكراميات والرشوى"! ... ومن جانب آخر- والحديث ما زال للمذيع - انتهت وزارة (.....) من ربط جميع المنازل في البلاد بمنظومة كهربائية جديدة تضمن استقرار التيار في أكثر الأوقات استهلاكا للطاقة! وكانت الوزارة قد غيرت كل خطوط النقل والمحولات الكهربائية في المناطق السكنية بأخرى الكترونية لا تعطب في وقت المطر أو مع ارتفاع درجات الحرارة، وعوضت كل أصحاب المولدات الأهلية بمكافآت تشجيعية لأنها لم تعد بحاجة لوجودهم .. فاصل ونعود... يظهر شعار القناة التلفزيونية وصوت نسائي  يقول "بعد الفاصل : وزارة (......) تنصب سيطرات لحل مشاكل المواطن في كل التقاطعات والأحياء السكنية ...والمواطن يتجول في العاصمة حتى ساعات الصباح (على راحته)"! ... بعد الإعلان يعود المذيع "تم اليوم رفع جميع الإشارات المرورية من شوارع العاصمة بعدما انتهت (......) من إكمال مشروع المترو و40 نفقا و60 مجسرا،ورحب المواطنون بفكرة وجود مطبات اصطناعية في الشوارع لأنهم كانوا قد شكوا قبل فترة من سرعة بعض المتهورين في القيادة لاسيما وان الشوارع مفتوحة وعريضة وخالية من الزحامات"! ... والآن مع حالة الطقس،يقول المذيع : تتعرض البلاد لموجة برد شديدة لذلك تهيب وزارة (....) بعدم استخدام المدافئ النفطية خوفا عليهم من الاحتراق أو الاختناق وتنصحهم بتشغيل الكهربائية، كما أكدت الوزارة بأنها ستوزع مدافئ جديدة وحديثة مصنعة في العراق بعد أن انتعشت المصانع والمعامل العراقية ...كما حثت وزارة (....) بسبب برودة الطقس المواطن على تناول الأطعمة الساخنة والفواكه التي تحوي فيتامين سي والمزروعة في المزارع العراقية النموذجية، والابتعاد عن اللحم الهندي واستبداله باللحوم العراقية المدعومة"!rnتحقيق الخدمات:حلم أم كابوس؟يسعل (عراقي) ويستيقظ من النوم..."أعوذ بالله...انه كابوس ...يا ريت حقيقة"... هذه الوزارات  - كما يقول (عراقي) بعد أن استيقظ من حلمه الجميل والذي تمناه أن يكون واقعا -  تعاني آفة الفساد والرشاوى وضعفا في الانجاز، فالأمانة ما زالت عاجزة عن رفع النفايات من كل مناطق العاصمة والبلديات في المحافظات تغض البصر عن فقدان أحياء للمشاريع الخدمية، كما تتصدر البلاد قائمة أكثر الدول فسادا في تقرير منظمة الشفافية العالمية، والعاصمة العراقية من أسوأ المدن في العالم حسب تقرير منظمة ميرسير، والبلاد وحسب أعضاء في لجنة المال البرلمانية فقدت 8 تريليونات دينار لم يعرف مصيرها خلال موازنة 2011، ونواب عراقيون يؤكدون أن حجم الفساد المالي والإداري في العراق يصل إلى 229 مليار دولار، فيما سجلت لجنة النزاهة النيابية 38 ألف قضية فساد، وقال مقرر لجنة النزاهة النيابية خالد العلواني في وقت سابق: إن "الفساد في العراق وصل إلى مستويات عالية، وضعته في مقدمة أكثر دول العالم فسادا". وأن "أكثر من 25 ألف موظف متورطون في قضايا فساد مالي، 40 منهم يعملون في مكتب رئيس مجلس الوزراء". وقالت لجنة النزاهة النيابية، في وقت سابق، إن وزارات الكهرباء والتجارة والدفاع والداخلية تعد الأكثر فسادا من بين وزارات الدولة. وكانت لجنة النزاهة النيابة قد أعلنت في وقت سابق عن أنها بدأت بفتح ملفات الفساد في وزارة الدفاع العراقية منذ عام 2003 ولغاية 2011، خاصة عقود التسليح، وعقود التغذية، وعقود التموين. وأشار النائب عن ائتلاف العراقية زياد الذرب إلى إن" وزارة الكهرباء بالإضافة الى وزارتي التجارة والدفاع تعتبر من أكثر الوزارات التي يوجد فيها فساد مالي وإداري".rnالوزارات تشتت الانتباه!القائمة تطول بأرقام الفساد وضياع الأموال،والوزارات والمسؤولون يحاولون لفت انتباه الإعلام والمواطن إلى أشياء أخرى فهي تصدر أشبه ما يكون بـ"أزمات داخلية " الى الشارع حتى تغطي على فسادها، فهي تهتم بما أسمته بـ"الحشمة" ففي كتاب صادر عن إحدى المؤسسات الحكومية يؤكد ضرورة الالتزا