 الموصل / نوزت شمدينمعادلة اعتاد عليها أهالي محافظة نينوى، فمع كل انخفاض لدرجات الحرارة، ترتفع أسعار النفط الأبيض، بالتزامن مع تقلص حاد في ساعات التجهيز من الكهرباء الوطنية، لترفع في المقابل الحكومة المحلية الراية البيضاء، فيما تشتعل منابر الساسة المتحينين بالاتهامات والشعارات التي لا تأتي بالدفء.
موجة برد قارس، قالت الأنواء الجوية أنها سيبيرية، خفضت الحرارة إلى 4 درجات تحت الصفر، ونشطت سوق المنتجات النفطية السوداء، ليصل سعر برميل  النفط الأبيض إلى 200 ألف دينار.rnفي حين أخفقت الجهات المسؤولة في نينوى، عن إيصال الحصة الشهرية المقررة للمواطنين،التي قالت مراراً أنها بلغت 150 لتراً لكل عائلة، وأكدت أنها حددت أسعاراً وفرضت غرامات رادعة على المتلاعبين بها، لكن هذه الجهات المسؤولة نسيت شيئاً مهما طوال الأشهر الماضية، وهو توزيع النفط الأبيض على المواطنين.الانخفاض القياسي في درجات الحرارة، أفرز معادلة جديدة، وهي ارتفاع ساعات ظهور المسؤولين في وسائل الإعلام، معلنين عن جهودهم الكبيرة في تدارك الأزمة، وتوصلهم إلى حلول لإعادة الدفء إلى البيت الموصلي.وهكذا أعلنت شركة توزيع المنتجات النفطية، بالتعاون مع الشرطة الاتحادية، توزيع نحو 12 ألف لتر من النفط الأبيض على مواطني احد الأحياء الفقيرة في مدينة الموصل، بمعدل 50 لتراً لكل عائلة، وظهر قائممقام مدينة الموصل على شاشة فضائية القناة الرسمية للمحافظة، مطالباً وزارة النفط بضرورة توفير النفط الأبيض للمواطنين.عبد الرحمن اللويزي عضو مجلس النواب عن محافظة نينوى، دعا في تصريح لـ"المدى" وزارة النفط إلى توفير الوقود لنينوى، مطالبا بتشديد الرقابة على محطات الوقود ومنع التهريب، وفرض رقابة مشددة على السوق السوداء، التي نشأت نتيجة ضعف الرقابة.بينما طالب عضو مجلس محافظة نينوى يحيى عبد محجوب وزارتي النفط والكهرباء بتزويد محافظة نينوى باستحقاقها من النفط والطاقة الكهربائية.وحمل في تصريح لـ"المدى"  شركة توزيع المشتقات النفطية والجهات التنفيذية في المحافظة مسؤولية تأخر إطلاق حصة المواطنين من المشتقات النفطية، مشيرا إلى أن مجلس نينوى خاطب وزارة النفط مرات عدة بشأن زيادة حصة المحافظة من المنتجات النفطية، لكنه لم يتلق أية إجابة، على حد قوله. من جهته طالب رئيس حركة العدل والإصلاح عبد الله الياور في تصريح لـ"المدى"، الحكومة المحلية بتخصيص ميزانية لمواجهة الأزمات والكوارث، ومنها موجة البرد التي كادت أن تتسبب بكارثة كبيرة نتيجة نفاد وقود التدفئة وتقلص ساعات تجهيز الكهرباء.وشاع خلال الأيام الأربعة الماضية من عمر المنخفض الجوي، منظر عبوات الوقود البلاستيكية الفارغة وهي تجوب شوارع مدينة الموصل، يبحث أصحابها عن النفط الأبيض، وهو ما أعاد سوق الوقود السوداء إلى الحياة، ونال تجاره صبر تخزينهم المستمر للنفط منذ أشهر، ليحققوا إرباحا كبيرة في ساعات.المواطنون بدروهم انتقدوا بشدة تصريحات المسؤولين المحليين في نينوى، المتعلقة بالخزين من مادة النفط الأبيض والحصص المقررة للتوزيع وغيرها من الإجراءات التي أكدوا طويلاً أنهم يتخذونها من اجل المواطن،ففي منطقة الطيانة بالجانب الأيمن لمدينة الموصل، كان ضرغام يدفع عربة تحمل أربع عبوات بلاستيكية فارغة، قال في حديثه لـ"المدى": أنه يدور بها منذ ساعتين دون أن يتمكن من الحصول على لتر واحد.وأضاف بشيء من الغضب، "لدي طفلان مصابان بالأنفلونزا، أخشى أن يتضاعف الأمر إذا لم أحصل على وقود لتدفئة المنزل"، منتقدا تصريحات مسؤولي نينوى التي يدعون فيها الحكومة المركزية إلى توفير النفط الأبيض للمحافظة.وتساءل عن سبب بقاء المسؤول في منصبه، بالرغم من انه لا يستطيع أن يؤدي ما يترتب عليه من واجبات، وأهمها توفير الخدمة للمواطنين.المدرّسة في إحدى الإعداديات ساهرة عمار، انتقدت بدورها محاولة ظهور دائرة المنتجات النفطية بمظهر المخلص لقيامها بتوزيع 12 ألف لترا على 220 عائلة، بينما أكثر من ثلاثة ملايين آخرين يعيشون في نينوى بالاعتماد على السوق السوداء، أو مواجهة البرد وتحمل عواقبه المرضية.وقالت لـ"المدى": إن تقاعس قائممقامية قضاء الموصل عن متابعة توزيع النفط الأبيض وحسب الحصص المقررة لكل عائلة صيفاً، هو السبب في هذه الأزمة، كما يحدث كل عام، سيتم توزيع حصة واحدة بعد فوات الأوان في فصل الربيع أو الصيف، مع الكثير من حصص الوعود التي لاتملأ برميلاً.