TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: تحت الصفر المئوي

نص ردن: تحت الصفر المئوي

نشر في: 24 يناير, 2012: 08:03 م

 علاء حسن درجات الحرارة في الأيام الماضية سجلت انخفاضا ملحوظا ، وبحسابات المتخصصين بالأنواء الجوية  ،فإنهم عزو الأسباب إلى تأثر العراق بموجة برد اجتاحت تركيا ، وامتدت جنوبا لتجعل العراقيين يستنفرون طاقاتهم في البحث عن النفط ، لأنهم لم يكونوا مستعدين لمواجهة المفاجأة ، خصوصا إن فصل الشتاء ومنذ سنوات لم يكن يشهد انخفاضا شديدا في درجات الحرارة .
موجة البرد القادمة من تركيا سبقتها مواقف من مسؤوليها ، وصفتها  بغداد بأنها تدخّل سافر في الشأن العرا قي  ، فاتّهم بعض السياسيين أنقرة بمحاولة إعادة الوصاية العثمانية على البلاد ، ولهجة  الاتهام ذكرتنا بالتهديد الذي طال دمشق بعد تنفيذ حوادث تفجير مبنى وزارتي الخارجية والمالية ، وطالب العراق وقتذاك الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لمعاقبة سوريا لاحتضاتها قيادات بعثية  ، تقف وراء دعم وتمويل تنظيمات إرهابية ، وبعد حصول التقارب الرسمي العراقي السوري تم نسيان الملف بعد إعلان دمشق دعمها اللامحدود للحكومة المنتخبة برئاسة نوري المالكي ، فتقاربت المواقف واختلط الدبس والسمن ، حتى أعلنت بغداد تنديدها بمؤامرة الإطاحة بالنظام السوري .يمكن القول إن رد الفعل التركي تجاه الموقف العراقي كان بموجة البرد العابرة لأيام ثم تنتهي ، وهي أي تركيا لم تلوح حتى الآن بقطع المياه عن العراق ، على الرغم من أن هذا الملف مازال يثير القلق والمخاوف لان العراق لم يحصل على كامل حصته المائية بموجب اتفاقات الدول المتشاطئة ، وهذا الأمر لم يلتفت له احد نواب دولة القانون عندما أعلن بان الحكومة الحالية قادرة على إثارة المشاكل في تركيا باعتماد مبدأ التعامل بالمثل ، في حال استمرار تدخلها في الشأن العراقي ، واصطفافها إلى  طائفة معينة على حساب أخرى .يبدو أن موجة البرد الأخيرة خففت من تصاعد لهجة تبادل الاتهامات بين البلدين ، وربما عولج الأمر من خلال القنوات الدبلوماسية ، وبارتفاع درجات الحرارة ة واستنادا لتأثر المواقف السياسية بالعوامل المناخية وتحديدا في الصيف  المقبل قد تلجأ أنقرة لاستخدام ورقة المياه ، وحينذاك سندعو الأصدقاء والحلفاء للضغط على الجانب التركي لمنحنا الحصة  المائية قبل نفوق أبقارنا وجواميسنا ، وتراجع الإنتاج الزراعي بسبب شح المياه ، مما يجعلنا نستورد الكراث والفجل من دول الجوار ونبدد  أموال الدولة  باستيراد بضائع كان العراق يصدرها قبل نصف قرن .العراق وبحسب المحللين السياسيين لايمتلك أوراق ضغط على دول الجوار ، لكن تصريحات بعض مسؤوليه وساسته تشير إلى انه استعاد دوره الإقليمي في المنطقة ، لأنه سيحتضن في الشهر الثالث من العام الجاري مؤتمر القمة العربية ، وسيجعل الضيوف العرب يدعمون مطالبه بالخروج من  طائلة الفصل السابع ، وإطفاء جميع ديونه ، وبالتمنيات والأحلام والأوهام سيكون العراقيون على موعد مع ربيع دائم ، لان المواقف العربية ستتغير في القمة المرتقبة ، فتستعيد بغداد حضورها في "المحيط المنجمد العربي" ، ولن تتأثر بأية موجة برد قادمة من تركيا وإيران حتى وإن كانت تحت درجة الصفر المئوي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram