قيس قاسم العجرش منذ مدة يحاول مجمع"المقرّبين" من الحكومة أن يفتعل أرضية لأخطر صفحات الحفاظ على الحكم، وهي لعبة المرجعيات بالإشتراطات والتفصيل الحكومي. تضخم هؤلاء حتى تهيأ لهم أنهم سيكتبون تاريخ العراق ومستقبله في دواوينهم حسب ما تقتضيه الرياح السياسية، المهم أن يحافظوا على الحزمة الحكومية بشكلها الحالي.
الأدوات لا تخفى، منها ما يتجه الى تفتيت الآخر، بالرشوة السياسية أو إغراء منح المناصب أوالتلويح بالمادة الرابعة من قانون الإرهاب أو ملفات الفساد، كلاً حسب المقبول والمناسب "الطائفي".وأهم هذه الأدوات كانت تجربة "المصالحة الوطنية" غير المفهومة. مع من ستتصالح الحكومة ؟ وهل إن هذا المُتصالح معه يملك فعلأً أدوات التأثير إيجاباً في الجانب الأمني؟هذا السؤال وحده يكشف أن "مجمع المقرّبين" لم يفلح في تكوين رأيه الخاص الى الآن، وهو : هل سيؤمن المُتصالح معهم تحسناً أمنياً ملحوظاً كي تقبل الحكومة أن تتسامح في ملاحقتهم الواجبة قانوناً؟لا إجابة واضحة الى الآن.أخطر من هذا، تحاول هذه العناوين المصنوعة بلاستيكياً أن تمثل لنا جبهة "المـُـتصالح معهم" وأنها هي المالكة لخيوط التصالح في الوقت الذي يعرف الناس فيه أن الإحتراب الداخلي والتكالب على النهب والمناصب هو الموّلد الأول والابرز للإرهاب، فضلاً عن تمويله.تـأتي اليوم المسميات بالمجان وآخرها واحد بمظهر السلفية يدعي تحت الخيمة الحكومية أنه سيسعى الى تشكيل "مرجعية موحدة للشيعة والسنة" كي تنهي الإختلاف وتبدأ مسيرة التصالح الوطني ... هكذا!.أشك كثيرأً في أن يكون هذا الفم الحكومي والممثل البارع ساذجاً الى هذا الحد. الأكثر احتمالاً أنه يظن بنا كمستمعين أن نكون من السذاجة كي نصدق أن لقاءً سيجمع فيه هذا الممثل السلفي بضعة عناوين مرضي عنها حكومياً (بشكل مؤقت) كي يقول: تفضلوا، هؤلاء هم الشيعة والسنة في مؤتمر واحد وبحكومة موحدة ترعاهم! أكثر من هذا أن هؤلاء لا يتورعون في الإعلان عن تمثيلهم حصرياً الكائنات الطائفية على هذا الكوكب .. إعلان يستجلب معه السخرية والإمتهان في آن.كان غيرك أشطر.لكن الغريب ،أو ما لم يعد غريباً بعد الآن ،ان تحظى هذه الدعوة بالرعاية الحكومية ،وهي الحكومة التي تعلم أكثر من غيرها أن المرجعية الدينية العليا في النجف والمتمثلة بالمرجع السيستاني قد أدارت ظهرها للرموز الحكومية التي لم تستح أن تدلق ماء وجهها بحثاً عن مزيد من التشبث ومزيد من السلطة .الطريف في الأمر، أن هذا الوجه السلفي الحزين يدعو منظمة متطرفة وآخر لا يقل في حيرته عنه ليشكل مرجعية للشيعة والسنة في العراق.أكثر طرافة هو الجهاز الحكومي الراعي لهذا التوجه تحت بند المصالحة الوطنية التي لن تعني أكثر من وجبة غداء ومجموعة كلمات تنتهي بحديث طريف هو الآخر للمستشار الحكومي لملف المصالحة كي يزكم أسماعنا برشقات من تمنيات المصالحة . مشاريع ملصوقة بصمغ رديء جداً للأسف.
تحت الضغط العالي :مرجعية ملصوقة بصمغ رديء
نشر في: 24 يناير, 2012: 10:13 م