 علي حسينمطلوب على وجه السرعة حملة وطنية  لإلزام العراقيين جميعا  بشكر النائب حسن العلوي الذي يتحفنا بين الحين والآخر بتصريح يرطب الأجواء ويبعد شبح بعض الساسة المتجهمين ، وأضيف إلى هذه الدعوة اقتراحا بمشروع قانون تتقدم به السيدة عالية  نصيف لإلزام كل عراقي  بأن يقبل يده " وجه وظهر " ثلاث مرات في اليوم ، ويدعو  لسياسيينا  بطول العمر،
 لأنهم جعلونا نتمتع بمجموعة من النعم   نادرا ما تمتع بها شعب  آخر  لديه نواب على شاكلة حسن العلوي سيخلدهم التاريخ باعتبارهم اول من مزج بين السياسة والكوميديا ،  صحيح أننا نعيش عصر السخرية  الحكومية التي طالت كثيرا ، الا ان سخرية  عن اخرى  تفرق ، فهناك من يسخر معنا وهناك من يسخر منا ، وهناك من يريد ان يجمع السخرية بالتسلية ، والى هذا النوع ينتمي التصريح الأخير للعلوي ، والذي قال فيه   " أشعر بالتفاؤل بانحسار عصر الفساد في مصر بعد انتخاب رئيس جديد لمجلس الشعب من زعماء الإخوان المسلمين"، مبينا أن "الإخوان ناضلوا في مصر خلال أكثر من سبعة عقود ومثلوا فيها الحركة الوطنية الأولى". طبعا قبل هذا الظهور الأخير كان العلوي قد أتحفنا بتصريح نعى فيه مستقبل الأمة العربية لأنها تخلت عن قادتها التاريخيين ، وسوف تتحسر الشعوب العربية لأنها تخلت  عن القذافي ومبارك وعلي عبد الله صالح   بل ذهب الى اكثر من ذلك مطلقا واحدة من ومضاته  حيث حذر من تغيير النظام   في سوريا مؤكدا أن "ليس من مصلحة أي سياسي مهما كان لونه أن يعادي أو يخاصم النظام السوري الحالي"، موضحاً أن أي بديل عن النظام السوري الحالي هو بديل مضر ومدمر " طبعا العلوي وهو يكيل المديح للإخوان المسلمين تناسى كعادته انه قبل عام من هذا التاريخ حين انتفض الشعب المصري ضد نظام مبارك  قال بالحرف الواحد : " ان سقوط نظام مبارك  قد يعطي المصريين حريتهم،لكنه سيأخذ وطنهم،كما حدث في العراق.  معلقا  على التظاهرات الشعبية التي اجتاحت مصر  بالقول :  "إن نظام مبارك آيل للسقوط،وستكثر عليه السكاكين ولكني أخشى على مصر والمصريين أن يأخذوا الحرية ويفقدوا الوطن ". طبعا العلوي كعادته  يحاول ان يحرق المراحل ويقفز من قطار الى قطار آخر فبعد ان صدع رؤوسنا بخطابات القومية والنضال المشترك   والقائد الأسطورة الذي سينقذ هذه الأمة  من الضياع ويبني لها قصورا من المجد ، وبعد ان طلب من منا ان نضحي بارواحنا  حفاظا على بعث هذه الأمة  ، يخرج علينا اليوم ليقول ان  الإخوان المسلمين  هم دعاة الديمقراطية الحديثة وهم من سيعيد لمصر مكانتها الحقيقية. ولأن خطب العلوي دائما ما تأتي أكثر درامية وخفة ظل   تجعل سامعها  يضرب كفا بكف وهو يتساءل من   أين للسيد العلوي  هذه الطاقة الجبارة والقدرة على الرصد والتحليل والاستنتاج؟الا ان المدهش أكثر هو القدرة على حرق الحقائق والقفز عليها، بحيث تبدو مصر اليوم من منظور حسن العلوي  نقية وبيضاء من غير سوء لأنها تخلصت من شباب الثورة ، وكل ما قيل عن الأموال التي صرفها الإخوان لشراء الأصوات وتصريحاتهم عن الدولة الدينية ، ودعوة احد قياديهم بان لا تتزوج الفتاة الاخوانية الا من اخواني مثلها ، لان الآخرين يعيشون عصور الضلال انما هي  هلاوس وضلالات تستبد بالخاسرين من العلمانيين والأحزاب المدنية التي يقول عنها العلوي  " الإسلاميون هم الذين قادوا حركة النهضة العربية في مطلع القرن العشرين لكن العلمانيين هم الذين حكموا البلدان العربية " اذن الشر الذي اطاح بهذه الامة لم يكن صدام ولا القذافي ولا مبارك اوعلي عبد الله صالح او بن علي وانما العلمانيون الذين حكموا البلاد العربية فأغرقوها بالفساد.الكلاكيت الاخير للسيد العلوي يضعه في مكانه الصحيح باعتباره النجم الاوحد الذي مزج النكتة بالسياسة.