بغداد/ المدىعلى الجانبين الشمالي والجنوبي وجزيرة وسطية بنى صدام مجمع قصوره الرئاسية على أطراف تكريت، ليراها البعض انها شيدت كفردوس على الأرض، ويبدو انه لم يكن يتوقع مغادرتها يوما وتغدو قصوره إلـ 76 في تكريت وحدها ابنية حكومية وأمنية ومنازل مسؤولين آخرين.
مجمع قصور تكريت واحد من نحو عشرة مجمعات رئاسية في عموم العراق، ويعد اكبر المجمعات بعد المجمع الرئاسي في بغداد، اذ يحوي مجمع تكريت أهم قصرين وهما قصر الفاروق الذي كان قد تعرض للقصف الأميركي خلال حرب 2003 وقصر ذو الفقار الذي تحول إلى بناية حكومية ".وما يشغل الحكومة المحلية بمحافظة صلاح الدين في الوقت الراهن هو كيفية الاستفادة من هذه المباني الضخمة ذات الهندسة المعمارية الرائعة الرفيعة الطراز وجعلها تدر موردا على ابناء المحافظة بعد ان عاش فيها رئيس النظام السابق وحاشيته والمقربون منه في ترف اروقتها الرخامية، حيث اعلنت محافظة صلاح الدين عن فتح باب الاستثمار للقصور الرئاسية وطلبت من الشركات العربية والأجنبية القدوم إلى هذه المعالم.وبهذا الصدد قال رئيس هيئة استثمار صلاح الدين جوهر الفحل لوكالة كردستان للأنباء ان " الدعوة لاستثمار القصور الرئاسية في تكريت وتحويلها إلى أماكن سياحية لا تزال مفتوحة امام كل الشركات العالمية "، مشيرا الى ان " الهيئة مستعدة للعمل على إخلائها وتحويلها إلى مجمعات سياحية تخدم المصلحة العامة كما هو الحال في مدينة بابل التي حولت قصورها إلى مجمعات للأعراس".ويشغل ابنية مجمع القصور الرئاسية في تكريت عدد من المؤسسات الحكومية والأمنية من بينها مجلس محافظة صلاح الدين والمفوضية العليا للانتخابات وهيئة استثمار صلاح الدين إضافة إلى عدد من المؤسسات الأمنية ومنازل لنواب في البرلمان وأعضاء في مجلس المحافظة.وتشير بيانات الجيش الأميركي التي استخدمت معظم القصور الرئاسية كقواعد عسكرية لها إبان اجتياح البلاد قبل تسليمها للحكومة العراقية، إلى أن مجموع مباني مجمع القصور الرئاسية في تكريت يبلغ 136 مبنى مشيدا ضمن مساحة تقدر بآلاف الدونمات تحتوى البحيرات الاصطناعية والنافورات وحدائق صممت بجمالية تفوق الخيال. من جهتها قالت مسؤولة الاستثمار في مجلس محافظة صلاح الدين أشواق سالم أن "المحافظة تعمل على فسح المجال للاستثمار بشكل عام، وليس في مجموع القصور الرئاسية فحسب".واضافت سالم ان " الخطة الحالية لاستثمار مجمع القصور الرئاسية بتكريت تهدف الى استثمار الجزيرة الوسطية من مجمل المجمع وذلك لتواجد مجموعة من الدوائر الحكومية في المباني الواقعة على الجانبين الشمالي والجنوبي فضلا عن عدد من مباني الجزيرة الوسطى"، مشيرة الى ان "تحديد باقي المناطق الممكن استثمارها سيتم مستقبلا لحين اخلاء المؤسسات تلك المباني ".وتشتهر القصور الرئاسية في تكريت ببنائها الضخم المتقن وقبابها العالية واروقتها الرخامية المؤدية الى بواباتها المختلفة فضلا عن البحيرات والاقنية المائية الاصطناعية، المزودة بمياه نهر دجلة، المنتشرة ما بين المساحات الخضراء الشاسعة.