بغداد/ المدىنظمت مكتبة الحنش، بالتعاون مع بيت الشعر العراقي، حفل توقيع كتاب (بدر شاكر السياب.. هوية الشعر العراقي)، تأليف ناصر الحجاج، في قيصرية المكتبة في شارع المتنبي. قدّم الجلسة الشاعر أحمد عبد الحسين حيث تحدث عن ناصر الحجاج شاعراً، وصحافياً، وهذه المرة ناقداً عبر كتابه هذا الذي قال عنه إنه "يمثل باكورة أعماله النقدية"، وأضاف عبد الحسين:" أن الحجاج في كتابه هذا يسلط الضوء على قضايا مهمة تتمحور حول اللغة ببعديها المحكي والشفاهي، والفارق بين ماهو لغة فصحى، ومحلية"، مشيرا إلى أن "الكتاب يذكر أن السياب كان يعد اللغة الفصحى هي اللغة الثانية بعد المحلية ويثبت ذلك بأدلة ووثائق وتعليقات حفل بها الكتاب لتعزيز هذا الرأي الذي يمكن عده جديداً في هذا المورد".
بعدها تحدث الشاعر ميثم الحربي قائلاً: "إن الحجاج يجتهد في هذا الكتاب لتوليد منهج نقدي، في وقت تمر به النقدية العربية في أزمة معنى كبيرة، كما أن المنهج النقدي الذي يعمل عليه الحجاج، هو : اجتراح حاثــّات وتأسيسات منهجية نابعة من العناصر المشكلة للهوية العراقية. إنه العمل الدؤوب؛ من اجل يقظة ذات جمعية تمتلك الثقة بنفسها. في المقابل فإن أهم ما أشرهُ المثقف العربي في توصيفه لعملية تكسير الصحون الكبرى المتمثلة بحدث الربيع العربي، أن الشعوب العربية استردت الثقة بنفسها، ولن تفرط بها مرة أخرى. ناصر الحجاج يرصد كل ذلك ويحاول التغور في طبقات المجتمع العراقي؛ للإتيان بتشكل نهائية أو أولية للهوية العراقية، عبر مغامرة إنتاج منهج نقدي لتفسير الشعر كوجود جمالي بعيدا عن أي أصولية نقدية ليكت على الألسن حتّى تهرّأت ووصلت إلى الطرق المسدودة". بعدها تحدث الحجاج عن أفكار الكتاب الرئيسة المتمثلة بمحاولة تأسيس منهج نقدي يعيد إنتاج الهوية العراقية أو يبحث عن ملامحها عبر الشعر العراقي وقد بدأ هو هذه المحاولة بشعر السياب، موضحاً أن "موضوع التأسيس لوضع معالجة للنصوص الشعرية وارتيادها مهمة صعبة بلا شك، وفي الوقت نفسه لابد من توسيع دائرة ارتياد النص الشعري لتقصي صناعة هوية محلية تحكي عن إرث عراقي خالص وتشرح مدياته وأبعادهُ داخلَ المجتمع عبر حركة التاريخ، كما لفت إلى أن لكل مجتمع خصوصيته المعرفية بما تحمل من أساطير ورؤى وتصوّرات، مبينا أن منهج الكتاب كفكرة ومنهج مفتوحة وقابلة للإنضاج والتطوير والنقد، كما يمكن استثمارها للنظر إلى شعر شعراء آخرين من زاوية تقصي هوية عراقية نابعة هذه المرة من الشعر.. عبر تفسير اللفظ العامي والفصيح كدالات تحتدم في نص عماده الأول هو الفصحى".
تـوقـيــــع كــتــاب "السيــّــــاب وهــويّـــة الشعـــر"
نشر في: 27 يناير, 2012: 08:14 م