شعر: جليل حيدر إلى علي محمودهكذا هي بغداد: جملةٌ عصبيةٌ، وعبورٌ غيبيّ من بداية حزّ الرؤوس ِ إلى الصلوات. هكذا هي بغداد: شارعٌ يُطوى على كتبٍ وانفجار محابرَ، وشارعٌ تغلقهُ ملائكةٌ خضرٌ سود، خشيةَ جحيمٍ محلّيٍ، ولحى خلف الحدود.
هكذا هي بغداد: سجالٌ بين هاويةٍ ومنائرَ ، بين مرضى وأساطير. كأننا في الشبهةِ مُذ بدأ الغزو يتغلغلُ في المآتمِ وصفارات الإنذار.هذه بغدادُ: عودةٌ إلى الظلام، وتبشيرٌ بصباحٍ مقيد اليدين. كيف أتأكدُ من صداقاتي، أتأكدُ من الماضي، بين مقهى إبراهيمَ وسرجونَ ، حين أودعنا تمرّدات الشبيبةِ في اليسار البهيّ؟كيف أتأكّدُ من أبي نؤاس بنزيفهِ الترابيّ، وشركاتهِ التركيّةِ، ونباحِ المولدات؟ أملٌ يهمسُ لي: كُن شهماً كصديقٍ رحيماً مثل حدقة المُحّب نبيلاً كمقاتلٍ، وخصماً لكّل تلك الديناصورات تبتلعُ العاصمة. هكذا هيَ بغدادُُ: عمياءُ مثل مومس السيّاب غريبةٌ كمطلقةٍ، وفريسةٌ للسلمندر. الحدادُ يليقُ بكافافي وبرابرتهِِِِِِِِِِِِ ، وعلى الجسور تنادي الأبجدياتُ خالقها العظيم أما الأحبةُ، فلهم نارنجُ الوحدة، وغضبُ الخريف. وعند مكتبةِِِِِِِِِِِِِِِِِِ النهضة محطتنا منتظرينَ ثمالةَ الظهيرة وشقاءها حيثُ أرواحٌ، سجناءُ ، ومثقفونَ، يقتفون آثارهم وراء القلاع، ونوبات الأيامِ القلقة، سائلينَََََ أنفسهم: إلى أين؟ بعد حطام ِ السفن ِ وتحطيم المعنى. بعدَ إشارة : إنّنا في العميق وعلى السطح تطفو الأشناتُ. هكذا يا عليّ من أربعينّية الرمادِ إلى صفيرٍ خاص دائماًًًًً.. لكن هناك. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبغداد 18-1-2012
ظهيرةُ جمعة فـي بُرج السعدون
نشر في: 27 يناير, 2012: 08:15 م