اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > الاستيراد والإهمال يهددان سوق "الصفارين بالانقراض"

الاستيراد والإهمال يهددان سوق "الصفارين بالانقراض"

نشر في: 27 يناير, 2012: 08:29 م

كركوك /متابعة المدى اعتبر مالكو محال في سوق "الصفارين" في كركوك أن الإهمال الحكومي الذي دفع دول الجوار بضخ منتجاتها إلى البلاد يهدد سوقهم بالانقراض بعدما اظهر ضعفا في الإقبال من قبل السكان المحليين.وكان سوق الصفارين يشهد حركة واسعة أيام العزلة الدولية والعقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على العراق في تسعينيات القرن الماضي. وبعد انفتاح العراق اقتصاديا لم يغلق السوق وواصل عمله على الرغم من ضعف الإقبال عليه.
ويعمل الصفارون في تصنيع أوان منزلية من الألمنيوم والنحاس ومعادن أخرى وبأسعار مرتفعة بقليل عما هو موجود في السوق المستورد.كما يعمل الصفارون على صناعة الحلي وبعض أدوات الزينة إلى جانب البراميل التي تستخدم كخزانات للماء وهي الوحيدة التي يقبل عليها السكان وبخاصة في فصل الصيف.ويقع سوق الصفارين على مقربة من سوق القيصرية الشهير داخل زقاق ضيق وكثيرا ما يكون مزدحما من قبل المتبضعين لأنه يقع داخل السوق الرئيس.ويعود تأسيس سوق الصفارين إلى الخمسينيات وكان سابقا موجودا داخل قيصرية كركوك إلا انه نقل إلى بداية مدخل القيصيرية في وقت لاحق.ويقول الحاج نجم الدين صاحب محل لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) "في هذا السوق أشخاص معروفون كانوا سابقا أصحاب هذه المهنة ولا تزال محالهم موجودة".وأضاف "وأنا أتحدث معك وأنا صاحب هذا المحل الذي يعود لجدي الحاج عوني. توارثنا عنه هذه المهنة التي اعتدنا أن نكسب منها رزقنا. هناك الحاج حسين أيضا صفار مشهور والآن أولاد أولاده هم من يعملون في المحل المقابل لنا".وعن نسبة الإقبال أضاف نجم الدين "بالنسبة لإقبال المواطنين على السوق ليس بالكثير حاليا كما كان سابقا. الناس بدأت تشتري البراميل الجاهزة والجداري والمحكان والطاسات وغيرها من الأغراض التي نصنعها بأيدينا".وأشار إلى أن "السوق متوقف حاليا بعض الشيء. الاقبال عليه أصبح نادرا. كثير من أصحاب هذه المهنة هجروا مهنتهم بسبب الرزق القليل الذي لا يكفيهم لسد حاجتهم المعيشية".وبالنسبة لنجم الدين فيما إذا كان يعتزم هجرة مهنته قال "بالنسبة لي أنا معتاد على مهنتي. لا أستطيع أن اعمل غيرها. العمر تقدم بي كثيرا وأصبحت عاجزا عن مزاولة أعمال أخرى".ويوجد في كركوك سوق واحد يمتهن تصليح البراميل القديمة وتصنيعها فضلا عن الأدوات المنزلية الأخرى مثل الأواني والسكاكين والملاعق وأغراض منزلية أخرى.وطالب نجم الدين الحكومة المحلية برعايتهم بالقول "ندعو المسؤولين في المحافظة إلى تكريمنا على أقل تقدير لأننا حافظنا على واحد من تراث كركوك الذي تفخر به كل القوميات المتآخية".ولا يقتصر سوق الصفارين على قومية واحدة حيث انه يضم قوميات المدينة الرئيسة منها الكردية والعربية والتركمانية كما هو الحال بالنسبة للأسواق الأخرى أو حتى الدوائر الحكومية.ويقول دلشاد رزقوي وهو صاحب محل لـ(آكانيوز) "بصراحة السوق مهدد بالانقراض لان الأشياء المستوردة رخيصة جدا مقارنة بأسعارنا. اننا نشتري الأدوات غالية إضافة إلى تعب اليدين والوقت وهذا كله يضاف على السعر الاجمالي".واضاف "المفروض على الحكومة في كركوك ان تراعي مثل هكذا اسواق لانه ليس سوقا بل تراثا للمدينة. انه قديم وله خصوصية ويجب المحافظة على تراث كركوك لا جعل المستورد يقضي عليه".وقال مثنى عبد الكريم وهو مساعد في محل لصناعة البراميل لـ(آكانيوز) "فقط في الصيف يشهد السوق بعض الحركة على شراء براميل المياه لان كركوك في كل صيف تشهد أزمة في الماء الصالح للشرب ويفضل الناس تخزين المياه عند الضرورة".وشهدت كركوك في الصيف الماضي تظاهرات حاشدة نظمها سكان للمطالبة بتحسين الخدمات ومنها توفير المياه والكهرباء والوظائف.وأضاف عبد الكريم "على المختصين أن يوسعوا هذا السوق ويدعموه من خلال دعمنا في شراء الألمنيوم والمغلون للبراميل والنحاس لان اذا اعتمدنا على الاستيراد فهذا أمر بالغ الخطورة لان العراق به من الأيدي العاملة ما يكفي. يجب استثمارهم".ويعكف الكثير من اصحاب المحال على شراء البراميل والاواني القديمة المتضررة من قبل الناس من خلال جولات بسيارات في الازقة والشوارع ومن ثم يقومون بإعادة تأهيلها وتصنيعها أو إصلاحها وبيعها مرة أخرى.ويعمل العديد من الصفارين على الصناعة من معادن عدة وجودة عالية لكن الناس يعزفون عن شرائها لغلاء ثمنها بحسب ما يقول ابو يورطاش. وأضاف ابو يورطاش لـ(آكانيوز) "في كثير من الاحيان نصنع ادوات او حليا او اغراضا اخرى لكن لا نجد لها أي مشتري مثل السابق. الأمر تغير ويتغير يوم بعد آخر بسبب الإقبال على الصناعة الصينية او التركية او الايرانية لانها رخيصة وذلك مدعومة من قبل حكوماتهمواستدرك بالقول "أما نحن فللأسف وكأننا ثقل على الحكومة الرشيدة فلا تدعم أي صناعة محلية بل تشجع على المستورد وهذا امر ليس جيدا. لن يخدم الناس والاقتصاد العراقي ولن يخدمنا نحن اصحاب هذه المهنة. اننا نفكر في هجرتها".وتابع بالقول "أنا سأهاجر وفلان سيفعل نفس الشيء فقل لي من سيبقى؟. هذا الأمر ليس علينا الصفارين بل على جميع أصحاب المهن. المهن المحلية مهددة ويجب أن تنظر الحكومة إلى هذا الأمر ولو قليلا بدل أن تشغل وقتها في المنازعات والكراسي".ويوجد في محافظة كركوك ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram