 البصرة / ريسان الفهدخلصت شركة ايطالية مختصة الى ان حل ازمة ملوحة المياه التي تعاني منها محافظة البصرة، يتمثل ببناء سدود مائية والافادة من القناة الاروائية لنقل المياه الصالحة للاستخدام الى الاقضية والنواحي الجنوبية والشرقية، مشددة على ضرورة وضع حد لتدفق مياه البزل الايرانية، والقضاء على تلوث الانهار.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة البصرة احمد السليطي لـ"المدى": ان احدى الشركات الايطالية المكلفة بدراسة اسباب ملوحة المياه وامتداد اللسان البحري الى مياه المحافظة وايجاد الحلول لهذه المشكلة، خلصت الى اسباب الملوحة وسبل معالجتها. وتعاني محافظة البصرة منذ عدة سنوات من مشكلة امتداد اللسان البحري في مياه المحافظة، سواء في شط العرب او المدخل البحري في منطقة الفاو، وهو ما أثر بشكل مباشر على الحياة العامة في مناطق جنوب وشرق المحافظة، حتى وصلت الملوحة في بعض الاحيان الى مناطق داخل مركز المحافظة وشمالها.وبين ان نتائج الدراسة الأولية التي اعدتها الشركة استندت على عدة فرضيات، من بينها ان الايرادات المائية من نهر دجلة هي 50م3/ثانية، ومن نهر الكارون 10م3/ثانية وبنسبة ملوحة 50 ألف جزء من المليون.واضاف السليطي ان الدراسة وبناء على هذه الفرضيات توصلت الى أن أسباب الملوحة ثلاثة، هي امتداد اللسان البحري والذي تنتهي تأثيراته قبل وصوله منطقة السيبة، ومياه البزل الإيرانية وتنتهي تأثيراتها قبل الوصول إلى البصرة، وتلوث أنهار مركز المحافظة ابتداء من السراجي وانتهاء بالرباط والتي تنتهي تأثيراتها عند منطقة كتيبان. واشار الى ان الشركة خلصت في دراستها الى ان الحلول تكمن في بناء سد قبل منطقة كتيبان، واستخدام القناة الإروائية لنقل المياه إلى أقضية شط العرب وأبي الخصيب ومن ثم الى الفاو، مضيفا ان الدراسة اكدت على القضاء على مشكلة تلوث الأنهار وبناء سد في منطقة أبي فلوس.وشددت الدراسة، بحسب السليطي، على ضرورة الاتفاق مع ايران لإنهاء مشكلة مياه البزل الايرانية التي تتدفق باتجاه الاراضي العراقية، اضافة الى بناء سد في مدخل شط العرب من جهة البحر في قضاء الفاو.وتابع بالقول: ان الحكومة المحلية في البصرة طرحت خلال المناقشات مع الشركة الايطالية العديد من الملاحظات والاشكاليات على جميع الأسباب والحلول المعروضة، مشيرا الى ان الاجتماع مع الشركة خلص إلى أن تقدم الشركة دراستها بشكل تحريري بعد انتهائها تماما، ويتم عرضها على الجهات الفنية المختصة معززة بالبيانات والفرضيات التي استندت إليها لبيان الرأي بصددها.وتداخلت اسباب ارتفاع نسبة الملوحة في مياه البصرة ما بين الطبيعية والاجراءات الضعيفة التي تقوم بها الدوائر المعنية في المدينة والوزارات المعنية، الى حد تدخلت الحكومة الاتحادية باجراءات سريعة من خلال تخصيص مبالغ كبيرة لمعالجة المشكلة حتى وان باجراءات مؤقتة، من اجل ايصال الماء الصالح للشرب الى المواطنين في المناطق التي تعاني من ملوحة الماء وعدم صلاحيته للاستهلاك البشري او الحيواني او الزراعي.وكان اخر اجراء قام به مجلس محافظة البصرة لمعالجة الازمة هو تكليف احدى الشركات الايطالية لدراسة الموضوع وتقديم المقترحات لمعالجته.يذكر ان انخفاظ مناسيب نهري دجلة والفرات، وتدفق مياه البزل الايرانية مطلع العام الماضي شكل تهديدا خطيرا على الحياة في المحافظة، وخصوصا مناطق جنوب البصرة في منطقة الفاو والمناطق الزراعية الواقعة على ضفتي شط العرب الغربية والشرقية في قضائي ابو الخصيب وشط العرب.