انتصار وثبة 1948 تواصلت وثبة الشعب العراقي ضد حكومة صالح جبر ومعاهدتها الجديدة مع بريطانيا ، وأخذت أحداثها بالصعود نحو المعركة الفاصلة ، وخاصة بعد أن نشرت الأحزاب الوطنية ( 18 منه ) البيانات المنددة بالحكومة والمعاهدة ، وطالبت باستقالة وزارة صالح جبر، ورفض المعاهدة التي جاءت أقسى من المعاهدة السابقة واشد وطأة . وسارع طلاب الكليات والمعاهد العالية إلى إعلان الإضراب العام ،
كما قامت التظاهرات الصاخبة في بغداد ثم ما لبثت أن امتدت إلى مختلف المدن العراقية منذ ذلك اليوم ، وانضمت إليها مختلف شرائح المجتمع العراقي . أصدرت السلطة بيانا أذيع من دار الإذاعة هددت فيه بقمع التظاهرات بكل الوسائل والسبل ، وقد شكل البيان استفزازا كبيرا للجماهير ، وفي يوم 20 منه انطلقت التظاهرات الواسعة يتقدمها طلاب كلية الشريعة ، وقد جابهتهم قوات كبيرة من الشرطة، مطلقة الرصاص على المتظاهرين، ما أوقع العديد من الضحايا ، وشوهدت شرطة السلطة تولي هاربة في عدة مناطق من العاصمة ، واستمرت التظاهرات في الأيام التالية، وفي الوقت نفسه الذي كان فيه الوصي عبد الإله يسعى إلى تهدئة الأمور ، طلع رئيس الوزراء من لندن ببيان شديد ضد الحركة الوطنية واتهمها بالشيوعية والنازية ّّ!! . كان هذا البيان بمثابة صب الزيت على النار ، فما أن عاد صالح جبر إلى العراق ( 26 منه ) واستمراره بالتهديد باستعمال منتهى القوة ضد الحركة الوطنية ، كانت الأخيرة تستعد للمعركة الحاسمة مع السلطة ، فكان يوم 27 من يوم المعركة ، وتحولت شوارع بغداد الرئيسة إلى ساحات حرب ، فكانت معركة جسر الشهداء الشهيرة وغيرها من المعارك التي سجلها تاريخنا الوطني ، كان يوما مشهودا لم ينم فيه العراقيون بما فيهم السلطة نفسها التي شعرت بخطر سقوط النظام كله ، فقررت إقالة وزارة صالح جبر ورفض معاهدة بورتسموث ، وفي مثل هذا اليوم من عام 1948، أعلن الوصي عبد الإله إسقاط الوزارة ومعاهدتها وعهد إلى السيد محمد الصدر الشخصية الدينية المقبولة لتولي الوزارة الجديدة وإعادة الهدوء إلى أرجاء البلاد .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 27 يناير, 2012: 10:14 م