 بغداد /المدى على طاولة المدى للحوار مع الشباب عن أوضاعهم المختلفة، شرح لنا الشاب (ح. م ) وضعه قائلا " أعاني من ضعف العلاقة مع الأصدقاء، بالأيام والأسابيع؛ بل هناك أشخاص أنقطع عنهم سنة أو سنتين، ولا يتصلون بي! وكذلك أصدقائي يستأجرون ويتشاركون مع بعضهم في استراحة سنوية، أو يسافرون مع بعض، وأنا أريد أن أكون معهم،
 ولكن أعرف أنني ليس مرغوبا فيّ، وأيضا تحدث تجمعات للأصدقاء، ولا أعلم إلا عندما تنتهي! مضيفا " مع أني أحب أن أكون فكاهيا ومرِحا في جلوس الأصدقاء ، ولكن العيب الذي أعرفه عن نفسي حاليا أنني حساس جداً لدرجة أني إذا لَم أَلْقَ حفاوة كبيرة في زيارة أحد الأصدقاء أحلف بأنني لن أذهب إليه مرة أخرى ، وأنهم لا يريدونني، وهذا الأمر يضايقني كثيرا.من جانبه، يقول محمد طالب جامعي ردا على صاحب المشكلة: إن الإحساس بالمشكلة أوْلى الخطوات إلى حلها، وأنت واع بِمشكلتك، وترغب في حلها بصدق، في البداية علينا أن نعرف أن التعامل مع الناس فن وذوق، وقاعدة "إذا أردتَ أن تطاع فمر بما يستطاع" علينا أن نضعها أمام أعينِنا طوال الوقت عند تعاملنا مع الآخرين؛ حتى لا تكون أفعالهم أقل من توقعاتنا، فنحزن ونحبط، بل نعلم ونتأكد أن الحياة أخذ ورد، وعندما نعطي نأخذ جزاء ما أعطينا.فيما تقول حنان علي (25 ) عاما " لقد قلت أنك حساس لدرجة كبيرة جدا، فإن "لَم تجد حفاوة كبيرة تحلف أنك لن تدخل على هذا الصديق مجددًا"، وأنت قلت بنفسك أنه عيب فيك؛ لذا فلتبدأ بهذا العيب وتغيره، وتغير فكرتك، فليس كل من رحب بك بأسلوب عادي وبسيط لا يريدك؛ فالناس أجناس وطباع.بالمقابل ينصحه سلام علي (طالب في كلية الآداب ) عليك أن تتبع هذا العيب بعيوب أخرى لتحسن من نفسك وشخصيتك، أمسك ورقة وقلما، وابدأ بكتابة عيوبك كلّها التي تشعر أنها في شخصيتك وتجعل أصدقاءك يبتعدون عنك، وبعدما تنتهي ارجع لهذه العيوب واحدا واحدا، واكتب أمامه طريقة علاجه وحله؛ حتى تصبح أفضل، وشخصيتك أجمل. والهدف من كتابة العيوب هو أن الإنسان إذا كان واعيا بنفسه وبمشكلاته وعيوبه سيصبح أقدر على حلها ومعالجتها، ولكن من المهم أن لا تجعل هذه العيوب سببا لتكره نفسك أو تحتَقرها، بالعكس أحب نفسك جدا، فبقدر ما تحب نفسك سيحبك الآخرون.من جانب آخر يعالج احمد كرم (طالب جامعي) المشكلة بالقول " لماذا يحتاج الناس إلى الأصدقاء؟ سنجد هناك ثلاثة أسباب يوضحها مايكل آرجايل كما يأتي:1- المساعدة العملية والمعلومات التي يوفرها الأصدقاء.2- ما يوفرونه من دعم اجتماعي في صورة نصائح أو تعاطف أو كونهم محلا للثقة .3- تماثل الاهتمامات والأنشطة المشتركة.ومن ثم تحتاج أولا إلى التدريب على أن تكون أنت أولا شخصا يمكن أن يصادقه الغير، فعليك البدء بالعمل على مساعدة الآخرين، وتعلم المجاملة، والتعبير عن المحبة والمشاعر الايجابية، والحفاظ على غيبة الآخرين... وحين تجد نفسك لديك هذه الصفات فكر في أن الآخرين أيضا يمكن أن يمتلكوها ومن ثم يمكن الاطمئنان إليهم ومصادقتهم. كما ستحتاج إلى أن تحدد لنفسك هدفا (إيجاد صديق) ولتحقيق الهدف فكر في أقرب الأشخاص إليك، توقف عن القراءة الآن واكتب في ورقة أسماءهم، ثم فكر من منهم يكون أيسر لك أن تقترب منه. أجب........ اخترت فلان؟ ممتاز كيف ستقترب منه؟ أجب........... ما هي الخطوات التي ستفعلها لتحقيق ذلك؟ يمكن أن تبحث عن أنشطة مشتركة (الخروج معا أو لعب رياضة ما أو.......) أو عن موضوع مشترك للحديث معا.فكر واكتب الآن العقبات التي قد تقف في طريقك لعمل النشاط المشترك وفكر في حلول لها، فمثلا إذا كان النشاط الذي اقترحته أنت هو الخروج معه في نهاية الأسبوع واتصلت به هاتفيا فاعتذر لأنه مشغول (وهذه العقبة التي أقصدها) حدد معه - في المكالمة نفسها - موعدا آخر وحدد المكان، فإذا ذكر مثلا أنه لا يعرف المكان (هذه عقبة أخرى) اقترح حلاً كأن تذهب إلى منزله وتأخذه إلى المكان...... وهكذا. بعد ذلك دع الأمور تسير بتلقائية وفي الوقت نفسه ابذل جهدا للاهتمام به وللبحث عن الجوانب المشتركة بينكما وقوى هذه النقاط.