اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > يافطات المضمدين في الأحياء السكنية "عمليات صغرى.. وصالة ولادة"

يافطات المضمدين في الأحياء السكنية "عمليات صغرى.. وصالة ولادة"

نشر في: 28 يناير, 2012: 07:16 م

 بغداد/ إيناس طارق  عدسة/ أدهم يوسف واجهتنا حالة مرضية ليلاً، والليل في بغداد له حساباته، ولا ملجأ ينقذ والدي من آلامه المفاجئة سوى ذلك الرجل الذي يمارس دوره،"طبيب تحت التجربة أو كما يسمى مضمدا طبيا " وهو قريب من منزلنا. يشغل هذا الرجل غرفة صغيرة لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار
وطاولة مربعة الشكل غطيت بغطاء بلاستيك من النوع السميك تهالكت جوانبه، وضعت على سطح هذه الطاولة علبة معدنية تحتوي على أدوات لزرق الابر وشاش وقطن تعقيم طبي وجهاز فحص الضغط وعِدة من أشرطة الدواء والحقن المختلفة الأشكال والأنواع ، هذه الغرفة شغلت من قبل احد المضمدين في شارع حي الجهاد الذي زادت المراجعات عليه في فصل الشتاء القارس البرودة، الذي صاحبته كثرة الإصابة بوباء الأنفلونزا ،يقول المضمد أبو فلاح: المرضى يجدون الشفاء في الدواء الذي نوصفه لهم خصوصا المصابين بداء الأنفلونزا، والذي لا يحتاج إلا إلى نوع من الابر المخلوطة "اسبجك زائدا مسكن للألم "، والاستشارة الطبية وزرق الابر لا يكلفان غير 5 آلاف دينار فقط، لهذا المريض يفضل القدوم إلى العيادة لتلقي العلاج بدلا من الانتظار في طابور طويل لرؤية طبيب مختص لا يكتب علاجا يختلف عما وصفناه له من أدوية ، الفرق الوحيد أن أجور كشف الطبيب تتجاوز 15 ألف دينار ،إضافة الى أننا نستقبل المرضى في أي وقت، فهم من أبناء محلتنا ولا يأتي شخص غريب. رحيل الأطباء بعد رحيل العديد من  الأطباء الاختصاصيين وارتفاع أجور الأطباء، فضلا عن الوضع الأمني وانقطاع الطرق وبطء المواصلات، هذه الظروف مجتمعة جعلت من غرفة المضمد الصحي الصغيرة عيادة متخصصة لعلاج بعض الأمراض البسيطة وحتى العمليات الصغرى ولم تعد وظيفته عبارة عن تضميد وزرق الابر وختان فقط!! وهكذا صار المضمد الصحي طبيباً بلا شهادة ووصوله سهل لكل قاصديه من المرضى وطوارئ سريعة لمن يصعب عليه الوصول الى مستشفياتنا "التعبانة"!! فانتعشت هذه المهنة وكان لها حظ ونصيب في مجتمعنا .مضمدون أصحاب مهنة وخبرة هناك البعض من المضمدين أو الممرضين فتحوا عيادات للحصول على الكسب المادي وليس لخدمة الناس، فعندما يتفاقم المرض على المريض وتتأزم حالته يقول له : أذهب إلى الطبيب في وقت يكون فيه العلاج قد تسبب بمضاعفات عدة لدى المريض. بدورنا لا نريد أن نقول إن جميع المضمدين لا يملكون الخبرة لكن هناك من يمارس دور الطبيب البديل ونجح فعلا في ممارسة العمل الطبي ، لكن في حدود الاستشارات الطبية المحدودة، ومع الأسف هناك ظروف شجعت الكثيرين من ضعفاء النفوس على أن يستغلوا الأوضاع الأمنية المتوترة وحاجة المواطنين إلى العلاج، فمارس دور طبيب هاجر أو ترك عيادته فقام من كان معه في العيادة، يشغل مكانا صغيرا لزرق الإبر، بان يرتدي صدرية بيضاء ويعالج الناس وكأنه هو الطبيب نفسه السابق خصوصا لمن لم يعرفه، وحالة المدعو محمد حمزة الخزاعي الذي انتحل صفة طبيب يحمل الاسم نفسه وهو من المفصولين السياسيين وعاد إلى  العراق منذ عام 2008  ، وتم قبوله في وزارة الصحة والمستمسكات التي قدمها مطابقة لمعلومات وزارة الصحة"، وأوضحت مصادر طبية أن "الخزاعي هو فعلا طبيب يعمل حاليا في محافظة البصرة لكن هذا الشخص انتحل صفته ومارس الطب بالاستعاضة عنه وبشهادته، مستغلاً تشابه الأسماء التي جاءت مصادفة ".ورفض الطبيب المزيف الأسئلة التي وجهت إليه من قبل المفتش العام وهي أسئلة طبية لم يجب عليها متذرعا بأنه ارتبك من تواجد القوات الأمنية التي طوقت المكان ومن عدد الصحفيين، وأكد انه طبيب وبإمكان الوزارة التحقق من وثائقه وشهادته، وحاصل على دبلوم في العيون من جامعة بغداد عام 1997 وشهادة البورد من جامعة لندن عام 2004 وعلى البكالوريوس عام 1987 من جامعة البصرة".توعية المواطن الكثير من الحالات الأخرى جعلت من الضروري توعيه المواطن وتعريفه بالسياسة الدوائية في العراق التي هي سياسة غير مدروسة لان من السهولة للمريض الذهاب إلى الصيدلية ويتعاطى أي دواء من دون وصفة طبيب أو مستشفى، فالمريض الذي يتناول الدواء بهذا الشكل يعرض نفسه لكثير من المخاطر والمشاكل فأغلب هذه الأدوية بترجمتها العلمية عبارة عن (سموم) ولها تأثيرات جانبية على المدى القريب أو البعيد كما أن استخدام أدوية تصرف من قبل المضمدين قد تسبب أحيانا مضاعفات كبيرة جدا ولا يمكن إنقاذ حياة المريض لان الوقت انتهى .رفع المستوى الثقافي ويمكن رفع المستوى الثقافي للمواطنين من خلال برامج تثقيفية متكاملة ومتناسقة تؤدي إلى التزام المواطن بعدم شراء الدواء واستخدامه من أي مصدر إلا بالرجوع الى الطبيب أو الصيدلاني لتجاوز حالات ظهور أعراض جانبية خطرة أو تسمم دوائي، ونرجو من وزارة الصحة والنقابات عدم إطلاق اي دواء بدون وصفة طبية ، والكثير من الصيدليات لا تدار بشكل مباشر من الصيدلاني فقد يكون المعين فيها على صرف الدواء معلماً أو مهندساً وكأنه محل لبيع المواد الاستهلاكية وهذا بحد ذاته خطر للفرد والمجتمع وحسب تعبير الطبيب جواد منذر طبيب اختصاص عام في مستشفى الشفاء لو أخذنا آثار أدوية الصداع النصفي لوجدنا ان استخدام الدواء من دون استشارة طبية قد يسبب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram