هاشم العقابيسأقف اليوم عند "القفلة" التي جاءت في نهاية اللقاء الذي اجرته قناة العربية مع رئيس الوزراء نوري المالكي، عندما سأله المقدم اين سيقضي اجازته، فأجاب بانه سيذهب الى "طويريج". فلو كنت مكان المقدم لاستأذنت ضيفي بان يسمح بتمديد المقابلة لتصبح جزأين اخصص الثاني منهما للحديث عن "طويريج".
أول ما سأسأل المالكي عنه هو ان كان يعرف المطرب عبد الامير الطويرجاوي ام لا. فان قال لا، سأنهي اللقاء واعتذر. أما اذا قال نعم، فسأسأله ان كان على دراية بان الطويرجاوي لم يكن مطربا، وحسب، بل كان ايضا ثائرا حارب المحتل الانجليزي. وحكم عليه بالإعدام في العام 1941، مما اضطره الى الهرب والتخفي 18 عاما الى ان عفا عنه عبد الكريم قاسم بعد ثورة تموز. ثم اعرض على ضيفي وعلى المشاهدين وثيقة حكومية بريطانية صدرت في العام 1920، تثبت بان اهالي "طويريج" قد ثاروا على المستعمر العثماني في حزيران عام 1915، يوم كان عمر مطربنا ثلاثين عاما، وطردوه شر طردة من المدينة. بعدها ساسأل ضيفي عما يحفظه من أغان وأبوذيات لعبد الامير الطويرجاوي. وقد استأذنه ان يغني لي واحدة من اغانيه. للأمانة، اقول بان دعوتي لرئيس الوزراء ان يغني لا اقصد بها احراجه، بقدر ما ابتغي منحه فرصة لافحام خصمه اردوغان، الذي فاجأ العالم يوم غنى اغنية تركية تراثية نال بها اعجاب الملايين من البشر. اظنها ستكون صفعة متحضرة لاردوغان لو عرف بان رئيس وزرائنا يغني اغنية لثائر "طويريجاوي" كان قد اشترك مع ابناء مدينته في طرد العثمانيين منها، قبل مئة عام. ثم اسال المالكي عن رأيه لو اقترحت عليه ان يقدم هدية لمدينته "طويريج" باصدار قرار بنصب تمثال بوسطها لذلك المطرب الكبير الذي يعد مدرسة غنائية في طريقة أدائه ومعرفته باصول الغناء ومقاماته، إضافة لمواقفه الوطنية.وسأذكر ضيفي، ان كان ناسٍ، بان "طويريج" حاضرة في اجمل اغانينا. فالملحن القدير محمد جواد اموري، الطويرجاوي ايضا، اتحفنا باغنيتين صارتا كما النشيد الوطني، وهما: "مرينة بيكم حمد" و"يا حريمة". كذلك سأذكره بان هناك من يقول بان المطرب سعدي الحلي من مواليد "طويريج" أيضا. وهل هناك علم اشهر من علم سعدي الحلي في اغانينا؟ وسأسأل ضيفي عن نجم طويرجاوي آخر هو الشاعر ابراهيم الشيخ حسون. انه رجل الدين الذي انصفه الزعيم عبد الكريم قاسم، هو وكثير من رجال الدين السنة والشيعة، حين عينهم معلمين للغة العربية والدين. شاعر لم ينصف احد بعد الزعيم رغم طاقته الشعرية الفذة. كان الشيخ ابراهيم يعشق اغاني ام كلثوم واسمهان وعبد الحليم حافظ والقبانجي ويوسف عمر وكان يكتب اغان جميلة من بينها اغنية "لا تدور ازرار للزيجة هدل" التي أحببناها ورددناها كثيرا.طلب أو رجاء اخير سأطلبه من رئيس الوزراء، اعتقد انه سيسعده ويسعدنا ايضا، ان هو وعدني ولو مجرد وعد، ان يفكر وهو في طريقه الى "طويريج" بان يقترح على وزارة الثقافة عقد مهرجان غنائي فيها تحت عنوان "طويريج تغني" ليعيد لها ولو جزءا من فضلها الغنائي علينا.
سلاما ياعراق : وانت ذاهب الى "طويريج"
نشر في: 28 يناير, 2012: 08:51 م