TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: تدويل الأزمة السورية ومصالح موسكو

في الحدث: تدويل الأزمة السورية ومصالح موسكو

نشر في: 28 يناير, 2012: 09:00 م

 حازم مبيضينبدأ مجلس الأمن الدولي مناقشة المسألة السورية, بناءً على طلب الجامعة العربية, في ظل انتقاد روسي حاد لمشروع القرار المطروح للمناقشة, باعتبار أنه تجاوز كل الخطوط الحمر، بدعوته الرئيس الأسد لنقل صلاحياته إلى نائبه، وتشكيل حكومة وحدة, والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية تحت المراقبة الدولية لضمان نزاهتها،
 وبدون انتظار لنتائج المشورات فإن المعروف أن معظم أعضاء مجلس الأمن يؤيدون مسودة القرار, وإن طالب البعض بمزيد من التفاصيل, بانتظار وصول أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي إلى نيويورك, وعلى أمل أن يجري التصويت الأسبوع المقبل على القرار الذي يصوغه دبلوماسيون غربيون وعرب, ليكون بديلاً عن مشروع روسي, يقول الغربيون إنه منحاز وضعيف للغاية.لا ينبع الرفض الروسي للمشروع العربي من مواقف مبدئية, ولا لأنه لم يأخذ موقف موسكو في الاعتبار، وبرغم إدراك صانع السياسة الروسي أن الحرب الأهلية الطائفية بدأت تدق أبواب المدن السورية بقوة وعنف, وأن العقد الاجتماعي مرشح بقوة للانفراط, وبما يعني سقوط فكرة الوحدة الوطنية، وما يتبع ذلك من تآكل الولاء للوطن، لمصلحة انتماءات طائفية ومذهبية وعرقية، فإن المصالح هي التي تدفع موسكو للتمسك بالنظام السوري, وهي تفاوض من خلال ذلك على ضمان الحفاظ على مصالحها فيما لو تغير ذلك النظام, وليس بعيداً أن تتراجع روسيا عن مواقفها المتشددة إن تمكنت من الحفاظ على مصالحها التي لا تتعلق فقط بصفقات تجارية أو تسليحية، بل تمتد إلى ما يتعلق بالمدى الحيوي الاستراتيجي لروسيا, ومحاولة الحد من خطر التدخل الغربي في الشؤون الداخلية الروسية، وتشجيع المعارضة على تحدي سلطة بوتين المتوقع أن يعود الى الرئاسة بعد شهرين, وبما يعني في آخر الأمر أن موسكو تتعامل مع الشأن السوري باعتباره ورقة لعب في ملفات أخرى، وبأن مصير النظام السوري سيظل رهناً بالصراع أو الحوار الاستراتيجي بين موسكو وواشنطن. لم تعد المسألة السورية عربيةً فقط, ولا هي تتوقف عند حد اعتراف السعودية بالمجلس الوطني كممثل رسمي للشعب السوري, بعد انسحاب الأعضاء الخليجيين من بعثة المراقبة العربية, ولا بانسحاب قيادة حماس من دمشق, وما يقال عن مغادرة نهائية لرئيس مكتبها السياسي للعاصمة السورية, ولا بما أعلنه الجيش السوري الحر عن اعتقال مقاتلين إيرانيين دفاعاً عن نظام الأسد, ولا بمعسكرات اللاجئين في تركيا المجاورة, فالأزمة السورية المستفحلة منذ ما يقارب العام أضحت دولية بامتياز, ومصير النظام فيها هو محل مساومات بين القوى العظمى, تقوده موسكو من ناحية وباريس وبرلين وواشنطن من الناحية الأخرى, فيما يتواصل نزيف الدم في المدن السورية ويدق غراب البين أبواب دمشق وحلب, بعد أن نعق طويلاً في حمص وحماة ودرعا وإدلب. بغض النظر عن كل شيء, فإنه لم يبق أمام النظام السوري غير واحد من حلين, الأسوأ منهما هو استمرار الحل الأمني, الذي يبدو أنه ما يزال على كل ما فيه من سوء خياره الراهن, والثاني هو الشروع في حوار وطني حقيقي يشارك به الجميع, ويستهدف الحفاظ على وحدة سورية شعباً وأرضاً, ويوقف نزيف الدم, ويحفظ الهوية الوطنية, ويمنع الانزلاق إلى الاحتراب الطائفي, وهو خيار يستحق التضحية, مهما كانت غالية ومكلفة, فسوريا تستحق أفضل بكثير مما يجري فيها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قتل مفرزة إرهابية بضربة جوية بين حدود صلاح الدين وكركوك

الامم المتحدة: إخراج سكان غزة من أرضهم تطهير عرقي

الطيران العراقي يقصف أهدافا لداعش قرب داقوق في كركوك

"إسرائيل" تستعد لإطلاق سراح عناصر من حزب الله مقابل تحرير مختطفة في العراق

حالة جوية ممطرة في طريقها إلى العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram