اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > 14 تريليون دينار نثـريات حكومية للشاي والقهوة"!!

14 تريليون دينار نثـريات حكومية للشاي والقهوة"!!

نشر في: 29 يناير, 2012: 08:20 م

 بغداد/ وائل نعمةفي وسط شارع مزدحم ... يجلس على الرصيف وتمر بجواره أقدام المشاة... ينحني على دفتر وكتاب مدرسي  ويضع بجواره "باكيت العلج" وحذاءه المتهرئة ، صورة طفل توسطت أولى صفحات "المدى" قبل أيام بعدسة مصورها أدهم يوسف ،
أثارت إعجابي وأبكت البعض من العاملين ... لم أكن أعرفه، لكن يبدو على ملامحه قد تجاوز الخمسين عاما بينما حجمه يدل على انه ابن الثماني سنوات، سافرت إلى هناك بمخيلتي وتصورته كما بدا في الصورة يقتطع من عمله بالجري وراء السيارات وقتا للدراسة لأداء واجباته المدرسية بعد ان يبيع "علكة" كل ساعة بـ(250) دينارا ، بالتأكيد يسكن في بيوت الصفيح أو دار آيلة للسقوط ، أثاث قديمة وطاولة مكسورة ، أم مريضة وأب قضى نحبه في انفجار حزام ملفوف على وسط إرهابي مسعور ، لاشك أنهم أطفال كثر والأم غير قادرة على إعالتهم ، جلس البعض منهم مرغما في البيت لان ما في الجيب لا يكفي للكل أن يتعلموا ، هذا يبيع الأكياس في سوق الخضراوات المملوء بالازبال ، وذاك يسرح في إشارات المرور، وعلى الرغم من ضياع أيام الطفولة على الأرصفة،  لكن ذلك  الصبي لم ينس الدراسة ...صورة نادرة نتمنى أن يراها سياسيونا ومسؤولونا ، فالبعض منهم حينما تشدد الأزمة ويختلف مع زملائه المستقتلين على المنافع...  نراه مرتقيا احد منابر دول الجوار ويقذف  ويلعن العملية السياسية بأسرها ويزعم انه الوحيد الذي يملك أسرار "الطبخة" ومفاتيح الحل ، وانه ترك البلاد لتعرض إلى مؤامرة دبرت في ليل ... وآخر يبني أبراجا في دول عربية ويسكن بقربها بعد أن يفشل في الحصول على أصوات تؤهله للجلوس تحت قبة البرلمان للمرة الثانية على التوالي ! وزراء يتركون فسادا كسر عظم الدولة وراءهم، ويهتمون بملابس الموظفات وبإطالة موكب السيارات الذي يلهث وراءه في الشوارع والمؤتمرات...احدهم يسأل ماذا يحدث لو تنازل بعضهم عن نثرياته (للشاي والقهوة) المليونية وأنفقها على الأيتام والمشردين من الأطفال؟ ألم يكون بعضهم –المسؤولون – رجال دين في السابق وتركوا العمامة ومسكوا بكراسي السلطة ؟ ألا يحث الدين الإسلامي على رعاية الأيتام؟احد أعضاء اللجنة المالية في مجلس النواب يعترف بأن البرلمان لو استطاع أن يقتطع 50% أو ما دون ذلك من مخصصات النثريات للوزراء ومجالس المحافظات والمحافظين لأمكن دعم البطاقة التموينية وشبكة الرعاية الاجتماعية!rnعجبا وكم تبلغ النثـريات ؟! عبد الحسين عبطان يؤكد لـ "المدى" أن ميزانية عام 2012 خصصت 14 تريليون دينار كنفقات نثرية للحكومة، موضحا أنها تصرف على أشياء كمالية وغير ضرورية ، مثل الضيافة وشراء وصيانة الأثاث والمباني، فضلا عن الهواتف النقالة والبنزين، واصفا الأمر بأنه لم يعد يطاق "الكثير من دول العالم تتجه الى التقشف في مثل هذه النفقات ، وتعمد إلى أن يتحمل الموظف مصاريف الوقود والهواتف النقالة".عبطان يلفت إلى أن اللجنة المالية في البرلمان قدمت مشروعا لتخفيض نثريات الحكومة ، مبيناً " لو استطعنا الحصول على 5 تريليونات دينار لاستطعنا أن ندعم مفردات البطاقة التموينية التي تحتاج إلى 2 تريليون لسد العجز فيها ، ورفع رواتب المتقاعدين التي تحتاج إلى 300 مليار دينار ، فضلا عن دعم الفلاحين وزيادة فرص العمل التي حددت هذا العام بـ 58 ألف درجة وظيفية حسب موازنة 2012 بينما مع تخفيض النثريات يمكن الحصول على عشرات الآلاف من الدرجات الوظيفية الجديدة". كما ترغب لجنة المال بتوجيه مبالغ التخفيض إلى شبكة الرعاية الاجتماعية التي تجزم بان مبلغ الخمسين ألف دينار لم يعد كافيا ، بالإضافة الى دعم المعوقين الذين لا تعرف أعدادهم الحقيقية.النائب عن كتلة المواطن  يستغرب من تخصيص هذه الأموال الطائلة التي تذهب معظمها لنفقات الضيافة ، بينما يتذكر السفرة البرلمانية الأخيرة مع أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب إلى البرلمان الانكليزي، حيث جلس الأعضاء تحت القبة ثلاث ساعات ونصف ولم يحظوا بغير "البسكويت" ، بينما يستشهد عبطان بصرفيات احد أعضاء مجالس المحافظات - لم يذكر اسم العضو أو المحافظة بالتحديد- بأنه انفق مبلغ مليون دينار في وجبة غداء في احد المطاعم لضيافة بعض الأشخاص!اللجنة المالية في البرلمان تسعى إلى أن يكون تخفيض النثريات اكبر في السنة المقبلة ، في حالة استطاعتهم الحصول على المبلغ الذي يتمنون اقتطاعه من الصرفيات الثانوية في هذا العام ، ويضيف عبطان "المبالغ رهيبة 80% منها تذهب إلى الرئاسات الثلاثة والوزارات، والـ20% الباقية إلى مجالس المحافظات ... نحن نحتاج إلى الترشيد لخدمة المواطن ورفع المستوى الاقتصادي وتحقيق الرفاهية". وكشفت اللجنة المالية البرلمانية في وقت سابق عن عدم إدراج  النثريات للوزراء ضمن الموازنة المقدمة إلى البرلمان، مطالبة بتقديم الحسابات الختامية للسنوات الخمس الماضية. وقالت عضو اللجنة المالية نورة البجاري في تصريحات صحفية : لقد طالبنا  الحكومة العراقية بتقديم الحسابات الختامية للسنوات ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram