هاشم العقابينحن الذين يطلق علينا الآخر صفة علمانيين أو ليبراليين وما شابه، كنا قد وقفنا بحزم بوجه الهجمات التي استهدفت خنق الحريات الشخصية، ونجحنا في صدها، الى حد ما، خاصة ببغداد. أخص منها بالذات الهجمة الظلامية على اتحاد الادباء التي قادها بعصاه السيد كامل الزيدي. وللانصاف، لا يمكن اغفال دور حملة "الحريات اولا" التي اطلقتها المدى، في صد تلك الهجمة الهمجية. لكني اليوم لا اتردد بان اعترف واقولها، بالفم المليان، اننا لم نقف بنفس الدرجة من الحزم امام ما تتعرض له المرأة من ظلم وقهر واضطهاد، في السر والعلن.
فرغم ان كثيرا من أصحاب السلطة والقرار، ومن بينهم رئيس الحكومة، يؤكد بأنه يسعى لبناء دولة مدنية، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك تماما. فهناك إجراءات اغلبها، تمرر بالخفاء وعن طريق "الحسجة" الدستورية، تهدف الى اقامة دولة اسلامية بالعراق. بعضها يأتي من أطراف حتى من خارج الحكومة والبرلمان. انها كما المبرد الرفيع الذي يعمل على اكل آخر ما تبقى من حياة وحرية في الدولة والمجتمع. والمبرد شغال، ونحن ساكتون.ومن بين تلك المبارد السرية خرج علينا مبرد ، قبل أيام، على لسان وزيرة الدولة لشؤون المرأة التي اعلنت بانها مع قوامة الرجال وترفض مبدأ المساواة بين الجنسين. انه اعلان صريح باحتقار المرأة وتاريخ نضالها وتضحياتها من اجل المساواة، ليس بالعراق، حسب، انما يصل الى احتقار مبادئ حقوق الانسان التي اقرتها الامم المتحدة. نعم هناك كتاب ومثقفون وناشطون وناشطات في منظمات المجتمع المدني قد ردوا على الوزيرة واستنكروا تصريحها. لكن تلك الردود لا تكفي اذا لم تصاحبها حملة جديدة من نوع "الحريات اولا". وان كنت، من باب فهم واقع العراق وطبيعة ظروفه الحالية ، لا ادعوا الى تجديد التظاهرات ضد احتقار المرأة بالدعوة الى عدم مساواتها بالرجل، الا اني اناشد وسائل الاعلام الخيرة واصحاب الاقلام الحرة ان يبدأوا حملة اعلامية مكثفة لا تنتهي الا عند إقالة تلك الوزيرة بعد ان تعتذر عن اساءتها لكل ام واخت وزوجة عراقية.وان كان هناك من يعترض علي، فلا اطلب منه غير ان يعيد قراءة ما صرحت به وزيرة شؤون نسائنا بامعان. فان لم يجده وكأنه صادر عن واحدة من انتحاريات القاعدة اللواتي يجدن في قتل أبنائنا وبناتنا طريقا للجنة، فليلمني. وان أصرَّ على اعتراضه، فادعوه الى ان يضع اسم بن لادن أو الملا عمر بدل اسم الوزيرة تحت التصريح. فان وجده ليس قاعدي أو طالباني الروح والهوى، فليشتمني. وكرة عينچ يا امريكا.أما أنا، فمثلما وقفت بوجه عصا الزيدي الحاج كامل لحد ان منحني اتباعه لقب "حامل لواء الخمارين"، فسأعود لكم لاقف بوجه مبرد الزيدية ملا ابتهال كاصد، متوكلا على "دارمي" لواحدة من العراقيات الشجاعات اللواتي تحتقرهن، يقول: هذا آنه يالنمام كون الك عتبةمحد يكص الراس غير المرچبة
سلاما ياعراق : مـن عـصـا كـامـل الى مبرد ابتهال
نشر في: 29 يناير, 2012: 08:57 م