اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مسؤولون يصرون على توزيع مناطق آثارية كقطع أراضٍ للمواطنين

مسؤولون يصرون على توزيع مناطق آثارية كقطع أراضٍ للمواطنين

نشر في: 30 يناير, 2012: 07:59 م

 بغداد/ سها الشيخلي بعد أن كشفت وسائل الإعلام عن وجود الكثير من قطع الآثار النادرة التي تقدر بالآلاف ، لم يتوقف الحديث عن الآثار العراقية المسروقة منذ عام 2003، التي تم تهريب معظمها من قبل عصابات متخصصة بسرقة الآثار وبيعت في مزادات أو من خلال تجار الآثار المنتشرين حول العالم.
ويذكر أن عدد القطع المسروقة من المتحف العراقي بحسب البيانات والوثائق يبلغ 150400 قطعة، فيما لم تتم معرفة عدد القطع المسروقة خلال النبش العشوائي للمواقع الآثارية ، والتي جرت وتجري الآن ، وأن مجموع القطع المسترجعة خلال السنوات الماضية، سواء من الولايات المتحدة أو غيرها من دول عربية وأجنبية، وصل إلى نحو 38 ألف قطعة ، كما تؤكد المصادر قلة عدد الحراس الذين يقومون بحماية تلك المواقع المهمة، ووجود مافيات لسرقة مواقع أثرية مهمة من تاريخ العراق. هذا وطالبت الحكومة العراقية في مناسبات عدة المنظمات المدنية والدولية بإعادة الآثار العراقية المسروقة عند التعرف إليها في أي مكان في العالم، إذ بادرت العديد من الدول إعادة القطع الأثرية المسروقة من العراق،  حيث أعادت سوريا 701 قطعة في نيسان 2008، ومن ثم تلتها العديد من الدول العربية والأوربية، وان التعاون بين العراق وبين الدول التي تتواجد فيها تلك الآثار قد ساهم في إعادة الآلاف من القطع المفقودة ، إلا أن الكثير من المفقودات وخاصة من القطع النادرة لم تعَد لحد الآن . خروقات أمنية وفي حديث بشأن هذا الموضوع مع النائب شوان محمد طه عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية قال للمدى :كما تعلمون أن الوضع الأمني معقد في العراق ، فالإرهاب ما زال يحصد أرواح العشرات كل يوم ، وهروب السجناء والقتلة أصبح ظاهرة لدينا ، إلا أن سرقة الآثار يمس الأمن الوطني ، وان المنظومة الاستخباراتية غير قادرة على حماية أرواح المواطنين، وان التقصير هنا ليس من رجال الأمن في المواقع الأثرية ، ولكن ليس لدينا القدرة على حماية كل المواقع الأثرية لوجود عصابات التهريب، مع العلم أن حدودنا في الغالب ليست محمية من تلك العصابات ، وان حماية المواقع الأثرية لا تتطلب فقط وجود شرطة وجيش لكن الأهم من كل ذلك وجود الوعي والحس الوطني بأهمية هذا الإرث التاريخي ، مواقعنا الأثرية ليست بقاعات يمكن السيطرة عليها بل هي مترامية الإطراف ، ويقع على عاتق مؤسساتنا المدنية  والإعلام والهيئات المستقلة التوعية بأهمية الآثار، كونها ذاكرة الأمة ومنجم الحضارات . هيئة الآثار العامة وعن سؤالنا عند استهداف المواقع الأثرية،  هل يجري ذلك  من قبل عصابات منظمة لنبشها وسرقة القطع الثمينة فيها أم السرقة يقوم بها أفراد متفرقون لا يدركون أهميتها؟ ولماذا لا تتم زيادة عدد الحراس في تلك المواقع؟ ولماذا تم التوقف عن التنقيبات؟؟ تحدث ألينا مدير عام هيئة الآثار قيس حسين رشيد قائلا : - التنقيبات المنظمة من قبل هيئة الآثار لم تتوقف ، لكنها قلت بسبب الوضع الأمني في سنوات 2005 و2006 ، إلا أننا والحمد لله سيطرنا على اغلب المواقع الأثرية وحميناها من السرقات والتجاوزات ما عدا المثلث الذي أطلقنا عليه المثلث الأسود المحصور بين محافظات الديوانية والناصرية و واسط ، أما لماذا سمي بالأسود لأنه يتعرض دوما للنبش والحفر وهو يؤرخ للفترات السومرية في حقبة تسمى دولة الإمارات ، وعن عدد الحراس المتواجدين في كل المواقع الأثرية أكد رشيد أن عددهم 1190 حارسا ، وهو عدد قليل بالطيع كما أن تشكيل شرطة الآثار الذين يمسكون الأرض بشكل صحيح  لم يكتمل بعد ، نحن نعتقد أن هناك مافيات منظمة تقوم بسرقة الآثار وتسخر أيدي عاملة تقوم بهذه المهمة نتيجة البطالة المتفشية.معاناة موقع جوخاواهم المواقع التي خضعت لمثل هذه السرقات هي موقع ( جوخا ) الواقع في قضاء الرفاعي - محافظة ذي قار، وهذا الموقع كثرت عليه تطاولات السراق ، ومع جهود المحافظة وتكثيف عمل الجهات الأمنية يتحين السراق الفرص للسطو على ذلك التل المهم الذي يؤرخ لدويلات المدن في العصر السومري المهم، وتاريخه يعود الى 3500 قبل الميلاد ، وعن وجود تل اسود الكائن في منطقة الرضوانية ولماذا ترك ليكون مكبا للنفايات والأنقاض ومن دون حراسة؟ أجاب رشيد أن هذا التل بالذات يستخدم لتدريب الطلاب في قسم الآثار في جامعة بغداد  على التنقيب وتخرج منه مئات المنقبين ، وعن أمانة الحراس وحرصهم على المواقع الأثرية التي في عهدتهم أكد رشيد ان جميع الحراس من الموثوق بهم ولم يثبت تواطؤهم مع السراق ، وعن قلة عدد أفراد حراسة المواقع الأثرية، بيّن: أن الحاجة الفعلية هي 13700 حارس ، وقد تم رفع هذا الرقم إلى وزارة الثقافة ووزارة السياحة ولدينا 12 ألف موقع اثري، وسياسة توزيع الحراس تجري وفق مؤشرات، فهناك خمسة تلول متجاورة يحرسها فقط حارسان ، وهناك تل عبارة عن مدينة كاملة يجب أن يحرسه 14 حارسا ، لذا يخضع الأمر الى حجم وأهمية الموقع الأثري، فمثلا موقع ( جوخا ) يحرسه 14 حارسا، لكونه يضم مدينة سومرية كبيرة، وهو لم ينقب لحد الآن، وهناك العديد من المواقع كما قلنا لم تنقب، أما المنقبة فهي بعدد 500 موقع من أصل 12 ألف موقع ، وليس بالإمكان تحديد الوقت للبدء بالتنقيبات ل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram