 طه كمر تميز دورينا لهذا الموسم عن المواسم الماضية انه دوري جميل يذكرنا بالمواسم الماضية التي كانت تحفل بالاثارة والندية بين الفرق خصوصا الجماهيرية منها والأجمل في هذا الموسم ان هناك بحدود عشرة فرق تتقارب في مستواها ونتوقع أن تتقارب الفرق في مراكزها أيضا بحكم ما تمتلكه من أرصدة تجعلها تمني نفسها بفك الشراكة كي تتنفس الصعداء على الأقل لاسيما كلما اقتربنا من نهايته التي ستوضح معالم البطل ووصيفه.
إلا ان حالة فريدة من نوعها حصلت خلال الأدوار التي انقضت من عمر الدوري استوقفتني ودعتني أتمعن الامور جيدا وهي استقالة المدربين التي أصبحت بالجملة فاذا كنا لا نبرح الدور الرابع عشر والاستقالات بلغت عددا خياليا وغير مألوف في ملاعبنا من قبل ولا في أي دوري آخر، فماذا لو بلغنا المرحلة الثانية من أين سنأتي بمدربين آخرين لتكملة دورينا الذي توقعنا له أن يكون الأفضل ما بين المواسم التي أعقبت عام 2003 حتى الان ؟المشكلة التي حاولت تسليط الضوء عليها هي ان كل مدرب بدأ باعداد الفريق الذي تسنم مهمة تدريبه وما أن تعرض الفريق الى بضع خسارات لا نرى غير انه قدم استقالته على الفور لتأتي ادارة النادي ببديل عنه وتنسى الاتفاق المبرم معه كونه  مَن تكفل بإعداد الفريق وهو مَن جلب اللاعبين ليأتي البديل الذي لا يعرف أدنى شيء عن امور الفريق ويقود الفريق وقد يخدمه الحظ ليحقق فوز او فوزين معه ليعود الفريق الى الانتكاسات مجدداً .كثيرة هي حالات الاستقالات التي شهدها دورينا هذا الموسم إلا أني اتساءل اذا كان المدرب الفلاني لم يوفق مع الفريق الذي بدأ المرحلة معه وأعد الفريق وفق رؤيته فكيف اذن لمدرب جديد أن يكمل المشوار وهو لا يمتلك المعلومات الوافية عن امور الفريق؟ ويوميا يطرق أسماعنا العديد من الصفقات الجديدة للمدربين المستقيلين من الأندية التي تعاقدت معهم وكذلك تعددت التنويهات وحالات النفي لدى ادارات الأندية بشأن هذه المواضيع ، فما بين دور وآخر نسمع ان مدرباً ما استقال وبين ليلة وضحاها سمعنا خبراً يقضي بتعاقده مع ادارة نادٍ آخر لتنفي تلك الادارة نبأ التعاقد الجديد وهكذا !باعتقادي ان هذه الامور سوف تلقي بظلالها على حلاوة اللعبة وتفقدها بريقها وتؤثر تأثيرا سلبيا على مستوى فرقنا ولاعبينا لاسيما اننا بحاجة ماسة الى رفد منتخباتنا الوطنية بلاعبين من طراز اللاعبين النجوم الذين سبقوا هذا الجيل كي نواكب التطور الذي شمل العديد من منتخبات المنطقة ، فكيف لنا أن نصنع لاعبين جدد نستطيع زجهم بالمنتخبات الوطنية اذا كنا نتخبط في تسمية مدرب ما لأي فريق كان  ما يلبث أن يقود الفريق بثلاث أو أربع مباريات ونراه بعدها يلوّح باستقالته وبعد يومين نراه يهم بتدريب الفريق الآخر ويصرّح ويتحدّى ويتوعّد الفريق الآخر؟!  فعلى العكس من ذلك يجب على مدربينا عدم الاستسلام بسرعة مع أول إخفاقة ، وأن يضعوا عامل التحدي والصمود والإرادة القوية والعزيمة التي لا تلين بمجرد اهتزاز شباك الفريق نصب عيونهم دائما .