هاشم العقابييبدو أن رجالنا القوامون على السلطتين التشريعية والتنفيذية قد استجابوا لطلب النائبة آلاء طالباني، حين اقترحت عليهم في يوم تنصيب الحكومة الأغر، ان يسندوا منصب وزارة المرأة لرجل. لقد منحوه لامرأة تقر بأنها ناقصة عقل ودين، لا تهش ولا تنش من دون ان يكون هناك ذكر قوّام عليها. وقد افصحت الوزيرة، بما لا يقبل اللبس، انها لا يمكن ان تتصرف أو تذهب لأي مكان دون أن تخبر زوجها. وأخبارها لزوجها لا يعني، وفق مبدأ "القوامة"، مجرد إحاطته علما لأنه في هذه الحالة سيصبح بوابا وليس قواما يجب اخذ اذنه.
ليست الوزيرة وحدها تؤمن بذلك، انما هناك عدد لا يستهان به من البرلمانيات يؤمن بما تؤمن به أو اكثر. فمن يرجع ذاكرته للوراء لاستحضار ما حدث في يوم التنصيب، قطعا سيتذكر انه عندما سألت النائبة آلاء الحاضرين عن من يؤيد المرأة نهض الجميع، الا بعض النساء امتنعن عن الوقوف كتعبير عن عدم إيمانهن بحق المرأة في استلام منصب وزاري.أعود لزوج الوزيرة ، لأقول إني أراه يمتلك سلطة على وزارة تدير شؤون نصف المجتمع، لا تمتلكها كتلة فائزة بأعلى الأصوات. فكتلة العراقية مثلا، والتي صرفت من الاموال ما صرفت وخاضت من الصراعات ما خاضت، خالفها بعض من أعضائها ووزرائها حين طالبتهم بمقاطعة الحكومة أو البرلمان. ولم أسمع يوما ان وزيرا منها أو عضوا فيها منحها تفويضا بالقوامة عليه لتقول له اجلس فيجلس، أو قم فيقوم أو نم فينام. كذلك اجد أن هذا الزوج المحظوظ، بفضل نعمة القوامة، يمتلك ما لا يمتلكه رئيس الوزراء أو مجلس وزرائه بأكمله. فلو فرضنا ان رئيس الوزراء دعا الوزيرة الى حضور اجتماع طارئ يخص مصلحة الدولة، فإنها، بحسب ما قالته، ستخبر زوجها وتطلب منه الإذن أولا. فإذا قال لا، فلا، وان قال نعم فنعم. العب بيها يا بو اسميرة. فوالله انك تمتلك حق "فيتو" مثل أي من الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن. تخيلوا معي صورة لجمع من النساء العراقيات المظلومات في طابور بباب وزارة شؤون المرأة ينتظرن مجيء الوزيرة لعلها تنصفهن، لكنها لا تستطيع ترك بيتها لان زوجها "القوام" لم يأذن لها بعد. فكيف ستكون حالهن؟ بالنسبة لي، نقلتني الصورة الى طرفة جاءت في كتاب لآية الله السيد نعمة الله الجزائري تقول: صلى أعرابي مع جماعة فقرأ الإمام " فلن ابرح الأرض حتى يأذن لي أبي" وظل يكررها. صاح الأعرابي: وماذا لو لم يأذن لنا أبوك؟ أنبقى على هذه الحال واقفين؟ فقطع القوم صلاتهم من شدة الضحك.لا تضحكوا كما ضحك القوم، بحجة ان "شر البلية ما يضحك"، لأنها قطعا قيلت عن غيرنا وليس عنا نحن، العراقيين. فاخف بلية عندنا وليس اكثرها شرا، يجعلك تلطم و(تدك)على راسك.دك عيني دك.
سلاما ياعراق : زوج الوزيرة
نشر في: 30 يناير, 2012: 09:46 م