TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :خوف رسمي

نص ردن :خوف رسمي

نشر في: 31 يناير, 2012: 10:28 م

 علاء حسن وزارة العدل اعلنت انها تلقت تهديدات من مجاميع مسلحة على خلفية تنفيذ احكام اعدام بحق مدانين بارتكاب جرائم ارهابية ، والاعلان وحده يعطي صورة واضحة على استعداد المسلحين لتنفيذ تهديدهم ، وكان الاجدر بالوزارة  الكشف عن اسماء المعدومين لمعرفة الجهة المسؤولة عن التهديد ، عشائرية او تنظيم ارهابي او مجموعة بلطجية .
وزير العدل ينتمي لكتلة حزب الفضيلة الاسلامي المنضوية ضمن التحالف الوطني ، وتشغل خمسة مقاعد في مجلس النواب ، وهي بلا شك ترفض تهديد وزيرها،  لكنها تركت للسلطة التنفيذية حرية اختيار التحوطات اللازمة للحفاظ على الامن الشخصي للوزير وبقية المنتسبين ، والاجراءات الحكومية معروفة بتشديد التفتيش على مراجعي دوائر وزارة العدل ، ووضع المزيد من الحواجز الكونكريتية ومضاعفة اعداد الحمايات .اعلان الوزارة كشف وبشكل مباشر عن قدرة من تصفهم الاجهزة الامنية بالخارجين على القانون ، ويبدو ان لهؤلاء اساليبهم في تهديد وزارات ومؤسسات رسمية ، وجعلها ترتعش من الخوف وينتابها القلق من احتمال تعرض مقراتها لهجمات  مسلحة  بسلسلة تفجيرات باحزمة ناسفة وسيارات مفخخة ، وقد تقلل الحكومة من اهمية تلك التهديدات لقناعتها بان التنظيمات الارهابية ، تستهدف الجميع وتهديدها متواصل منذ سنوات ، والعراق لايختلف عن غيره من الدول المتقدمة بتعرضه للارهاب ، بحسب تصريحات المسؤولين عن ادارة الملف الامني .معالجة تهديد المؤسسات الرسمية اذا كان صادرا من تنظيم ارهابي يقع على عاتق الحكومة ، اما اذا كان التهديد عشائريا ، والامر غير مستبعد فيعني ذلك ان القضية ستاخذ ابعادا اخرى، ولاسيما ان التهديدات العشائرية في  الاونة الاخيرة بعدما طالت الاطباء ستمتد نحو كبار المسؤولين ، لان عشيرة المعدوم ربما تعتقد بانه كان يقاوم المحتل دفاعا عن استقلال العراق وتطهير ارضه من الغزاة و"العلوج " ، وفي ضوء ذلك من حق العشيرة ان تقتص من القاتل باخذ الثار او نسف مقر المحافظة ، وحتى الوزارة ، وستكون الاجهزة الامنية عاجزة عن الرد لان منتسبيها من ابناء العشائر ، وسيرفضون تنفيذ الاوامر ضد ابناء عمومتهم ، وربما يزودونهم بالسلاح والذخيرة لتنفيذ صولة على المباني الحكومية ، وسيشجعون الاخرين على تنفيذ الصفحة الثانية من الهجوم بعمليات السلب والنهب والحصول على الغنائم ، ومثل هذا المشهد المفترض ليس مستبعدا ، لان ولاء الجهاز الامني مازال خاضعا لدوافع طائفية  ومذهبية وعشائرية ، اما الدوافع السياسية فحسمها القائد العام للقوات المسلحة بتحذير شمل  جميع القادة الامنيين وطالبهم بالابتعاد عن قضايا السياسة ودهاليزها وانفاقها وخنادقها ، والاهتمام باداء واجباتهم في حماية امن المواطنين ، علما ان الوضع السياسي وكما يقول اصحاب الشأن انعكست تداعياته على الملف الامني ، ومنذ اندلاع الازمة بلغ عدد ضحايا العمليات الارهابية  اكثر من 400 شخص ، ولم يعلن مسؤول استقالته لان   الاطراف المشاركة في الحكومة  لم تحسم خلافها حول اختيار المرشحين لشغل منصبي وزارتي الدفاع والداخلية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram