روسيا لا تريد خسارة آخر أنصارها في العالم العربياهتمت الصحيفة في افتتاحيتها بالتعليق على الموقف الروسي الرافض للتدخل لوقف الحملة الوحشية التي يشنها النظام السوري برئاسة بشار الأسد ضد المتظاهرين المطالبين برحيله، وقالت الصحيفة إن روسيا قد ورثت تواجدها في الشرق الأوسط من الاتحاد السوفيتي، فهل دعم الأسد يتعلق بمخاوف من خسارة آخر حليف لموسكو في المنطقة العربية التي تتجه نحو الديمقراطية.
وتشير الافتتاحية إلى أن اعتراض روسيا على خطة جامعة الدول العربية لتنحى الأسد والذي سيستعرضها مجلس الأمن الدولي، يهدد بعزلة موسكو داخل العالم العربي المعاد تشكيله.وتابعت الصحيفة قائلة، إن روسيا في حاجة إلى الإجابة على سؤالين وهي تستعد لاستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمنع تمرير مشروع قرار ضد النظام السوري. الأول: هل تدعم موسكو ـ باعتبارها المورد الأساسي للأسلحة للأسد ـ الخاسر؟ إذا كان الأمر كذلك، فإنها لن تخسر فقط 550 مليون دولار قيمة الصفقة التي وقعتها مع دمشق لتزويدها بطائرات تدريب، ولكن ستخسر أيضا القاعدة العسكرية الوحيدة لها خارج دول الاتحاد السوفيتي السابق، وسلسلة من مراكز التصنت. والسؤال الثاني وهو الأكثر إلحاحا: هل يتعلق الأمر بخسارة آخر حليف لها في العالم العربي الجديد المتجه نحو الديمقراطية، والذي تظل سوريا مركزا حيويا فيه مهما حدث. فرغم أن روسيا ورثت من الاتحاد السوفيتي التواجد في الشرق الأوسط لكنها لم تحصل على أصدقاء جدد. فبعدما رحل القذافي، وأصبح الأسد في طريقة للرحيل هو أيضا، فإن روسيا على وشك أن تخسر ما هو أكثر من الأصول المادية. بيد أن روسيا ـ تضيف الصحيفة ـ لا يزال بإمكانها العمل بعيدا عن استخدام القوة. فالصيغة الحالية تشدد على ضرورة حل الأزمة سلمياً، لكنها لا تستبعد القيام بعمل عسكري في المستقبل، وبالنظر إلى ما حدث بعد التدخل في ليبيا، والذي سمحت به روسيا، فإن موسكو لديها وجهة نظر في رفض التدخل العسكري. لكن موسكو مخطئة في التحذير من أن القرار يحمل مخاطر بإشعال حرب أهلية.
صحافة عالمية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 1 فبراير, 2012: 09:30 م