TOP

جريدة المدى > محليات > اختناقات تنفسية لا مرورية..الزحام.. استنزاف للوقت وفرصة للتعارف والكسب

اختناقات تنفسية لا مرورية..الزحام.. استنزاف للوقت وفرصة للتعارف والكسب

نشر في: 1 فبراير, 2012: 09:39 م

 بغداد / احمد حسينمسافة تتراوح بين 400 ـ 500 متر تتصل بين طريق المرور السريع (محمد القاسم) وساحة التحرير وسط بغداد، تقطعها السيارة بدقيقتين أو ثلاث، هذا طبعا في الأحلام، أما واقع الحال فيفرض على سائق السيارة قضاء ساعة إلى ساعتين واحيانا أكثر بسبب الزحامات المرورية.
الاختناقات المرورية أو كما أسماها مصدر مسؤول في مديرية المرور العامة "الاختناقات التنفسية" في إشارة الى ما تسببه من ازعاج وضيق في الصدر، أصبحت فرصة للتعارف السريع بين سائقي السيارات وتبادل حوارات مقتضبة وأحيانا مطولة بحسب مدة توقف السيارات، كما باتت وسيلة لكسب الرزق لدى صنف معين من الباعة المتجولين، إذ هناك صبيان يبيعون (العلكة) وآخرون يحملون بأيديهم رشاشات لتنظيف زجاج السيارات لو شاهدوا غبارا او أوساخا على سيارتك حتى يبادروا لتنظيفها مقابل 500 أو 1000 دينار.كذلك يتجول بين السيارات شباب من مختلف الأعمار يحملون أقداحا بلاستيكية و(ترمز) لحفظ الشاي ساخنا، وعلى مقربة منهم يدور رجل متوسط العمر بصينية وهو ينادي "صميط، صميط"، ولا يخلو الشارع من باعة المياه المعبأة بالرغم من انخفاض درجات الحرارة.وفي حال نفد رصيد الموبايل فثمة من ينادي "كارت آسيا أبو الخمسة بخمسة آلاف، كارت زين أبو الخمسة بخمسة آلاف ونصف"، يختلط صوته بأصوات مختلف الأغاني التي تنبعث من السيارات المتوقفة، وبزعيق أبواق التنبيه إذا ما تحرك السير. هؤلاء الباعة والأحاديث السريعة بين سائقي السيارات المتذمرين من الزحام، والتي لا تخلو في الوقت نفسه من بعض القصص الطريفة والقفشات والنكات الناقدة، هذه التشكيلة غير المتجانسة هي ما يخفف من إزعاجات الوقوف الطويل في طوابير السيارات، وما إن تغادر هذا الزحام حتى تلاحظ أن جميع السيارات تنطلق مسرعة وكأن سائقيها يهربون من شيء. ولا تنتهي حسنات الزحام المروري عند ذلك، فهو يوفر فرصة لإجراء لقاءات صحفية متنوعة. محمد شاب في العقد الثالث من العمر يعمل سائق تكسي في سيارة ليست ملكه، قال في حديثه لـ"المدى": اعتدنا على الزحام، أصبح جزءا من عملنا بل همومنا، والحقيقة لا أمل في الخلاص منه، لذلك استسلمنا للأمر الواقع.وأضاف أن أحد الزحامات كلفه ضعف الأجرة التي تقاضاها من أحد الزبائن، موضحا استأجرني رجل يوم السبت الماضي من مدينة الشعب إلى ساحة كهرمانة، واتفقنا على أجرة سبعة آلاف دينار، لكن المفاجأة كانت عندما وصلنا إلى مدخل ساحة الاندلس حيث كان الزحام يبدأ من الخط السريع نفسه، بسبب إغلاق شارع السعدون.وأوضح "قضيت ساعتين بالتمام للوصول إلى ساحة الأندلس وهناك فضل الرجل مواصلة طريقه إلى ساحة كهرمانة سيرا على الأقدام، لكنني كنت وسط زحام خانق لم أخرج منه إلا بشق الأنفس، كان الوقود على وشك النفاذ فاضطررت إلى التزود بالبنزين وهو ما كلفني 15 ألف دينار، أي ضعف أجرتي".أما أبو حسين، موظف في وزارة الكهرباء، فأشار الى انه اعتاد على مغادرة المنزل متوجها إلى عمله في وقت مبكر جدا لتفادي الزحام المروري، "لكن اليوم اضطرتني بعض الالتزامات الى الخروج متأخرا، وهذه هي النتيجة مضت ساعة ولم أصل الى ساحة التحرير لعبور جسر الجمهورية".بعد الوصول إلى ساحة التحرير التي كانت هي الأخرى مزدحمة كان هناك رجل مرور ادعيت ان حرارة السيارة ارتفعت بسبب عطل فيها، لكي أتمكن من إجراء حوار معه، وأثناء محاولة خفض الحرارة سألته عن أسباب الزحام فأجاب غاضبا: "سيارات بالملايين وشوارع مقطوعة، وعدم احترام للقانون".وعندما بينت له أنني صحفي، ابتسم واقترب أكثر وقال: "نحن رجال المرور أكثر من يعاني في هذا البلد، نقف تحت حر الشمس وبرد الشتاء وفي المقابل لا أحد يحترمنا وكثيرا ما نتعرض للاعتداءات والتجاوزات من قبل المواطنين وقوات الجيش وحتى الشرطة احيانا". وتابع حديثه لـ"المدى" قائلا: "نتمنى عليكم ان تجدوا لنا حلا، الجميع يلقي باللائمة على رجل المرور بالرغم من اننا لا حيلة لنا، فالمديرية غير مسؤولة عن استيراد السيارات، ولا احد يستشيرها عند قطع الشوارع أو غلقها، وبالمقابل لا احد يلتزم بقوانين المرور".مصدر مسؤول في مديرية المرور العامة فضل عدم ذكر اسمه، قال في تصريح لـ"المدى": الزحامات المرورية التي تشهدها شوارع بغداد وبعض المحافظات الاخرى سببها عدم التنسيق والتعاون او التشاور مع مديرية المرور.وبين ان عمليات الاستيراد العشوائي للمركبات بمختلف انواعها واحجامها ومن دون الالتزام بالضوابط والقوانين أحد ابرز اسباب الزحامات، اذ دخلت البلاد ثلاثة ملايين مركبة منذ العام 2003 ولغاية الان، في حين لم يتم تطوير البنى التحتية من شوارع وانفاق وجسور وطرق سريعة.واضاف، "كذلك لا احد يستشير المديرية عند غلق الشوارع ولا حتى عند القطع المؤقت، وكل جهة تعمل على هواها سواء كانت الجهات الامنية او السياسية بل وصل الامر بالعديد من المواطنين، الى أن يقوموا بقطع الشارع لنصب مجلس عزاء او لاسباب اخرى".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إردوغان عن دعوة أوجلان إلى إلقاء السلاح: "فرصة تاريخية"

ترامب: زيلينسكي غير مستعد للسلام

حكمان عراقيان لقيادة نهائي كأس آسيا للشباب في الصين

إيران تعلن الأحد المقبل أول أيام شهر رمضان

وزير الكهرباء الأسبق: استيراد الغاز من إيران أفضل الخيارات

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان
محليات

موجة مطرية تستقبل شهر رمضان

بغداد/ المدى رجح المتنبئ الجوي صادق عطية، هطول الامطار خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان. وقال عطية، إن «الموجة القطبية التي يمر بها العراق بلغت درجة الذروة ابتداء من يومي الثلاثاء والاربعاء»، مبينا ان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram