سلام خياط يقول أهل الحكمة : إذا بليتم فاستتروا.. وفاتهم أن التستر على بلوى عامة ، هو جريمة بكل المقاييس .أفتح جهاز الكومبيوتر الجديد على مضض وحذر ، إشاراته عويصة ومبهمة ، وعلاماته عصية على الترويض. لذا لم أقرأ الهامش الذي نزف حروفه ضمير الزميل العزيز حسام الصفار تعليقا على ما كتب بشأن محنة المتقاعدين .
إلا بعد أن نبهتني لقراءته إحدى الصديقات.. المعلومة الواردة في الهامش على ذمة الزميل حسام ، وهي دية دين ترقى لمرتبة دية الدم في رقبة أولي الأمر و نقابة الصحفيين.التعليق بعد حذف التحايا : السيدة ... دعوتك للمدى - - بتبني قضايا رواتب المتقاعدين – في مكانها ووقتها المناسبين، سأعطيك معلومة ربما لم يتسن لك معرفتها عندما زرت بغداد. هل عرفت أن الراتب التقاعدي لأساتذتنا الكرام من الصحفيين الرواد: سجاد الغازي، صادق الأزدي، منير رزوق، إلياس وزير، رشيد كرم، حسين علي الراشد، عبد العزيز بركات ، حميد رشيد.. و.. إلى آخر القائمة التي لم يكن عدد الصحفيين المتقاعدين الرواد فيها ليزيد عن (136) صحفيا ، نعرفهم واحدا واحدا،، اولئك الذين بذلوا الكثير لبناء صحافة عراقية نتشرف بالانتماء إليها . أقول إن مقدار الراتب الشهري لواحدهم ، هو ( 500) دينار عراقي، ومنذ العام 1993.. وحتى لا تتوهمي بالرقم، أوضح: إنها خمسمئة دينار ، وبما يعادل أقل من نصف دولار، وبما يساوي قيمة ثلاثة أرغفة خبز ، أو بيضتين نيئتين!هل سمعت بإهانة أكبر من هذه الإهانة يمكن توجيهها لبشر؟** بلى أيها الزميل العزيز ، سمعت بأفظع من هذا التجني بحق أجيال خدمت العراق بكل نزاهة وإخلاص فما نالها إلا الجحود والنكران، ألسنا في العراق ؟ بلاد الغرائب , بلاد الألف ألف ليلة ظلماء ، وآلاف النهارات المغبرة ، بلاد كهرمانة والأقزام السبعة ، بلاد علي بابا والأربعين حرامي . بلاد علاء الدين والفانوس السحري .أما الرسالة الألكترونية ، فهي موجزة كرفة جفن: يقول مرسلها : أيتها السادرة في الغي (حب الوطن والناس) .إلى متى وأنت تحرثين في البحر فلا تجنين إلا فارغ الأصداف. أما تعبت من الحث ؟ وآن لك الإخلاد إلى الراحة والتمتع بطيبات الغربة التي صارت _ لأغلبنا _ وطنا، وغدا وأصبح وأمسى وظل العيش في الوطن غربة للمواطنين؟
السطور الأخيرة: الفضيحة
نشر في: 1 فبراير, 2012: 09:39 م