 عدنان أبو زيد ميت رومني مرشح جمهوري لرئاسة أميركا..لا يقرأ الأحداث بالسياسة، بل بالمسطرة.. وهو في بروفيل الانتخابات:
مرشح استثنائي..ومخلص منتظر من الفقر لتجربته في الاقتصاد.. والمنقذ الروحي أيضا..لأنه المبشر لكنيسته (المورمونية)، ليس في أميركا فحسب بل في أوربا، حين جاب أوربا محاولا إقناع الناس بديانته. ولا يزال رومني حتى الجولة الرابعة في الانتخابات الأميركية ضمن أربعة مرشحين يتنافسون لنيل تسمية الحزب الجمهوري ، بينهم نيوت غينغريتش وريك سانتوروم ورون بول.وفي القاموس الانتخابي لرومني، الروحاني والاقتصادي، لم ترد كلمات السياسة كثيرا، إلا ما يتعلق بالعراق، متوافقا مع أوباما على الانسحاب العسكري ومحذرا من مهزلة قاسيةَ المرارةِ اسمها الانسحاب السياسي فيما لو حدثت، منتقدا دعوة المرشح بيري، حاكم تكساس، لاحتلال "الكعكة العراق" من جديد، لمواجهة مطامع إيران من وجهة نظره. وبغض النظر عن النتيجة التي ستحسم مستقبله السياسي، بعدما فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية نيوهامبشير معززاً حظوظه في تمثيل حزبه بمواجهة أوباما، فان الرجل يسعى إلى إعادة كتابة صفحات في التاريخ الأميركي سوّد سطورها أوباما كما يزعم.أول هجومه.. كان كمّاشة تعلق بثغرة في سياسة أوباما الاقتصادية، متهما الرئيس (الأسوَد) بالسعي إلى تحويل أميركا إلى مجتمع من طالبي المساعدات على الطريقة الأوروبية. وهذا الاتهام من وجهة نظر مراقبين، لو صح، لأفقد أوباما رباطة جأش المنتصر.ولاغرو في ذلك..فزعماء أميركا غالبا ما يدغدغون العواطف بالتفاصيل الصميمية في حياة الفرد، ثم بعد ذلك يفلسفون السياسة بعد ان يكونوا قد ضمنوا نفوذ المال، وليس بغريب أيضا ان يلجأ مرشح أميركي للتركيز على تأمين بحبوحة العيش في ظل تردي قيمة الدولار، وتضاؤل فرص انتعاش اليورو، لاسيما وان المرشح الجمهوري رجل أعمال وصاحب (ملايين).رومني المفتقر الى العفوية في الكلام السياسي، يأمل في المال.فثمة ماكنة إعلامية قوية تعكس دور رأس المال في اللعبة، لاسيما لرجل لم يمتهن السياسة، قضى جلّ حياته في الاقتصاد.رومني القادم..أو الآفل في سماء أميركا...نموذج لابتكارات الرأسمالية في عالم السياسة والاقتصاد في سعيها لاستعادة ذاتها، فكثيرون من ساسة أميركا ومنظريها يتفقون على الحاجة إلى الزعيم الرمز في وقت تنادت فيه الأزمات.