TOP

جريدة المدى > سينما > رجعت لأهلها... إيد من وره وإيد من كدام!

رجعت لأهلها... إيد من وره وإيد من كدام!

نشر في: 5 فبراير, 2012: 07:15 م

 بغداد / المدى وقفت أمام قاضي الأحوال الشخصية في محكمة بغداد الجديدة وهي تتحدث عن قضتها مع زوجها المسن الذي اتهمها بالخيانة الزوجة مع ابن خالتها... تطلب من القاضي التفريق بينهما، وأخذت دموعها تنهمر وهي تسرد قصتها بالتفصيل... (تزوّجيه قبل أن يفوتكِ القطار) هذا ما قالوه لي، وليت هذا القطار فاتني وتركني على رصيف الحياة... لكنت أكثر سعادة رغم نظرة الناس للعانس وإشفاقهم عليها لأنها لم تجد أنسانا يقبل بها! وتوقف القطار الذي ركبته...
 تزوجت يا سيدي القاضي رجلا كهلا يبلغ من العمر ستين شتاءً! ولم أحس بالسعادة يوما، منذ أن دخلت حياته، فهو جليس المقاهي لا يبارحها إلا عندما يغلق صاحبها أبوابها... ولم يكن له مورد مالي يكفينا لأنه أمضى حياته عاملا متنقلا من مكان لآخر، وكان يعتمد على راتبي الضئيل الذي أتقاضاه من عملي في احد دور الأيتام... في كل ليلة يأتي بأصدقائه الذين هم في مثل سنه إلى منزلنا وأقوم بواجب الضيافة وتقديم الشاي أكثر من مرة حيث يلعبون (الدومنه) يوميا عندنا... وفوق كل هذا يجبرني على السهر حتى ألبي طلباته المتكررة من غسل الأطباق أو جلب الماء وكل هذا على حساب راحتي وراحة طفلي الوحيد... وحصل أن احد ضيوفه المسنين رغم بلوغه هذا العمر... لم يكن يخشى ربه أو يحترم المنزل الذي استضافه... اخذ ينظر إلي مثل حيوان راغب بالافتراس ولما بلّغت زوجي عن عدم ارتياحي لتصرفات صديقه ذي النظرات الدنيئة، أبعده واستبدله بوجه آخر حتى يكمل لديه لعبة الدومنة... وبدلا من أن يكون بجانبي... بعد أن رأى التفاني في خدمته وخاصة أنني حققت له حلم حياته بالإنجاب، الذي حرم منه رغم زواجه من قبل باثنتين... الأولى توفيت دون أن تنجب، وطلق الزوجة الثانية لعدم الإنجاب... حوّل حياتي إلى جحيم يومي بين الشك القاتل لدرجة انه اخذ يظن بالجيران الذين يزوروني أو بالطبيب الذي يعالج أسناني! أو بالسائق الذي ينقلني إلى دار الأيتام مع الموظفين الآخرين... اخذ الشك يزداد فيه يوما بعد يوم حتى أصبحت مصدر اضطراب دائم له... وذات يوم عاد من المقهى وأيقظني من نومي واخذ يسألني عن الموظفين الذين يعملون معي في دار الأيتام وكيف أتحدث معهم ومن دخل منزلنا ومن خرج منه... ولما اشتد النقاش وصرت عصبية قام بضربي بالعصا التي يتعكز عليها وطردني من البيت.. في البداية رفضت أن اترك المنزل ولكن وجدت أن خروجي من البيت هو رحمة لي، فحملت ولدي وخرجت وأنا لا اعرف إلى أين أتوجه في الليل... لم يكن بإمكاني الذهاب إلى بيت أهلي لأنهم في العزيزية... فتوجهت إلى منزل ابن خالتي الذي يبعد عنا مسافة قريبة وكان يقيم في دار بسيط مع زوجته وأطفاله الأربعة... وتفاجأ بقدومي إليهم في تلك الساعة... رحب بي هو وزوجته حتى الصباح خرج إلى زوجي ليطمئنه عني ويحاول معه إرجاعي الى البيت... بعد فترة عاد ابن خالتي ولم يجده في بيتي.. وكانت زوجته قد ذهبت إلى السوق للتسوق... وفجأة وجدت زوجي أمامي بعد ان اقتحم المنزل دون أن يطرق الباب المفتوح أو يستأذن بالدخول... وبدأ يصرخ ويشتم بألفاظ نابية واتهمني بالخيانة مع ابن خالتي وأمام تجمع الجيران الذين تجمعوا على صراخه... بعدها اتجه إلى مركز الشرطة وسجل دعوى على ابن خالتي وعلي وتم توقيفي في سجن النساء وزج ابن خالتي في موقف المركز... بعد ثلاثة أيام أخرجنا القاضي بكفالة أنا وابن خالتي واتيت معه إلى بيت أهلي... حيث عدت إلى أبي المقعد فهو يحتاجني أكثر من حاجة زوجي لي الذي زارني في موقف النساء وطلب مني أن اقسم بأن شيئا لم يحدث بيني وبين ابن خالتي ليعمل على إسقاط الدعوى وإعادتي الى المنزل... ولكني رفضت أن احلف لأني بريئة ولم ازني في حياتي مع احد... سيدي القاضي: إن فقر الزوج لا يعيب الزوجة بقدر ما يعيبها المساس بسمعتها واتهامها بالزنا والفسوق مع إنسان بريء... وهذا ما دفعني إلى طلب الطلاق منه... بعدها توقفت عن الكلام عندما بدأت تبكي وتقول بحسرة: إن التي تبيع جسدها للغير لا يهمها إن أقسمت أم لا وهذا ليس معيارا للبراءة واثبات الاتهام لاسيما العديد من النساء غير الشريفات يحلفن مئات المرات يوميا كذبا وبهتانا... إن طلاقي من هذا الرجل الشكاك انشده ليكون وسيلة لتسلقي على قطار الحياة مرة أخرى بعيدا عن الشكوك والفقر والهموم... عندما انتهت الزوجة من كلامها أمام القاضي... أمر القاضي بالمناداة على زوجها... وبعد المناداة على اسمه أكثر من مرة... أجلت القضية إلى موعد آخر... وذلك لتبليغ الزوج مرة ثانية بالحضور والاستماع إلى أقواله!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

أثار اهتمامي موضوع زوجات مقاتلي داعش فجسدت دور ربيعة

الفائزون في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي

مقالات ذات صلة

سينما

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

قيس قاسم تطرح مُشاهدة "بغداد تثور" (2023)، للعراقي المقيم في النرويج كرار العزاوي، كغالبية الأفلام الوثائقية الراصدة حدثاً دراماتيكياً آنياً، السؤال الإشكالي نفسه: أينبغي التريّث والانتظار لتوثيقه، ريثما تنضج في ذهن السينمائي، المعني برصده،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram