TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تحت المجهر:الإعلام الأمني... بين الجنجلوتية والراسخين فـي العلم!!

تحت المجهر:الإعلام الأمني... بين الجنجلوتية والراسخين فـي العلم!!

نشر في: 5 فبراير, 2012: 07:18 م

 د. معتز محي عبد الحميدلقد تراجعت وفق الدراسات الإعلامية والشرطية الأدوار التقليدية لرجل الشرطة وحلت وسائل الإعلام المختلفة محل الأطر التقليدية للردع والحد من الجريمة... فزيادة جرعات التوعية الأمنية من خلال وسائل الإعلام تمثل في بعض المجتمعات فعل السحر في المتلقي إذا ما أحسن استخدام الوسيلة وصيغت الرسالة الإعلامية على يد خبراء الإعلام العارفين بالنفس البشرية وتحديات صناعة الجريمة،
وتعتبر في الوقت الحاضر قضية الأمن قضية أولى في حياة الإنسان، تسخّّّّّّّر لها الجهود كافة وتستثمر من اجلها طاقات بشرية مؤهلة علميا وفنيا لتحقيق معدلات أمنية تفي باحتياجات المجتمع باعتباره تجمعا بشريا لا يمكن أن يخلو من الجريمة، ويطرح الإعلام تصورا لحماية الفرد والمجتمع من خلال منهجية علمية للمساهمة في الحد من الجريمة او منع حدوثها او خلق توجهات مضادة لها، وشحذهم الأفراد للمساهمة مع جهود الجهاز الأمني لمد جسور التعاون لحماية المجتمع... والإعلام الأمني ليس ترفا كما يتصور البعض وانما هو ضرورة مجتمعية تحتمها ظروف تطور الاساليب الاجرامية وظهور جرائم جديدة كنتائج مباشرة للتطورات العلمية والتقنية ويشهد مجتمعنا منذ عام 2003 طفرة من التغيرات الاجتماعية صاحبتها تغيرات باتت مخيفة في التركيبة السكانية مع تداخل مخل بالإنسان نتيجة للثقافات الوافدة مع المجاميع الكبيرة التي كانت في خارج القطر ورجعت بعد سقوط النظام، كذلك المجاميع الكبيرة التي جاءت مع المحتل كالشركات الأمنية والخبراء والأيدي العاملة المصاحبة لهؤلاء، التي أثرت على السلوك العام للمجتمع وافرزت ثقافة وقيما واجواءً خطيرة. من هنا يستدعي الى جانب سن القوانين الرادعة وجود إعلام امني يصبح مشاركا في صياغة القيم المجتمعية ويضع رسالة تساهم في ترسيخ فكرة اقامة مظلة توعوية من خلال وسائل الاعلام كافة وصياغة توجهات في شكل رسائل اعلامية ذات تأثير واضح لا تهدف للترويج الدعائي لنشاطات اجهزة الشرطة كما يحدث الان.. ولكنها تشرح وتبصر المتلقي وتمنحه قدرا كبيرا من الوعي بما يحيط به وبالوطن من أخطار، ونوعيه بدوره في التحول إلى شرطي مجتمعي قادر على حماية النفس والعرض والمال وحياة الآخرين... (إن درهم وقاية إعلامية امنيا)، قد تعادل ألف تصريح من الفريق قاسم عطا في القبض على الإرهابيين وفلول القاعدة وهذه (الجنجلوتية التي لا تخلص) وهذا الأمر يستدعي تثقيفا امنيا من خلال برامج إعلامية علمية بمشاركة وسائل الإعلام ومراكز بحوث أمنية متخصصة بالفكر الشرطي والعمل الأمني ومنظمات المجتمع المدني ... الإعلام الأمني... يحتاج الى رجال شرطة مزودين إلى جانب العلوم الشرطية والقانونية بمعارف إعلامية ومهارات اتصالية عالية المستوى تؤهلهم للتعامل مع جماهير المجتمع العريضة الممتدة في دولة غدت بوتقة تنصهر وتتلاقح فيها ثقافات دينية وأخرى ليبرالية شرقية وغربية وتتزاوج فيها أفكار ورؤى لحضارات روحية ومادية... ويحتاج فيها الإنسان الى ابتسامة رجل شرطة تنفرج عنها شفتان ويلهج بها لسان وهو يرحب بأي قادم يضع قدما في مطار أو ميناء او نقطة حدودية ويشعر بأنه في امان... فمتى نعطي للإعلام الأمني حقه ونقدر مبدعيه السابقين ونخلص من (الجنجلوتية القاسمية) وندرك انه درهم وقاية وصمام أمان وليس تهريجا وكذبا على الذقون!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram