كربلاء / علي العلاوي في أمسية أقامها له نادي القصة في اتحاد الأدباء بكربلاء، قال القاص والروائي عبد الستار البيضاني: إنني كنت ابحث عن شيء ما في نصوص الآخرين، يفسر لي التعلق بالحزن لان منها استرعى انتباهي الى أن كتاباتي كانت تتجه نحو الحزن مثلما كنت ابحث عن المعيار الذي يؤكد لي أن ما اقرأه قصة مثلما اقرأ الشعر والموسيقى من خلال الأوزان والنوتات والمقامات.
وفي الأمسية التي أقيمت في المكتبة المركزية حيث مقر الاتحاد قال مقدمها القاص والروائي علي لفتة سعيد: إن الروائي عبد الستار البيضاني يعد واحدا من كتاب القصة الذين انطلقوا منذ المجموعة القصصية (أصوات عالية) وهي مجموعة مشتركة مع كتاب آخرين عام 1983، فكان صوتا لعالم مستقبلي أنتج قصصا وروايات مثلما أنتج صحفيا تدرج ما بين الأقسام الثقافية في الصحف والمجلات العراقية ومن ثم رئيسا لتحرير صحف وفضائيات..وأشار إلى أن البيضاني الذي اصدر الثنائيات، وقلعة النساء، ومآتم تنكرية، ونهر على ضفاف الدانوب، ولجوء عاطفي، وأخيرا تحت خط الحب.. أنتج الحزن في كتاباته في حين كان الزمن يراد له أن يلون بالفرح بخاصيته السياسية والادجلة..ويؤكد سعيد أن البيضاني ما زال مواكبا لخاصيته الكتابية ولم يستهلك نفسه لأنه أراد أن يلعب اللعبة الصحيحة في عالم الحرف الذي نبحث عن إبداعه من خلال استحضاراتنا لمواهبنا لعلها ترتقي له.وتحدّث بعدها البيضاني مبتدئا بالبدايات التي كان فيها يبحث عن شيء ما مخبوء في داخله، فوجد انه الحزن، ويقول: كنت ابحث عن شيء ما في نصوص الآخرين وهو الحزن لأن اغلب كتاباتي كانت عن الحزن مثلما كنت ابحث عن المعيار في النص الذي ينتمي إلى القصة وما زلت منذ 30 عاما، أريد أن أدرك سر القصة في كيفية إعطاء تعريف لها وانك تقرأ قصة كما هي في أوزان لشعر أو مقامات الطرب.. ويشير إلى انه يريد أن يصل بالمناقشات إلى هوية خاصة للقصة ويطرح مثل هذا التساؤل حتى وان بدا للآخرين انه سؤال ساذج..ويوضح أن السؤال هذا يأتي لان هناك تراجعا في القصة القصيرة ليس في المستوى بل لأنها تعرضت إلى الظلم الكبير في زمن الدكتاتورية بحسب تعبيره، وفي ثمانينيات القرن الماضي ثم جاء بعدها الحصار الذي ساهم في اندثار القصة في الصحف اليومية ثم اختفت في الملاحق الأسبوعية.. ويبين أما بعد عام 2003 فإن أسماء ذهبت وأخرى جديدة لكنها لم تصل بعد إلى مستوى إعطاء القصة حقها ولم نعد نجد في الصحف حتى متابعات لما تنشره الصحيفة ذاتها ما ضاعت حتى مقاييس القص لدى الكثيرين من منتجي هذا القصة من الجيل الجديد وحتى من المتابعين أو المتلقين الذين ربما قلّّّ عددهم.وشهدت الأمسية مداخلات عديدة بدأها الإعلامي والكاتب ناظم السعود متحدثا عن البيضاني عادا إياه كاتبا ومبدعا كبيرا ومؤثرا في الثقافة العراقية، ويضيف انه التقى بمئات الأدباء ولو انتخبت 10 من بينهم لكان البيضاني واحدا منهم لأنه مازج بين موضوعين؛ هو انه إنسان في داخله كما هو في خارجه بمعنى إن الأديب الذي يفكر في داخله هو ذاته الذي يقرأ في خارجه..مؤكدا انه عراقي يحب وطنه وهو لا يستطيع إلا العيش في العراق.وتداخل الروائي محمد علي النصراوي بقوله: إن الأجيال لم تتغير ولكن ما تغير هو تلك الفورة التي كانت تصاحب الجيل الثمانيني وبعده التسعيني رغم الرقيب الذي كان مسيطرا لكن ما ظهر للعديد من الكتاب ومنهم البيضاني كان قادرا على الإمساك بالنص مراوغا للرقيب بهدف الوصول إلى المعنى. فيما قال القاص علي حسين عبيد: إن نقطة التميز في الكتابة هي انك حين تقرأ نصا يمسكك بتلابيبك لكي تتماهى معه لان فيه عنصر التشويق وهذا ما يحصل مع نصوص البيضاني.
البيضاني يبحث عن الحزن في نصوص الآخرين
نشر في: 6 فبراير, 2012: 06:59 م