اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الشوارع تتحدث: إنارة الطاقة الشمسية خجولة

الشوارع تتحدث: إنارة الطاقة الشمسية خجولة

نشر في: 6 فبراير, 2012: 07:04 م

 بغداد/ فرات إبراهيم حينما كانت بغداد تغط في ظلام دامس بواقع غياب الاختراع والتقنية الكهربائية، كانت بعض الأفكار تقلل من هذه الحلكة، فقد كانت فوانيس الزيت في اغلب شوارع بغداد تضيء دروبها الضيقة والمعتمة، وكان يناب لهذا الأمر إما حارس الليل أو شخص آخر يقوم بإشعالها وإطفائها في أوقات معينة ومع قدوم الأيام وحدوث النهضة الصناعية في أوروبا شمل هذا الأمر متأخرا دول الشرق الأوسط والمحيط العربي
 الذي كان يتغنى بأمجاد أسلافه العظماء ويترنح أبناؤه ليلاً على أصوات نشيد العروبة،  وصلت الكهرباء إلى بغداد وتمت إضاءة شوارعها لأول مرة    في 1/ 10 /1917، حين قامت مصلحة الإشغال العسكرية البريطانية بنصب أول ماكنة للكهرباء قرب بناية القشلة ،وكانت تهدف إلى إنارة شارع السراي وبنايات القشلة والمستشفيات، والمستشفى المركزي البريطاني في (باب المعظم) ،ونصبت أخرى مثلها في شريعة المجيدية لإيصال الضوء إلى جميع المستشفيات الموجودة خارج باب المعظم وكلاهما من درجة 220 فولت، تكفي كل واحدة منها لإضاءة ألف مصباح تقريباً حتى وصل الأمر ببعض المشعوذين إلى تسمية هذا الاختراع العظيم  بأفعال الشيطان، الفوانيس وقد ركنت جانبا مع قدوم الكهرباء فإن أول من عاد أمجادها وقوة فعلها هم العراقيون بفعل الحروب والحصار ويا حوم اتبع لو جرينا ، فصارت الفوانيس تنتج في الصين بكثافة وتخصص إلى العراقيين في محنتهم، وكان الصين بلدا يقرأ ما في عقول العراقيين ، ومع كل التقنيات الحديثة وتحول العالم اجمع إلى الكهرباء النووية فان وزارة الكهرباء عندنا وجدت حلا موقتاً لمشكلة إنارة الشوارع من خلال استذكار ماضي الفوانيس ولكن هذه المرة من غير كاز أو نفط وإنما على الطاقة الشمسية وكي لا يقال بأننا شعب متخلف فقد ارتأت الوزارة أن تضع شروطا جديدة لفوانيس القرن الحادي والعشرين، وبدلا من تعليقه في البيوت،  تم تعليقه في الشوارع العامة وبإشراف مقاولين لا يخشون في الحق لومة لائم وعملت الفوانيس الجديدة، وأنارت نفسها فقط وبدت مغرية لمصوري الصحف والمعارض بسبب برودة ضوئها الذي لا يمنحك شيئا من الإنارة سوى لنفسه فقط.في شوارع بغداد الرئيسةفي شارع السعدون والرشيد وأبي نؤاس وفي مدن مكتظة بالسكان مثل مدينة الكاظمية ومدينة الصدر والشعلة، كان تواجد هذه الفوانيس بقوة  وقد أصبحت ظاهرة تلفت الانتباه بسبب ضوئها الخافت والذي لا يشكل أكثر من 60 واط، وتخيلوا أن مصباح البيت العادي هو 80 واط ،فأي مهزلة هذه التي لا يغني فيها عن فعل الكهرباء شيء ، يقول ابو سعيد وهو صاحب "سوبر ماركت" بأنه يشغل مولدته  بعد انقطاع الكهرباء لان الشارع يصبح مظلما وان إضاءة هذه الفوانيس مضحكة وغريبة فهي أشبه بالشموع المشتعلة، وذكر بان الطاقة الشمسية لها فعل كبير وانه شاهد فعلها في دول زارها ولكن ما يحدث هنا أمر معيب، وتساءل ما الجدوى من كل هذا إذا كانت هذه الإضاءة لا تفي بالغرض وقال بأنه ربط مولدته ببعض خطوط الإضاءة ليساعد الناس في تلمس طرقهم  وما بين قول أبو سعيد وشخص آخر اخترق الحوار شخص بين الجموع بعبارة  (ضحكوا علينا وجابولنا هذا العمود اللي سعره 3000 دولار ضواه جنه ضوه فانوس ، ضحكوا علينا واخذوا هالفلوس)، دوت ضحكة عالية من كل المتجمهرين حولنا والذين كان رأيهم لا يختلف عن رأي أبو سعيد أو صاحبه،  ثم أطلق آخر جملة تهكمية قائلا:(المفروض من الدولة بدل ما تذهب هذه الأموال الكثيرة إلى الطاقة الشمسية أن ترفد الطاقة الرئيسة بالكهرباء لكانت أجدى بالمواطن وأكثر وأعم فائدة).الاختصاص يتكلمكالعادة وقبل أن نتوجه بسؤالنا إلى أي مسؤول في وزارة الكهرباء يلازمنا الخوف من التعقيدات الروتينية والموافقات الرسمية وعدم الحديث إلا بكتاب من جهات عليا،  لهذا توجهنا الى أصحاب الاختصاص وبالأخص منهم محال بيع الأدوات الكهربائية وأصحاب محال بيع الكابولات والنضائد الشمسية، حميد الطائي يعمل في نصب منظومات الطاقة الشمسية يقول: أنا اعمل الآن في مجال نصب منظومات الإنارة بالطاقة الشمسية في بغداد، والأسعار التي لدينا تختلف إلى حدٍٍٍٍ ما من حيث أننا لا نستخدم عمودا بارتفاع 9 أمتار بل 5 او 7 أمتار، وفي حالة استخدامنا للأعمدة المنصوبة أصلا من قبل وزارة الكهرباء ذات ارتفاع من 9 الى 11 مترا، فإننا ننصب الخلية والبطارية بارتفاع 7 امتار، وننزل إلى ارتفاع 5 أو 4 أمتار ، لنصب مصباح ذي طاقة تتراوح ما بين 66 واط  و91 واط، وسعرهما بين 500 دولار و700 دولار، والعمود عادة يكون تركي المنشأ، ويستورد بـ 300 دولار، والخلية ذات 175واط بـ 700 دولار، على اعتبار أن سعر الواط الواحد هو 4 دولارات، مع كلفة الشحن طبعا هذا الصيني، أما البطاريات فنستخدم 120 أمبير للواحدة، أما الشاحن فهو ألماني بسعر 150 دولارا تقريبا، والصندوق رخيص لا يكلف 50 دولارا تقريبا، فاتني ذكر سعر الحمالة وعادة يكون صنعها محليا ولا تكلف 20 دولارا .أما من ناحية العمل فتبين أنها لا تعمل أكثر من 8 ساعات في اليوم والسبب هو حاجتنا لخلية 230 واط كي تستطيع أن تشحن البطاريات بالتزامن نفسه يوميا وبمعدل عمل يصل إلى 12 ساعة تقريبا، طبعا لمصباح 66 واط، وتلك هي المشكلة التي وقعنا بها في العراق لذلك اض

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram