TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :رفقا بالديمقراطية

نص ردن :رفقا بالديمقراطية

نشر في: 6 فبراير, 2012: 08:48 م

 علاء حسن معظم الساسة العراقيين واعضاء مجلس النواب يرون التجربة الديمقراطية، مازالت في حاضنة حديثي الولادة الاطفال  "الخدج "وتحتاج الى المزيد من الوقت لتكتسب نموها الطبيعي حتى تستطيع ان تغذي نفسها بالرضاعة الصناعية، لكونها محرومة من رعاية الام لكي تستفيد من الرضاعة الطبيعية، فكل النخب السياسية العراقية اليوم تدعي انها حريصة على توطيد وترسيخ الديمقراطية في العراق، على خلاف ما شهدته دول الربيع العربي،
 من احداث وتحولات اطاحت بكبار المستبدين، وجعلتهم مخلوعين او بانتظار صدور قرارات  حكم بالسجن المؤبد نتيجة إدانتهم بارتكاب جرائم بحق شعوبهم.على حد قول المتصدين للعمل السياسي في العراق، امام الديقراطية شوط كبير وشاسع وشائك حتى تتعلم السير على اقدامها بواسطة "الحجلة " في حال انتقالها من مرحلة الخدج الى النمو الطبيعي، ولانها لم تصل بعد الى هذه المرحلة  فهي بحاجة الى المزيد من الوقت والجهد والوقت لتوطيد التجربة وترسيخها، والمعنيون بهذا الشأن يعلقون أسباب انعدام النمو  لاندلاع الازمات المتكررة بفعل الخلاف بين الاطراف المشاركة في الحكومة.استنادا الى وجهة نظر الساسة بمكوث الديمقراطية الطويل في مرحلة الخدج وخضوعها  للرعاية المركزة،  يجب ان تبادر الاطراف المشاركة في الحكومة الحالية باتخاذ مواقف الدعم والرعاية، ولاسيما ان كل طرف ادعى، بانه الوحيد الذي يسعى الى توطيد الديمقراطية وترسيخها في العراق بشتى الطرق والاساليب، ومنها طرح وتبني المشاريع الوطنية، بعيدا عن الاصطفافات المذهبية والقومية والفئوية، لان هذا التوجه هو السبب الرئيس في تراجع الاداء السياسي، وانطلاقا من هذه القناعة وليس باعتماد الشعارات، هل ثمة سبب بعد الآن لإثارة الخلاف والانقسام، والجميع وقع على وثائق اتفاق، قيل انها اسهمت في تقريب المواقف وجعلت الكتل النيابية مشاركة في حكومة وحدة وطنية، وفي ضوء هذه النتيجة لم تظهر بوادر ايجابية لنمو " الديمقراطية " فظلت في حاضنة الخدج، والحسنة الوحيدة المتحققة لها انها لا تستطيع سماع اللغط والضجيج في الخارج الصادر من الشركاء حول تطبيق الدستور، ومحاولات فرض هيمنة الشخص الواحد والحزب الحاكم على السلطة، ومحاولات تنفيذ انقلابات عسكرية للاطاحة بالنظام السياسي في البلاد بدعم من دول الجوار، والتصعيد الواضح في لهجة تبادل الاتهامات بين الموقعين على اتفاق تشكيل الحكومة، فضلا عن حملات الاعتقال العشوائية، وتعطيل تشريع قوانين النفط والغاز، وتشكيل الاحزاب، وتعديل النظام الانتخابي.ومن يسمع مثل هذه الاصوات من الكبار " يشرد بالعزيزة " بحثا عن نظام ديمقراطي اخر ان توفر في دول الجوار، تاركا الديمقراطية العراقية في حاضنة " الخدج "  لحين يتحقق الفهم المشترك لها من قبل النخب السياسية، وينتقل العراق الى مرحلة الاستقرار السياسي والامني بعد ان تقتنع كل الاطراف بشعار" رفقا بالديمقراطية " لحين خروجها من الحاضنة والسير بواسطة "الحجلة" نحو اهدافها المثبتة في ديباجة الدستور.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram