TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فضاءات :ترليونات النثرية والضرائب

فضاءات :ترليونات النثرية والضرائب

نشر في: 6 فبراير, 2012: 08:54 م

 ثامر الهيمص في أحصائية شبه رسمية أظهرت أن رواتب حمايات كبار المسؤولين وزعماء الكتل في العاصمة بغداد وحدها تكلف نحو مليار دولار سنويا"  ، أي ما يعال موازنة ثلاثة محافظات  . وان ( 14  ترليون دينار) رصدت في موازنة هذا العام كنفقات نثرية للحكومة وتصرف على أشياء كمالية مثل الضيافة وشراء وصيانة الاثاث والمباني فضلا" عن الهواتف النقالة والبنزين  ، ووصف السيد النائب عبد الحسين العبطان بأن الامر أصبح لا يطاق كما جاء في لقاء صحفي ليوم  30\1\2012  .
في حين تتباهى الهيئة العامة للضرائب أن تحصيلاتها المالية للعام الماضي بلغت أكثر من ترليون دينار وثلاثة وسبعين مليار دينار أي ما يعادل المرصود للحمايات ، وبهذه المناسبة لابد للضريبة أن تعرف حجمها الحقيقي في ميزانية العراق حيث تشكل وارادتها واحد من أربعة عشر من تخصيصات النثريات والمصاريف الإدارية . ولذلك عليهم أن يسارعوا هذا السنة في فرض التعريفة الكمركية لكي يضربوا بهذه العصا بمواجهة النثريات التي ينالهم منها سهم من الذبيحة كما أنهم يشجعون الزراعة والصناعة بحامياتها من الاغراق السلعي ويرفعون ضرائبهم على الصناعيين والزراعيين ولكي لا تبقى المنافذ الحدودية الثلاثة وعشرون منفذ تراوح بانتاج محدود جدا" البالغ ( 178 مليار دينار خردوات ) امام زخم استيرادي تاريخي وحسب آخر الاحصائيات أنه قد يبلغ خمسين مليار دولار يفحص منه فقط  10% ذرا" للرماد في عيون الحاسدين والباقي يدخل على الثقة لحين ترث الشركات الفاحصة المزمع التعاقد معها بعد فشل الفرنسيين أو الروسيين أجمالا" نستطيع القول أن المبالغ التي تحتويها خزانة الضرائب لا تستحق الذكر كمورد في حين ترتفع نسبتها في دول كثيرة وكبيرة كركن ورقم في مصادر تمويل الخزانة  .  فالضرائب الايجابية كضريبة الدخل التصاعدية أو التعريفة الكمركية شملها التهميش الذي فرضته عملية تزاوج وتناسل بين السلطة والثروة . والآ فان الضريبة على العقار تعرقل عملية الاسكان وتحريك هذه الأموال الثابتة وعلى الغذاء غير المنتج في العراق الذي يساهم مباشرة بالتضخم الانتقالي وضرائب الأرض البالغة ( 212 مليار دينار)  مبلغ زهيد ولكنه معرقل أيضا" للاستثمار واستقرار الاسعار في العقار والأرض . فالضريبة أمامها أن تستثمر بالمراوحة في مبالغ زهيدة ولا تزداد بشكل نوعي الا بعد أن تقتحم حصن التعريفة الكمركية وضريبة الدخل التصاعدية وضبط وسائل منع التهرب الضريبي الذي بات يشكل آفة اقتصادية من غسيل أموال أو تهريب أموال لإقامة مولات وابراج في دول الجوار كثيرة لتزاوج السلطة والثروة التي على الأقل ينتجها حاصل واردات النثرية الرسمية حيث تزاوج السلطة وتورث للأبناء والأقارب وجميع وزاراتنا والدوائر المماثلة . هذا المصدر الدسم للضريبة التصاعدية الذي يعتد به ويتفاخر المسؤول في اجتياحه بالتنسيق مع النزاهة والبرلمان والمفتشين العامين وتقديم شيء يستحق الذكر وليس مجرد عملية تدحرج تهزها رياح السلطة الثروة وبما أن هذه الرياح عاتية جدا" فالتصدي لها هو معيار النجاج أما غير ذلك فهو تحصيل حاصل لا فخر لأحد به   .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram