TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: تهديدات بلا معارضة

وقفة: تهديدات بلا معارضة

نشر في: 6 فبراير, 2012: 09:17 م

 عالية طالبعودة جديدة للعراقية بعد تهديدها الأخير الذي سبقته سلسلة من التهديدات المماثلة والمختلفة بشخوص تصريحاتها التي تأخذ كل حين واجهة من  بوابات الإعلام المحلي والعربي،  حلقات متشابكة أضاعت سبل توضيح  خارطة الطريق سواء للمواطن أو للوطن وباتت أشبه بالخيبات المتتالية التي تتلاقفنا كلما تخيلنا إننا بدأنا مسافة خطوة الإلف ميل.
وان كنا قد تعبنا من التهديدات التي رافقت تشكيل الحكومة  المتعثر إلى الآن، واستمرت طوال سنتين قاحلتين من الشراكة السياسية المطلوبة، فأن من حقنا إن نتساءل ما ضير أن تكون هناك معارضة في البرلمان بدل أن نكون كلنا شركاء بالاسم فقط ومعارضين في الخفاء الذي لم يعد خافيا جدا على الجميع، في اغلب برلمانات العالم  تتواجد معارضة لا تتقاطع مع مصالح البلد بقدر ما تعمل على وجودها الرقابي الوطني الذي يوصل المجتمع إلى تفادي الفردانية أو التكتلات في القرارات التي ربما لا تحقق المصالح الايجابية التي تصب في خدمة ملفات البلد على الأصعدة كافة.وقد سبق لبعض نواب العراقية دعوة قائمته إلى التحول إلى كتلة معارضة في البرلمان لتقوم تلك القائمة بفضح "المسؤولين" عن سفك الدماء، حسب تعبيره الذي ذكر فيه بأنهم مع "إصلاح العملية السياسية وتفعيل حكومة الشراكة الحقيقة وإذا لم يحصل هذا فأدعو العراقية إلى أن تكون كتلة معارضة قوية في البرلمان تكون مشخصة لكل ما يجري من خلل في مؤسسات الدولة وفضح المسؤولين عن سفك دماء الأبرياء وهدر المال العام إمام الشعب العراقي".وأضاف إن "قرار العراقية بمقاطعة البرلمان والحكومة جاء من أجل الإصلاح وإذا لم يحقق هذا القرار ذلك فعليها أن تتحول إلى دور المعارضة وتضم إلى جانبها من يرغب بالانضمام إليها لأن ما يجري في الشارع العراقي اليوم يدعو للأسى والألم ونحمل المسؤولية الأحزاب والكتل المعروفة التي تقود الحكومة والمتنفذة بالسلطة". وان كان لنا أن نتوقف عند هذا التصريح فأن لدينا بالتأكيد أكثر من سبب، فهل مقاطعة البرلمان والحكومة تحقق الإصلاح؟ والتهديدات المتتالية بالانسحاب إذا لم تتم الموافقة على الطلبات المتجددة من العراقية كل قليل يحقق الإصلاح؟ وهل يمكن أن تسير عملية شراكة وإصلاح فيما يستمر الشركاء في إطلاق التصريحات النارية والتلويح بسحب الثقة من الحكومة تارة وإيقاف عمل الوزارات وتصويت مجلس النواب على القرارات الخاصة  بتسيير واقع البلد وملفاته العالقة وموازنته المتأخرة والعديد من القرارات المهمة، هل كل هذا يحقق فكرة الإصلاح؟لتتحول العراقية إلى كتلة معارضة وتثبت أنها حريصة على مصلحة المواطن ولا تعمل على إرباك واقعه الذي لا يعوزه الإرباك المتجدد، حتى تتخلص على الأقل من إدمان التهديدات التي أصابتنا بخيبات لا يمكن محوها من الذاكرة الانتخابية بسهولة كما تعتقد "العراقية" ربما!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram