علي حسينالمراقب للمشهد السياسي يكتشف أننا دخلنا جميعا في المجهول، والسبب لان لدينا سياسيين لا يملكون الحد الأدنى من القدرة على ترجمة طموح الناس بدولة ذات مؤسسات قادرة على إدارة البلاد، اليوم بات على السياسيين أن يفكروا بعمق في أسباب تحول مشاعر الناس ضدهم، وان يسألوا أنفسهم لماذا لا تثق الناس بهم،، في تقديري المتواضع أنه يمكن رصد مليون سبب وسبب يدفع الناس لكراهية سياسيينا وعدم الثقة بالعديد منهم،
وفي أحسن الأحوال عدم الوقوع في غرامهم. وبالطبع لا يوجد عاقل يقع في غرام هكذا سياسيين إلا إذا كان ممن ينطبق عليهم قانون السلامة العقلية الذي تسعى الحكومة للإسراع بتشريعه ليستفيد منه كل من يهتف بحياة الحكومة ومنجزاتها. في مشهد لا يخلو من الأسى نجد برلماننا المقر يعجز عن إكمال النصاب، نواب لا تطأ أقدامهم عتبة البرلمان ومع ذلك يتمتعون بكل الامتيازات من راتب وحماية وسكن وبدل سفر، ومع هذا يستنكفون من المشاركة في جلسات البرلمان والتصويت على قوانين مهمة مثل الموازنة التي مازالت تراوح مكانها ولن يطلق سراحها ما لم توزع الفوائد والمنافع بين الجميع. لعل المواطن يتساءل، ماذا فعل مجلس النواب خلال العام الماضي، هل هي سياساته الناجحة في محاسبة الحكومة على عدم توفيرها مطالب الحياة الكريمة للمواطنين، هل هو الاستقرار الأمني، هل هو الاقتصاد المزدهر، هل هو الإسكان المتاح، هل هي حقوق الإنسان أم الحريات التي تجاوز عليها الجميع بدءا من رؤساء مجالس المحافظات وانتهاء بوزيرة المرأة؟!لا شيء من هذا على الإطلاق ومن هنا فنحن أمام مجلس نيابي جمع من السلبيات والمساوئ ما يتجاوز كل الحدود.. وأمام سلسلة من الإخفاقات على كل المستويات سياسيا واقتصاديا.مجلس نيابي فشل في مواجهة مشكلات وأزمات المواطن العراقي ابتداءً بالأساسيات وانتهاءً بكل مظاهر الحياة العادية، دائما ما نسمع اتهامات يطلقها البعض من النواب ضد الإعلام متهمين إياه بتشويه صورة المجلس والتشويش على منجزاته، والمفارقة إن الذين يتحدثون عن هذا التشويش هم أول من أساء للمجلس من خلال إصرارهم على التعامل مع قبة البرلمان على أنها قاعة للخطابة، ولإبراز العضلات وللشحن الطائفي، للأسف عام برلماني لم يسفر عن شيء أكثر من أوراق تضاف إلى أرشيف كوميديا النظام الديمقراطي في العراق التي لم تعد تتمتع بأية نسبة من المشاهدة.لقد تصور العراقيون أن قاطني البرلمان سوف يحسبون حسابا لمعاناتهم وتضحياتهم في الحقبة الدكتاتورية، لكن المصيبة ان السادة أعضاء البرلمان يتعاملون معنا على أننا شعب من الغزاة وأعدوا العدة لدحرنا وردنا على أعقابنا لتأتي صورة البرلمان الذي أراده العراقيون ممثلا لآمالهم وطموحاتهم مجلسا شديد العبثية حيث يصر أعضاء فيه على أن يجعلوا من هذا المكان مجرد مسرح هزلي باتت فقرات العرض فيه محفوظة، معركة بين نائبين انفعال تبديه النائبة فلانة لان البعض لم يسبح بحمد الحكومة، دفاع مستميت عن الامتيازات والمنح، وكلام كبير عن المؤامرات التي يحيكها الشعب ضد العملية السياسية. إلا أن تضاؤل مستوى جلسات البرلمان على هذا النحو، لا يعني بالضرورة عدم محاسبة أعضاء يرفضون دخول المجلس لكنهم مصممون على التمتع بكل الامتيازات، وحتى يأتي وقت حساب سراق أموال الناس، علينا أن ننظر إلى ما يدور حولنا هذه الأيام، رئيس وزراء تفرغ للمعارك، ومعارضة غائبة، وشعب منهك، ومجلس نواب كلما انظر إلى وجوه البعض من أعضائه أتذكر عمنا الملا عبود الكرخي الذي وصفهم ببلاغة ذات يوم:برلمان أهل المحابس والمدس.. عكّب ما جانوا يدورون الفلسهسة هم يرتشي وهم يختلس.. ولو نقص من راتبه سنت انعقجقيّم الركّاع من ديرة عفج.
العمود الثامن: كاذبون.. فاشلون.. وايضا سراق
نشر في: 6 فبراير, 2012: 10:52 م