TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > المدى تستطلع آراء مثقفي مصر في مصير حرية الإبداع

المدى تستطلع آراء مثقفي مصر في مصير حرية الإبداع

نشر في: 7 فبراير, 2012: 07:25 م

القاهرة: خاص بالمدى من محسن حسن"سنضرب بأيد من حديد على يد كل الخارجين على النص"، "الفنون كلمة حق يراد بها باطل، والتمثيل والنحت والموسيقى من ثقافات الغرب الكافر"، "سنطهر مصر من دعاة الإباحية وأنصار العري والإغراء"،
"الدين خط أحمر ومن يتجرأ عليه مثل نجيب محفوظ سنحاكمه بلا رحمة".. تلك التصريحات ومثيلاتها من بعض متشددي التيارات الدينية في مصر، أثارت حالة من التوجس والقلق سيطرت على الوسط الفني المصري بكل طوائفه من ممثلين ومؤلفين ومطربين وكتاب روائيين وقصصيين، خاصة بعد صعود هذه التيارات من إخوان وسلفيين إلى مقدمة الصفوف الحاكمة في المشهد السياسي والبرلماني المصري؛ فقد حصل الإخوان على47% من مقاعد البرلمان، بينما حصل حزب النور السلفي على 25% من هذه المقاعد، ومن ثم، يتوقع كثيرون أن يتم تقييد حرية الإبداع في مصر، وأن تظهر على الساحة المصرية من جديد معارك الجدل (الثقافي ـ الديني) بفعل هيمنة المتشددين والمنغلقين فكرياً وثقافياً ـ من هؤلاء وهؤلاء ـ على مواقع الفكر والثقافة. وكانت أحدث قضايا الصدام بين الإسلاميين والفن في مصر، ضد الفنان الكوميدي "عادل إمام" حيث تقدم أحد المحامين ويدعى "عسران منصور" برفع جنحة مباشرة أمام محكمة جنح الهرم، اتهم خلالها الفنان بازدراء الدين الإسلامي والسخرية من جلباب الإسلاميين ولحاهم ونقاب المسلمات، وذلك في أعمال فنية سابقة مثل أفلام "الإرهابي، طيور الظلام، حسن ومرقص، مرجان أحمد مرجان، ومسرحية الزعيم"، وهو ما أدى في النهاية إلى أن يتعرض الفنان الكوميدي المصري إلى الحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر.. هذه القضية تواكبت مع قيام مثقفي وفناني مصر بتكوين "جبهة الدفاع عن الإبداع وحق المعرفة" للوقوف في وجه أي طرف يدعو لتحجيم الإبداع بكل أشكاله وصوره في مصر، وهي جبهة تضم كل أطياف الفن المصري ممن جمعهم التمسك بقيم فن التنوير والاصالة، والخوف على مصير الحرية المبدعة من أعدائها الجدد.. "المدى" بدورها استطلعت بعض آراء مثقفي مصر ومبدعيها لمعرفة ملامح الصدام القائم بينهم وبين التيارات الدينية المتشددة.rn زوبعة في فنجان المخرجة "إنعام محمد علي" ـ مخرجة مسلسل أم كلثوم ـ صرحت للمدى بأن حرية الإبداع في مصر لم تُمس، وأن جبهة الدفاع المكونة حديثاً لا تمثل سوى مجرد خطوة استباقية في مواجهة تعليمات رقابية متوقعة تحد من حرية الإبداع، لأنه لا توجد أدلة قاطعة الآن تؤكد سوء نية الإسلاميين تجاه الفن، كما أن المرحلة الحالية لم تشهد إنتاجاً فنياً ظاهراً للنور يمكن القياس عليه في هذا الإطار، ورغم رفضها لأسلوب القطيع في إدارة الأمور، إلا أن المخرجة المصرية تراهن على "رأى عام ضاغط" في مصر يكفل حرية الإبداع ويصعِّب مهمة الواقفين في وجه التطور، ولكنها من ناحية أخرى ترى أن من واجب الوسط الفني دعم الفن الهادف البعيد عن تكريس التخلف والسلوكيات السلبية، بحيث لا يصبح الفن مجرد سلعة رخيصة هابطة يحركها المال، وضربت المخرجة مثالاً بمسلسلي "كيد النسا" و"سمارة" على الشاشة الصغيرة معتبرة إياهما مما لا يجوز بثه من سموم أخلاقية وسلوكية داخل إطار الأسرة المصرية، ونحت المخرجة باللائمة على جمهور سوقي همجي بذيء يلتف حول الغث ويهلل له بينما يهمل السمين ولا يلتفت إليه، مشيرة في نهاية حديثها إلى أن اختلاف وجهات النظر بين الجميع هو ظاهرة صحية مفيدة، وأن ما حدث مع "عادل إمام" ما هو إلا "زوبعة في فنجان" ستنتهي إلى لا شيء.لا قيود على الإبداع أما الشاعر والمستشار الحقوقي "محمد التهامي" فقد استهل كلامه بابتسامة عريضة عبر بها عن استنكاره لما يجري على الساحة المصرية من جدل حول هذا الأمر ـ حرية الإبداع ـ مؤكداً أنه على مدار عمره الطويل أنجز عشرة دواوين شعرية في كل الأغراض ومع ذلك لم يجد قيداً دينياً أو إسلامياً واحداً على الإبداع الفني، ومشيراً إلى ضرورة أن يدرك الإسلاميون طبيعة المواقف والتعبيرات الواردة في سياق الأعمال الفنية ؛ إذ أنها تختلف عنها في الحياة العادية، واعتبر التهامي أن ما قام به الفنان عادل إمام في أفلامه لا يعدو عن كونه رصداً للتناقض الصارخ بين المظهر والجوهر، الذي يبدو عليه بعض مدّعي التدين، وشدد على أن جمهور المشاهدين يدركون مثل هذه الفروق الدقيقة في الأعمال الفنية، ومن جهة ثانية استنكر الشاعر الكبير ذلك الهاجس المخيف الذي يسيطر على أقطاب الوسط الفني والإبداعي في مصر تجاه هيمنة الإسلاميين مؤكداً أنه توجس " لا محل له من الإعراب " لأن هدف هؤلاء في النهاية هو الحد من أعمال فنية رخيصة تهبط بمستوى الذوق والشعور والأخلاق، لذا فإن دعاة الحرية الهدامة هم فقط من سيشعلون معركة حامية الوطيس مع دعــــــــاة الحرية البناءة، واختتم التهامي كلامه بدعوة الجميع للحوار الهادئ البعيد عن التلاسن والاتهامات المتبادلة وساحات المحاكم. حالة قلق السيناريست الشهير والقاضي السابق "محمد صفاء عامر" عبر خلال حديثه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram