انقلاب دموي في العراق انتهى العهد الملكي في العراق باندلاع ثورة 14 تموز 1958 ، وبدأ عهد الجمهورية الاولى بزعامة عبد الكريم قاسم الذي رأس تنظيم الضباط الاحرار الذي اطاح بالنظام الملكي . وكان قاسم ذا سياسة معتدلة بعيدة عن التحزب والتشدد في بلد تصطرع فيه مختلف الفكر والتيارات ، واستطاع ان يسير بالعراق رغم التحديات والمؤامرات الداخلية والخارجية مسيرة لم ترض جهات اجنبية وجدت في قيام العهد الجمهوري ضربة لمصالحها ونفوذها في المنطقة.
لقد بدأت المؤامرات لاسقاط نظام الحكم منذ فترة مبكرة من قيام ذلك الحكم ، كما تعرض عبد الكريم قاسم للعديد من محاولات الاغتيال الفاشلة . ومما عزز من موقف مناوئيه التآمري ، القرارات الاقتصادية والاجتماعية لبناء دولة جديدة ، فكان الموقف من شركات النفط الاحتكارية وقضية الكويت ومشاريع الإنماء الكبيرة ، فضلا عن اعتماد سياسة حيادية في خضم الصراع الدولي للسيطرة على المنطقة . ولا ننس هنا سياسة التسامح مع خصومه رغم الأفعال الجنائية لهؤلاء الخصوم . بدأ التآمر لاسقاط النظام باتفاق ضباط الجيش المناوئين لقاسم ، مع بعض التيارات القومية ( البعث والقوميون العرب) ، بدعم خارجي متعدد الجهات ، وعين يوم 8 شباط 1963 للانقلاب بمهاجمة وزارة الدفاع مقر قاسم ، وعلى الرغم من تأييد قطاعات شعبية واسعة لقاسم ، الا ان الآلة العسكرية الكبيرة التي استخدمت في تنفيذ الانقلاب تمكنت من فرض سيطرتها ، والقاء القبض على قاسم في اليوم الثاني من الانقلاب واعدامه ، وقد صاحب الانقلاب والأيام التالية موجة دموية قام بها الانقلابيون وقطعانهم من تنظيمات البعث وما سموا بالحرس القومي ، قتل فيها الالاف من ابناء الشعب بمذبحة بشعة يندى لها جبين البشرية ، ولعل الحديث عن هذا الحدث المؤلم من تاريخنا الحديث لا تسعه هذه الكلمات السريعة .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 7 فبراير, 2012: 10:38 م