فخري كريم
(١)
لا يتذكر العراقيون وهم يسترجعون الكوارث التي مرت بهم أو التعبير عن أهوالها غير هولاكو وهتلر، ويرددون "مآثر" الحجاج في البطش بخصومه..
إنهم، بهذا، يتغافلون عن إحدى اشد جرائم العصر فتكاً بهم وترويعاً لنفوسهم وتشويهاً لقيمهم وانتهاكاً لكرامتهم الإنسانية وتدميراً لمستقبل بلدهم، وهي جريمةٌ ظلت عناصرها تتفاعل منذ خمسة عقود وتبتز لاوعينا وتحتال عليه لتمحو منه أي أثرٍ لمحاولة تريد هتك أسرار مرحلة هي الأكثـر ترويعاً من أفعال ضمها سجل الطغاة الذين مروا بالعراق .
قد يرى البعض في استرجاع وقائع تلك الجريمة التاريخية، محاولةً لإيقاظ روح الثأر وإعادة إنتاج الجريمة، وإذكاء نيران الفتنة.. لكن يمكن مواجهة هذا التصور بالتساؤل:أليس نسيان وقائع تلك الجريمة، جريمة الثامن من شباط، وتجهيلنا بما تركته من آثار ومصائب ونتوءاتٍ تخرم نسيج مجتمعنا ، هو ما حال دون معافاة وطننا الذي استبيح منذ تلك اللحظة التاريخية المشؤومة التي استولى فيها البعث على السلطة صبيحة ٨ شباط (١٤ رمضان) عام ١٩٦٣، ولم ترد عنا كيد وكمائن هذا الحزب، حتى أصبح تناول سيرة جرائمه لا يتعدى كونه"مجرد وجهة نظر" في أطار صراعٍ تاريخيٍ مزعوم، حيث تتساوى الأفعال والمصائر.
هولاكو استباح بغداد سبعة أيام دامياتٍ، فأباد رجالها واغتصب نساءها واحرق خزائنها المعرفية ومكتباتها وأشعل النيران في ما تبقى من المدنية الى أن تحولت الى أثر بعد عين : حرائق ورماداً ودخاناً...
لكن ماذا فعلت قطعان الحرس القومي منذ لحظة استيلاء البعث على مقاليد السلطة في البلاد ..؟
ما لم نعرف حقيقة ما جرى صبيحة ذلك اليوم الكارثي العصيب ونفكك رموز احجياته وسيرة أدواته يصعب ان نستعيد رشد مجتمعنا، ونعيد الاعتبار الى مبادئ العدالة وقيمها ونحتكم لها ونحن نتصدى للآثار الجانبية التي لا تزال تتحكم بمصائرنا وتجعل من ذلك التاريخ سُبَّةً وعيباً وعاراً على من يدعي غير ذلك او يتواطأ من أجل إعادة الاعتبار له ...
يُخطئ من يظن انه قادرٌ على فك رموز المحن التي مرت على العراقيين طوال عقود حكم البعث و" ظاهرة صدام حسين " ، ما لم يستذكر فصول "الجريمة الأم" صبيحة شباط ، ويفك رموز أحداثها المروعة وخيوط المؤامرة الكبرى التي حيكت بتدبير جهنمي في السفارة الأميركية كما قال علي صالح السعدي أمين سر البعث عند قيام الانقلاب.
سيظل الخطأ يلاحقنا، ويحفر المرارة في لا وعينا ، ما لم نكشف أبعاد ذلك الانقلاب ونجمع خيوطه ومشداته مع التاريخ الظلامي اللاحق الذي ارتبط بتكريس الاستبداد وإدخال العراق في النفق المظلم الذي لم يخرج منه ولم يتعافَ حتى اليوم ..!
وكيف له أن يتعافى ما دام الضمير العام لم ينبذ بعد مشهد الجريمة وأبطالها، كيف له ان يتعافى وصورة البعث تعيد تكييف صورتها لتبدو من جديد مجرد وجهة نظرٍ قابلة للتعايش..؟
كيف لأجيالٍ تعايشت في ظل شبح ٨ شباط وهو يتجسد في صورة طاغية مستبدٍ ، دون ان تلتقط من وعيها فصول جريمة ممتدة، ووقائع تاريخٍ لم يتحول الى " كتابٍ اسود " يحرض الاستذكار ردعاً لجريمةٍ تعيد إنتاج نفسها ..
(2)
ومثلما أوغل البعث منذ ٨ شباط نهشاً في جسد العراق وقطّع نسيج مجتمعه ، وعطّلَ نموه الحضاري ، سدَّ منافذ المعرفة وعطل اكتشاف ذاته واستعادة تاريخه وربط وقائعها وتفاصيلها.
وما دمنا بمنأىً عن استدراك هذا الخلل وفضح المستور من تاريخ مجهولٍ ، يشكل أسَّ ما حاق بنا من بلوىً لم ينقطع حتى يومنا هذا، فسنظل هدفاً ميسوراً للوقيعة بشبهة الجهالة ولبسها وما تفرزه من نكبات.
ستظل ملامح العراق الحديث او حقائقها ومساراتها ومصائرها المستقبلية مشوهة ، دون التوقف بعمقٍ وموضوعية عند ما جرى في ٨ شباط عام ١٩٦٣ . وستبدو لوحة الصراعات التالية لها حتى يومنا هذا مضبَّبة تثير قدرا كبيراً من التشويش وعلامات الاستفهام لدى جيلنا والأجيال التالية. ان مساحة من الظلام والانحطاط سادت العقود الخمسة الماضية وظلت تأثيراتها تتفاعل وتسم الأوضاع السياسية وأقدار البلاد حتى يومنا هذا والى ما شاء الله اذا لم يجرِ، بوعي ومسؤولية، تداركها وتجاوزها .
إن حلقات التطور او الانحدار السياسي إنما هي سلسلة مترابطة ابتدأت حلقتها الأولى في ٨ شباط وتتابعت فصولها منذ أحداثها الفجائعية ، مرورا بعودة البعث الى السلطة في انقلاب تموز، ثم استيلاء صدام حسين عليها ، وتوالي الحروب الداخلية والخارجية في عهده ، وصولاً الى نهاية حقبته السوداء بإسقاط الدكتاتورية وفرض الاحتلال الأميركي على العراق رغما عن إرادة شعبه وقواه الوطنية .
ومع ذلك فان الجانب المظلم من تلك المرحلة لم ينسدل الستار عليه بسقوط الطاغية ورحيل البعث عن السلطة ، ولم يتوقف ذوو الشأن عند ركام الخرائب التي حلت بالبلاد، ورصيد التجربة التاريخية التي كان عليها ان تستعاد الى الذاكرة الجمعية وتتحول الى دروسٍ لاعادة البناء والتطور، وفرز عناصرها السلبية والحيلولة دون ان تتسلل الى مسامات المجتمع العراقي والدولة الهجينة ، لتتمكن من اعادة انتاج أشباهٍ مشوهة لكل شيء : رجالاً وقيماً ومؤسساتٍ وحركاتٍ و أنماطاً للتفكير والسلوك، وكل ما يمكن ان يتجلى في أشباه وكتل سوداء مشوهة وهجينة. وتركت الى جانب ذلك ، بدلاً من إعادة الاعتبار الى الضحية، تذكيراً للعراقيين باستمرار محنة تجريدهم عن هويتهم الانسانية، واعادة فتح جراحهم التي لم تندمل منذ ٨ شباط وذكريات قسوة تجربة مواجهة الموت والخطيئة المروعة التي بقيت عبئاً يثقل الضمير ، كلما بدا لهم الإمعان في الإنكار لمآثرهم البطولية وجهاً آخر للصفح عن الجريمة والنسيان الكافر لوقائعها والدعوة المنافقة للتعالي وتجاوز القصاص العادل .
مع ان تحييد العدالة واقصائها عن متابعة الجريمة رمادٌ مسمومٌ يزيد الجرح تقيحاً ومداراً للموت . وما ان تتحول الدعوة من الصفح عن أدوات جريمة البعث التاريخية ، وتهميش حق الضحايا واقصاء دعاواهم ، الى مكافأة حَمَلَة أدواتها وفكرها وأساليب عملها ونهجها في الحكم ، تحت شعاراتٍ مراوغة ، وهذا ما يؤذن باعادة الاعتبار للجريمة بوصفها (وجهة نظر) ، والاستبداد باعتباره مرحلة تفرضها ظروفٌ لا مناص منها .
(٣)
ولمن لا يعرف محنة خمسة اجيالٍ طوى الموت عشرات الآلاف منها في أقبية التعذيب والموت ، وتشردت ملايين اخرى في المنافي القسرية ، وملايين أخرى قتلوا وتشوهوا في الحروب الداخلية والخارجية والمقابر الجماعية التي لا يستحي البعض اعتبارها حتى اليوم " مآثر وطنية " مزعومة ....فإن هذه بعض وقائع جريمة تاريخية لا يزال شبحها يجول بيننا تصلح للمقارنة بين ما اقترفه هولاكو وما سجله البعث من هولٍ اختزل فيه كل ما احتفظت به سجلات الطغاة في التاريخ.. ومع ذلك فقد سُجلت الجريمة ضد مجهول ، بانتظار فتح الملف في لحظة صحوة ضمير ويقظة وعيٍ تاريخية ، لعل العدالة والذاكرة العراقية الجمعية تعيد تقييم تلك المرحلة وتكرس الامثولات البطولية لمن تصدى لها كقيمة وطنية تستحق الذكرى والتَمَثُل ، وقد يتحول طلب الصفح الى اعتذارٍ قابلٍ للتصديق:
في صبيحة ٨ شباط ١٩٦٣ استولت قطعان الحرس القومي على السلطة ، بعد قصف لوزارة الدفاع، مقر الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم ، وخلال ساعات تم إعدامه ورهط من القيادات العسكرية الوطنية ، دون محاكمة ، وتحولت الإعدامات الكيفية في كل أنحاء العراق الى ممارسة مستباحة يقوم بها افراد الحرس وكوادر البعث دون اي وازع او رادع ، بل بدفع وتشجيع ودعوة علنية من قيادة البعث وقادة الانقلاب الدموي الذين وحدهم الشعار الإجرامي ،" يا أعداء الشيوعية اتحدوا " فشمل النداء الذي ظلت إذاعة الانقلابيين تكرره طوال اليوم وما تلي من ايام " اقتلوهم دون رحمة " كل الوطنيين دون استثناء ، فأصبحت شوارع بغداد والمدن الأخرى ومعتقلاتها وسجونها مسالخ بشرية ، وامتلأت بالمعتقلين من الأبرياء وفاضت بهم لتتحول النوادي والمدارس والمقرات الحكومية الى معتقلاتٍ ومراكز للتعذيب والموت.
ان اعادة تصوير مشاهد الموت الجماعي والتعذيب القاتل والاعتقال العشوائي جعلت من العراق كله سجناً رهيباً ، ومسلخاً بشرياً يندى له جبين الإنسانية، وقد اصبح من شدة هوله ان يستدر أحزان ملايين الناس في القارات الخمس ودفع حشود جماهيرها التي تظاهرت في شوارع مدنها الرئيسة الى بكاءٍ جنائزيٍ جماهيري قل مثيله ، سوى ما بدا شبيهاً له في انقلاب بينوشيت في تشيلي في السبعينيات، وللأجيال التي تريد ان تتعرف على ما جرى في ذلك اليوم ان تشاهد الفيلم الشهير "المفقود" Missing للمخرج كوستا كافراس الذي يصور ما جرى في انقلاب بينوشيت ، فهو يُظهرُ مقطعاً جزئياً من جريمة البعث في ٨ شباط.
طوال سبعة ايام بنهاراتها ولياليها دون انقطاع ظل السائد المثير للرعب ، مشهد قطعان الحرس القومي وهم يتجولون في الشوارع والأزقة مدججين بالسلاح ، يقتحمون البيوت الآمنة ، يعتقلون الرجال والنساء والأطفال ، يقتلون البعض امام ذويهم ، يغتصبون ويسلبون كل شيء ، يقيدون بالسلاسل ويقتادون عوائل بكاملها ، بل عوائل من محلة بعينها الى المعتقلات المكتظة، برغم تحويل كل النوادي والمدارس والدوائر الى أقبية وسجون "طيارة" مؤقتة، يجري تصفية المعتقلين فيها، موتاً بالتعذيب او تشويهاً او نقلاً الى مراكز اخرى للموت ...
(٤)
في تلك الايام ، اشتهر قصر الرحاب الملكي في العالم كله بعد ان اتخذ له اسم " قصر النهاية " ، وذاع صيته باعتباره مسلخاً بشرياً لن يخرج منه حياً من يدخله .
ولمن لا يعرف فإن صدام حسين الذي تعمد بقتل احد اخواله والمشاركة في محاولة اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم، كان يومها اداةً من ادوات التعذيب والموت ، وقد تخرج فيها الى جانب زملاء آخرين له رافقوه في مسيرة تكوين جهاز " حنين " وهو جهاز كانت مهمته اغتيال الشخصيات الوطنية ، بمن في ذلك المناوئون من كوادر وقادة النظام والبعث، ومن بين هؤلاء ناظم كزار وفريق موت تدربوا على جثث خيرة بنات وأبناء شعبنا ، في ٨ شباط ومارسوا فيما بعد أدوارهم الإجرامية في التصفيات الجسدية والسياسية خلال العودة المشؤومة للبعث أواخر الستينيات . لكنهم لم يكونوا وحدهم ، بل شاركهم ، ويا للهول كل قادة البعث البارزين آنذاك ، يتقدمهم احمد حسن البكر " ويشاركهم " عبد السلام " والزمرة المتآمرة بأركانها العسكرية والمدنية، يشرفون او يمارسون " طقوس " تعذيب القيادات الشيوعية والوطنية وتصفيتهم .
وظل قصر النهاية اثراً ورمزاً لتلك الحقبة السوداء ، واحتل موقعاً اثيراً لدى البكر وصدام والزمرة التي عادت واستولت على مقاليد البلاد في 17تموز ١٩٦٨ ، فاحتفظوا به وأعادوا طحن الوطنيين فيه ثانية !
في ذلك القصر كانت جثامين الشهداء موزعة على الارض يعبر عليها القتلة وهم يتضاحكون ، وفي زواياه يتكوم المناضلون والدم يسيل من أجسادهم ، وهم يتابعون مشاهد تعذيب رفاقهم الذين ينازعون الموت مُتحَدينَ الجلاوزة وما ينزلونه بهم من عذابات تفوق قدرة البشر ، وتردد جوانب القصر الأنين وشهقات النزع الأخير ، وفي أركان متباعدة تتصاعد أصوات قهقهات الجلادين وتفوح منهم روائح الخمرة وفحيح النشوة الكريهة، وهم يتابعون مشاهد العذاب والموت وكأنهم قطيعٌ من الوحوش بملامح بشرية ممسوخة.
(٥)
صبيحة ذلك التاريخ الجنائزي المشؤوم في ٨ شباط المصادف للرابع عشر من رمضان ، استشهد عشرة آلاف وطني في الشوارع على ايدي قطعان الحرس القومي ، وفي الزنازين والمعتقلات المعدة للتعذيب والموت ، وبين جدران قصر النهاية ومعتقل خلف السدة ونكرة السلمان وعشرات الأقبية السرية ، وغُيّب في قبور مجهولة ومقابر سرية الآلاف من الوطنيات والوطنيين ، شيوعيين وديمقراطيين ومن كل المكونات العراقية ، الى جانب ناس بلا انتماء سياسي ، سوى الرفض لنظام البعث ونهجه وتاريخه.
لم ير الانقلابيون ما يستحق الحرمة في شهر رمضان ، وربما فرحوا بانضمام بعض سدنة الدين الرسمي الى قطعانهم ، ممن تواطؤوا مع البعث كما يتواطؤون مع كل حاكم ومستبد ، فأصبح الشهر الذي أنزل فيه القرآن ، مأتماً وطنياً تردد له في أرجاء بيوتات مدن العراق وقصباته نشيج مأسور ونواح يكاد يستنطق الجدران ويتصاعد الى سماوات الرحمة المستباحة دون عقاب .
لكن التعذيب اللا إنساني والموت، لم يكن الأقسى على المناضلين والأشد اثراً على من خرجوا بالصدفة من أتون المحنة ، إذ كان ثلم الكرامة والاسقاط السياسي والإحساس بالانكسار جرحاً عميقاً ظل يتفاعل في المجتمع والحركة الوطنية حتى يومنا هذا .
لقد انهارت سلطة البعث خلال بضعة اشهر تحت ثقل وأهوال جرائمه ، لكن عبد السلام عارف وشركاء البعث في جريمة ٨ شباط واصلوا الحكم ، فتهيأت الفرصة من جديد لعودة البعث الى السلطة ، بخديعةٍ تاريخية نموذجية ، فأعادوا العراق الى ما انقطع من خط سيره الذي تكرس في ٨ شباط ، وانحدرت البلاد الى زمن الانحطاط والاستبداد ثلاثة عقود أخرى ، تحولت بفضلها الى خرابٍ في العمران وفي النفوس ، والى افقارٍ وادقاعٍ بلا رحمة.
(٦ )
ولمن يريد ان يعرف اكثر ، فان النظام الجديد ، الذي يتشدق قادته بتجريم البعث ، لم يعترف بحق ضحايا ٨ شباط ، ولم ير في محنتهم وتضحياتهم قوة راكمت النقمة وحرضت على مواصلة النضال ضد الاستبداد ورمز ظاهرة البعث الإجرامي صدام حسين . ان حكومة ما بعد تغيير 2003التي تمنح العسكريين الذين خدموا في معارك النظام السابق ( ونحن لا نطلب الانتقام من غير المجرمين منهم ) تستكثر على الضباط الذين سجنوا في ٨ شباط منحهم الحقوق التقاعدية وشمول عوائل من رحل منهم بتلك الحقوق ..
(٧)
في مجرى هذا الاستذكار الذي ترتسم في أجوائه صور البطولة والفداء والتحدي ، تتراجع في ضمائر كل دعاة الوطنية الحقة والمُثلُ العليا وحملة قضية الحرية والعدالة الانسانية ، اي دعوة للانتقام او اعتماد التصفيات الجسدية طريقاً لبلوغ فضاءات الحرية ومرافئ العدل والفضيلة والقيم الانسانية السامية . وفي حضرة التاريخ الذي يراد له النسيان ، تظل فكرة انتظار عودة الوعي الى ضمائر أولئك النفر الضال ممن يلوحون بالبعث ويعتبرونه كائناً يستحق التعامل معه كأمثولة ، جهداً عسى ألا يبقى وهماً . لكنه ان ظل كذلك فسيصبح وهماً موجعاً يقض مضاجع من يتوهمون بإن دروس التاريخ المأساوية ملهاةٌ يطالها النسيان ..