خليل جليلربما يتساءل البعض بعد ان استمع الى المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ناجح حمود ويقول: هل كانت المعلومات التي تحدث بها حمود بشأن الملابسات التي ادت الى عــدّ منتخبنا الاولمبي خاسراً امام الامارات كانت مقنعة تماماً ، انها تندرج ضمن ما يعرف بالتبريرات الروتينية في محاولة للتخلص من المسؤولية المباشرة واعطاء فرصة للاتحاد والجهاز الاداري للاولمبي للابتعاد عن المسؤولية.
ببساطة شديدة ذكر الرجل رئيس الاتحاد وقال بوضوح: ان الاتحاد لم يتعمد هذا الخطأ الاداري وان (فيفا) لم نتسلم منه ما يفيد بوجود بطاقة صفراء بحق فيصل جاسم في لقاء ايران الاول وحصوله فقط على بطاقة صفراء من مباراة استراليا ، بهذا الشكل المبسط تحدث حمود عن الموضوع برمته وفي المقابل اجاب (فيفا) على رسالة الاتحاد العراقي ببساطة اشد وبوضوح اكبر وبشفافية معتادة ان اللاعب المذكور تحصّل على بطاقة صفراء في مباراة ايران مع تثبيت رقم اللاعب والدقيقة التي حصل فيها الخطأ ومنحت فيها البطاقة.وما يثير الاستغراب والدهشة ان حمود اكد في مؤتمره بانه طلب شخصياً من اللاعب المذكور ان يعيد شريط احداث مباراة ايران ويتذكر ، هل تحصل فعلا على بطاقة صفراء لكن الاخير يصر ويؤكد عدم حصوله على بطاقة صفراء.. اذن لمن مُنحت تلك البطاقة اثناء المباراة التي تفيد المعلومات بأنه حصل عليها في الدقيقة 34 من المباراة ، واذا كان من مسؤولية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ان يقوم بارسال كشوفات كل مباراة بعد انتهائها بيومين خصوصا وان الاخير اكد بأنه ارسل تلك الكشوفات وثبت فيها الحادث مع فيصل جاسم بتاريخ 21 حزيران اي بعد المباراة بيومين، هل يعفي هذا الجهاز الاداري ان يقوم بعد كل مباراة بالتعرف على كشوفاتها من قبل المشرف وما يتعلق بمنتخبنا على صعيد البطاقات الملونة وأية احداث رافقت سير المباراة وطابقه ذلك مع ما يرد من (فيفا) لان مثل هذه المعلومات تهم الجهاز التدريبي والاتحاد نفسه.وما يزيد من ذلك الاستغراب ان رئيس الاتحاد ذكر اثناء مؤتمره بان الاتحاد راجع شريط مباراة ايران ولم يجد ما يشير الى منح فيصل جاسم بطاقة صفراء ، بل كان هناك لاعبنا والكلام لحمود قام باعثار لاعب ايراني لكن المخرج لم يضعنا في قلب الحدث ولم نعرف ان كانت هناك بطاقة ولمن ذهبت ؟ بالطبع هذا الكلام لم ولن يقنع اروقة (فيفا) لان الاخير لا يعنيه مخرج المباراة وطاقم تصوير المباراة ، فالذي يعنيه كشوفات المشرف التي تحدثت بحصول فيصل جاسم على بطاقة صفراء وهنا يبرز الخطأ الاداري الفادح عندما سمح المسؤول الاداري لنفسه ان يخرج من الملعب من دون ان يتعرّف على كشوفات المباراة والخطأ الاكبر وكما اعتقد بان هناك مَن وقع به عبر تفسيرات قانونية على اساس ان البطاقات في كل دور تُلغى ولا ترحّل الى الدور اللاحق وطالما كانت مباراة ايران في الدور الثاني فتصور الآخرون ان الامر انتهى في الدور الثالث وانتفت الحاجة اليه. عموماً الخطأ الذي وقع فيه اتحاد الكرة ليس من النوع الذي يمكن تعويض نتائجه وليس من السهولة تفادي آثاره والكرة العراقية تدفع ثمناً باهظاً لهذا الخطأ الفادح ويتسبب بنسف حُلم الوصول الى الاولمبياد ، ففي عام 2007 بذل المدرب يحيى علوان جهدا كبيراً واصبح على مشارف اولمبياد بكين 2008 قبل ان يخذله عدد من اللاعبين واليوم يخذلنا التقصير الاداري ويحرمنا من التأهل مرة اخرى!
وجهة نظر: لا يرقى الى الإقناع
نشر في: 10 فبراير, 2012: 08:21 م