وديع غزوانهل حقاً يمكن تسجيل انتصار سياسي لكتلة أو طرف على شريكه الآخر في ضوء ما يجري من صراعات ؟ وكيف يمكن قراءة المشهد منذ 2003 لحد الآن ؟ والى أين تقودنا سيناريوهات افتعال الأزمات بين فترة وأخرى ؟ أسئلة من هذه وغيرها تشغل حيزاً واسعاً من تفكير المواطن ،
وهو ير ى مشاهد وسلوكيات منحرفة تباعد يوماً بعد آخر من تحقيق أحلامه المعطلة منذ عقود طويلة ،وتراه يضرب الأخماس بالأسداس لمناقشة واقع فيه من التناقضات ما يشيب الرأس لها مما يضاعف من حالات القلق والخوف المشروعين على المستقبل . لقد اعتقد الكثيرون أن فرسان العهد الجديد سيقودونهم إلى عصر آخر لايعلو فيه صوت على الشعب و لامكان فيه لسرّاق ثرواتهم ولا تزييف لإرادتهم ، فقد انتصروا نسبياً ،رغم ما في تدخل العامل الخارجي من آثار ما زالت ظلالها تغطي جانباً من عملية التغيير ، وما على السياسيين إلا تجسيد إيمانهم بالشعارات إلى فعل يلمسه العراقي بعد أن ضاق ذرعاً بالمزايدات .. لم تكن تريد الملايين المضحية ، منصباً ولا ترفاً تستحقه على وفق ما يختزنه وطنهم من ثروات ،ولا بيوتاً فارهة ، فمطالبهم بسيطة: وطن آمن وعيش كريم وسقف يحميه وغد لايخاف فيه أن يشرّد أو أن يجوع أبناؤه .فما الذي حدث ؟ وأين المتحقق من كل هذا ؟ومن المسؤول ؟ لانعتقد أن الإجابة عسيرة وصعبة على هذه الأسئلة و لا حتى على قبلها التي بدأنا بها الموضوع ، فتصريحات السياسيين في اغلبها اعترافات مباشرة وشهادات تنبئ عن حجم التراجع الذي أوصلنا إليه انحدار القيم في العمل السياسي وتحويل البعض إياه إلى تجارة ومزادات تباع فيها المناصب وتشترى ، لذا فمن العسير التفكير بإمكانية إجراء تغيير يفضي إلى إصلاح حقيقي بالعملية السياسية ، دون مواقف جريئة لأطراف العملية السياسية يعترف فيه كل طرف بأخطائه وهو ما لا يمكن تصوره في ضوء قناعات متجذرة عند البعض بأنه "الوطني " الوحيد وكل ما عداه خطر قد يصل أحيانا حد التخوين ! ليس يأساً أن نقول ذلك ، غير أنها الضرورة التي تقتضي صرخة عالية تنبه إلى حجم الأخطاء بل الخطايا التي ارتكبت بحق العراقيين وأخطرها ما يتعلق بانتهاك الدستور وحقوق الإنسان والحريات ومحاولة تكميم الأفواه ، بل الأخطر استخدام السلطة لتصفية أي رأي معارض حتى لو كان ضمن تحالف واحد .. لنعيد قراءة تصريح النائب جواد الجبوري من التيار الصدري عن مشروع قانون العفو العام واستخدام المادة 4 إرهاب من فبل الحزب الحاكم طوال الفترة الماضية في تصفية خصومه السياسيين بحسب ما أوردته الأخبار ، عندها نحكم على ماآلت إليه أمورنا ، مثل هذه المعلومات مؤشر على نوعية التعامل بين القوى السياسية والذي يعيدنا إلى سلوكيات قمعية يتوهم القائمون بها أنها تحقق لهم الانتصارات دون أن يعوا أنّ مثل هكذا ممارسات رفضها الشعب وأثبتت التجربة أنها لا تعدو أن تكون انتصارات وهمية تجلب لأصحابها قبل غيرهم الويلات و الدمار .
كردستانيات: انتصارات وهمية!
نشر في: 10 فبراير, 2012: 09:07 م