TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نبض الصراحة: استقالة شنيشل

نبض الصراحة: استقالة شنيشل

نشر في: 12 فبراير, 2012: 06:55 م

 يوسف فعلوقع مدرب الاولمبي راضي شنيشل في فخ نُصب اليه من أقرب المقربين وكان ضحية لأخطاء تدريبية وإدارية لا تُغتفر أدت الى الخروج الهزيل لمنتخبنا من التصفيات الأولمبية من دون ترك بصمة فنية واضحة فيها ، وللتخلص من المأزق كان على شنيشل تقديم استقالته دون شجاعة الفرسان وخبرة السنوات المغلـّفة بالانجازات السابقة للحفاظ على مستقبله التدريبي من العبث او الانكفاء .
وما حدث في أروقة منتخبنا الاولمبي في التصفيات الأولمبية يُشيب له الرأس الذي كان عبارة عن خلطة عجية من التدخلات في العمل وحدوث العديد من الاخطاء التي لا تُغتفر اُرتكبت في وضح النهار، وأثـّرت بصورة جلية على نتائج الاولمبي في التصفيات الأولمبية وأدت الى مغادرته المنافسة بخفي حنين، وتلك الاخطاء كانت تجاوزاً لواجبات الملاك التدريبي بقيادة راضي شنيشل الذي كنا نتوقع منه بحكم خبرته في الملاعب الحد منها لرسم خارطة طريق محكمة لجميع مَن يعمل بمعيته من دون ترك الامور على الغارب ، لكنه خالف التوقعات ولم تُثر الاخطاء والثغرات في دواخله الهواجس لإطلاق صرخة الاستقالة لإيقافها حتى تمادى الجميع وأوقعتنا في فخ الهزيمة ووحل الخروج من التصفيات، ولو فعلها شنيشل لكان اول مدرب محلي يستقيل ولا يُقال من تدريب المنتخبات الوطنية لاسيما ان الخطأ الذي أبعد منتخبنا الاولمبي من صراع التنافس على صدارة مجموعته إداريا وفنيا غير قابل للنقاش او التسويف ، لأن القضية واضحة ولا تُحجب بغربال الأوهام .ووفق تلك المعطيات كان على المدرب راضي شنيشل المعروف بأخلاقه العالية تقديم استقالته من دون الدخول في صراعات التبريرات وأتون المهاترات غير المجدية التي لا طائل منها  .واستقالة شنيشل كانت تطوي صفحة التمزق الفني للمنتخب الاولمبي وتزيد من محبة الجمهور للمدرب الخلوق الذي لم يسعفه الحظ بالنجاح مع الاولمبي كما مع فرق الزوراء والجوية والطلبة ، لأن تدريب المنتخب يختلف جذرياً عن تدريب الاندية ، وكانت الاستقالة قد تُسهم في انهاء الجدل الدائر بشأن معرفة المقصرين بقضية اللاعب فيصل جاسم وتُسلـّط حزمة  الضوء على ثغرات العمل في منظومة المنتخبات الوطنية كافة، ولا تبقى  المشكلة أسيرة دهاليز اللجان التحقيقية وكأنها من طلاسم العصر وبحاجة الى المنجمين والعلماء من مختلف الاختصاصات لتحديد المقصرين حتى ان الشارع الرياضي توقّع انهم ارتدوا طاقية الاخفاء، وقد خانت الجميع الشجاعة ولم يعترفوا بالتقصير لأن الاتحاد ورئيس الوفد واللاعب والملاكين التدريبي والاداري يعرفون كل شيء عن خفايا وأسرار القضية ، وعليهم استعياب الدرس جيداً، لأن الاخطاء واردة في  كرة القدم وهي جزء منها.واستقالة شنيشل مصدر قوة له وليس ضعفاً او تقليلا من مكانته التدريبية ولكن الامور وصلت الى طريق مسدود ، وعلى الجميع التحلي بثقافة الاعتراف بالخطأ وعدم التمسك بالمنصب ، حيث ترفع الاستقالة من شأن المدربين ، وللمحافظة على مستقبل راضي شنيشل التدريبي كان عليه تقديم الاستقالة ليعطي درساً لمدربينا وسترفع من شأن سمعته التدريبية محلياً وعربياً وقارياً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram