 بغداد / المدىيبدو أن التطور التكنولوجي وخاصة في مجال المعلومات جاء على حساب المطبوعات بمختلف أجناسها الثقافية، إذ ما إن توسعت شبكة الانترنت وتغلغلت في المقاهي والبيوت بمحافظة ذي قار حتى باتت الوسيلة الأهم لمطالعة وقراءة الكتب والصحف والمجلات، لتتحول المكتبات العامة بما فيها المكتبة المركزية في الناصرية إلى دور بوار لا يزورها أحد ويعلو رفوفها وكتبها غبار الزمن وبيوت العنكبوت.
 شبكة "اخبار الناصرية"، اخترقت عزلة المشرفين على المكتبة المركزية في الناصرية، بعد انقطاع الضيوف، لتفاجأ هناك بإصرار غريب على كسب المعركة والعودة بالقراء مجددا إلى صالات المكتبة. مديرة المكتبة خولة ستار عليوي، تحدثت عن تاريخ المكتبة المركزية قائلة: إنها تأسست في العام 1945 وكانت تضم قرابة ثلاثة الاف كتاب، وكانت تزدحم بالقراء والباحثين. واشارت الى ان المكتبة رفعت رصيدها من الكتب حاليا إلى أكثر من 16 ألف كتاب بينها الفريد والحديث، مؤكدة أن دخول الانترنت أثر سلبا على الكتاب وقرائه، وتسبب بانقطاع طلبة العلم والباحثين عن المكتبة لاسيما وانه يوفر سرعة الحصول على المعلومة.وتابعت عليوي بالقول: وعلى الرغم من ذلك فإننا نسعى لديمومة العمل من خلال رفد المكتبة بالكتب الحديثة والمصادر التي تواكب التطور حتى لا تكون المكتبة المركزية مجرد ماض. وبينت أن الطلبة ما زالوا يرتادون المكتبة وإن بأعداد قليلة لتعضيد بحوثهم بالاعتماد على كتب قيمة في المكتبة، لافتة إلى وجود خطة لترميم المكتبة المركزية وتزويدها بالأجهزة الحديثة. ودعت الجهات الحكومية المختصة إلى رفد المكتبة بالمزيد من الكتب لتعاود  نشاطها كما كانت في السابق.بدوره رأى ستار سعد، أحد القراء، إن عزوف الشباب عن قراءة الكتاب في المكتبات سببه دخول الانترنت والذي تحول إلى بديل عن كل ما هو مفيد، مضيفا "اليوم بات الشباب بعيدين كل البعد عن الاطلاع والقراءة، لذا لا تجد لديهم عمقا معلوماتيا في جوانب الأدب والشعر والثقافة"، على حد قوله.في حين أكد الطالب سمير سعيد علي، ان المكتبة المركزية في الناصرية جيدة ومتطورة وانه يزورها للقراءة والاستعانة ببعض المصادر التي لا تتوفر على الانترنت.اما الحاج عامر عبد الحسين ذو الستين عاما، فقال: انه كان يقرأ في المكتبة مع مجموعة من الأصدقاء، الأمر الذي كان يخلق أجواء جماعية للقراءة ينشغل خلالها الجميع بالاطلاع على مواضيع متنوعة، فضلا عن أنها كانت تسهم بالتعرف على اصدقاء جدد.واضاف انه اليوم حين يزور المكتبة المركزية لا يرى هذه التجمعات التي كانت تأتي في ذلك الزمن، متسائلا في ما إذا كان "غزو الانترنت هو السبب".