سلام خياطلن أضيف جديدا عما يشهده العراقي ويلمسه ويعايشه كل ساعة وكل يوم ، فالفوضى غير الخلاقة ضاربة أطنابها في كل زاوية ومرفق ، حيث الكتل الكونكريتية منتشرة كالبثور، والشوارع المستقيمة صارت منعطفات ومكبات للقمامة، والبسطات وعربات البيع العشوائي احتلت الأرصفة وشوهت معالم الشوارع والجزرات الوسطية المشجرة، التي كانت يوما ما متعة للناظرين.
من ركام هذي الفوضى، ولا فنية الإعلانات ،التي تشوهها الأخطاء الإملائية والنحوية، إلى البوسترات وصور رؤساء الكتل والكيانات، وبوتريهات الأئمة – عليهم السلام – تبدو بعض المعلقات كأسياخ حديد تخز العين وتدمي الفؤاد. المعلقة الأكثر إيلاما، والمبثوثة في أكثر من شارع رئيس، لرجل في منتصف العمر،- يفترش رصيفا متربا _ويعرض عاهته يتسول، تلتقط عيناي ما مكتوب لشرح الصورة :: ( لا تقلل من قدرك، فالإنسان بكرامته) عن أية كرامة تتحدث الصورة المهينة للإنسانية أجمع في أكثر بلدان العالم غنى؟، الكرامة تخجل من صورة صبي في العاشرة يتقافز بين السيارات المارقة لبيع العلكة ومناديل الورق ’بدل التواجد في مدرسة ، الكرامة تتوارى حين تضطر المرأة الحرة لإرتداء ( البوشي ) كي لا يتعرف عليها أحد من الجوار ، أو المعارف وهي تستعطف المارة و تتسول.توفير الكرامة يقتضي البحث عن رواتب كافية للرعاية الإجتماعية،، عن رواتب جارية للمسنين –دون محاصصة وتمييز دين عن دين وطائفة عن طائفة،، عن دور مؤهلة لإيواء الأيتام، ومثلها للأرامل والثكالى، عن حل للعاطلين عن العمل ،، عن مدارس تستوعب أولاد الشوارع، بعد رفع لافتة التعليم الإجباري،، إلى جانب التعليم المجاني.. و.. و.. نبحث عن أسماع ما أصابها الصمم، لتسمع.. نبحث عن مسؤولين يخجلون من مطالبة العاجز الا يتسول ويحتفظ بكرامته المسلوبة. نبحث عن عيون مبصرة ترى القذى المستفحل في مآقي بغداد ، وأنامل رحيمة تمسح الدمل المتقيح قبل أن تطالب الناس بالاحتفاظ بالكلمة التي تهرأت من كثرة الإستعمال..... الكرامة!!
السطور الأخيرة : من يمسح هذا القذى؟؟
نشر في: 12 فبراير, 2012: 08:12 م