صوفيا/ محمد خلف حمل مسؤول اوروبي رفيع في حديث خاص لـ" المدى" روسيا و الصين المسؤولية الكبرى في المرحلة المقبلة امام المجتمع الدولي و الرأي العام العربي عن مواصلة نظام الاسد قتل المزيد من شعبه المطالب بالحرية و الديمقراطية وانهاء الدولة الامنية الاستبدادية لانهما تقدمان له الحماية
و الغطاء و توفران له الوقت للمضي قدما في خياره الامني لقمع الانتفاضة الشعبية".الا ان المسؤول شدد على" ان الفيتو الروسي هو الاساس لان الصين ما كانت لتستخدم حق النقض بمفردها لولاه" وقال " ان الامر الجديد ان الفيتو الروسي لم يسقط مبادرة او مشروعاً غربياً اميركياً او اوروبياً ،بل اسقط خطة عربية من اجل انتقال سلمي للسلطة في سوريا " واوضح " هذا يعني في الجوهر تهميش روسيا للدول العربية واضعاف قرارها و تأثيرها لمصلحة ان تلعب دور صانع سلام في المنطقة و ابعادها عن الانزلاق في الحرب الاهلية لان سياسة الاسد تمضي مسرعة في هذا الطريق كون النظام يعتقد بأن تحريض المكونات الاجتماعية و العرقية و الدينية بعضها ضد البعض الاخر يحميه و يبقي على سلطته وسيطرته".ورأى المسؤول " ان رئيس الحكومة فلاديمير بوتين بات يخوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة في مارس المقبل مستخدما السياسة الخارجية على خلفية الاعتراضات المتعاظمة ضد اعادة ترشحه مجددا للرئاسة " وقال " ربما يعتقد بوتين ان انقاذه نظام الاسد عبر وقف العنف في اطار خطة روسية للتغيير و الاصلاح يحملها وزير الخارجية لافروف مع رئيس الاستخبارات الروسية الى دمشق اليوم الثلاثاء" سيساعده على مواجهة ما يثيره اعادة انتخابه من احتجاجات و تظاهرات لاسيما اذا ما شاب العملية الانتخابية عمليات تزوير و استخدام مفاصل السلطة و اموالها لشراء الاصوات او ممارسة الضغوط في اتجاهات مختلفة" مرجحا " ان تفشل مساعي لافروف كما فشلت من قبل جهود اردوغان والدول العربية في اقناع الاسد بالقيام بأصلاحات جوهرية وفي العمق وليست شكلية وسطحية كما فعل حتى الان ،لان الاسد يعي و يدرك جيدا ان الاصلاحات الجذرية و الحقيقية تسجل بداية النهاية لنظامه مثلما حصل في العديد من دول اوروبا الشرقية التي بدأت انظمتها الشيوعية تحت ضغوط الانتفاضة الشعبية في اواخر تسعينيات القرن الماضي بالدخول في حوارات المائدة المستديرة مع المعارضة و التي ادت الى ازاحتها من السلطة تدريجيا وبطريق سلمي".وقال المسؤول "ان تجاوب الاسد مع الجهد الروسي و الخطة التي يحملها لافروف لا يمكن ان يشكل نجاحا روسيا ولايعني ابدا امتلاك موسكو كل عناصر القضية السورية لان المعارضة على الرغم من انقسامها الى طرفين ،فهي ترفض حماية الكرملين للنظام ،بل وذهب قسمها الاكبروالاقوى على الارض الى تحميل روسيا مسؤولية هذا العدد الهائل من الضحايا المدنيين و سكوتها على مجازر بشعة كان آخرها مجزرة حي الخالدية في حمص التي سقط فيها اكثر من 300 قتيل و اكثر من الف جريح ،وهو امر لم يكن ليحصل لولا دعم موسكو للنظام ".وحول سؤال حول ما اذا كان الفيتو الروسي يمثل عودة جديدة للحرب الباردة قال المسؤول " رفض الكرملين وقف امدادات الاسلحة الى سوريا وارسالها سفنها الى ميناء طرطوس يعكس ان المواجهة الروسية سوف لن تقتصر على المشروع العربي المدعوم من الغرب حول سوريا ،وانها ستتعدى ذلك الى قضايا اخرى في المنطقة وحتى العالم".
مسؤول اوروبي لـ(المدى): روسيا منعت الجامعة العربية من لعب دور صانع سلام
نشر في: 12 فبراير, 2012: 10:04 م