طه كمر قد تكون قضية المنتخب الاولمبي أخذت حيزا كبيراً في الوسط الرياضي والاعلامي خلال الآونة الأخيرة واصبحت حديث الشارع الرياضي وتم استهلاكها كثيراً من قبل وسائل الاعلام لكنني أعتقد اننا مهما كتبنا وحكينا عنها قد لا نعطيها حقها لأنها قضية شغلت العراق كله من شماله الى جنوبه حتى الناس الذين ليس لهم أية صلة بكرة القدم ولا حتى بالامور الرياضية من قريب ولا من بعيد .
وأنا أتوقع ، بل وأجزم ان ما نشر ،الذي لم ينشر حتى الان ،والذي شاهدناه من خلال شاشات التلفزة بخصوص هذه القضية الفاضحة سيتم تمريرها كما مررت من قبل العديد من الامور على الصعيد الرياضي أو غيره من الأصعدة الأخرى وستعلق هذه القضية على شماعة الاتحاد الدولي بذريعة فرضه حظراً على ملاعبنا أو ما شاكل ذلك أو قد ينسب الموضوع الى الظروف غير الاعتيادية في العراق الذي يشهد استقرارا منذ سنتين أو أكثر.للأسف ان لغة الأعذار أخذت حيزاً في وسطنا الرياضي خصوصا خلال التعثرات التي تعرضت لها منتخباتنا وآخرها مشاركتنا في دورة الألعاب الرياضية في الدوحة التي خرج بعض من اتحاداتنا خالية الوفاض من ميدالية برونزية واحدة لحفظ ماء الوجه على أقل تقدير ، لذلك أرى ان الأعذار جاهزة ومسلفنة وسيتم تمييع القضية عاجلا أم آجلا حالها كحال بقية القضايا ، مع الفارق ان هذه القضية طال الحديث عنها وتم اتخاذ بعض الاجراءات من خلال تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن ملابساتها فضلا عن البيان الذي أصدرته وزارة الشباب والرياضة لمعرفة المسبب الرئيس لهذه الاخفاقة اضافة الى ان اتحاد الصحافة الرياضية هو الاخر أصدر بيانا أمهل فيه الاتحاد العراقي لكرة القدم بضعة أيام لمعرفة أسباب تداعيات قرار الاتحاد الدولي باعتبار العراق خاسراً أمام الامارات (صفر -3) وإلا سيتخذ بعض الاجراءات التي يعلن عنها في حينها .مع كل هذه الاجراءات لكني أرى ان الموضوع سيمر مرور الكرام من دون أن يتم اتخاذ أي اجراء ، واني أتساءل: كيف حصل هذا الخطأ الفاضح من دون أن يفطن له مدرب المنتخب أو مدير المنتخب أو المنسق الاعلامي أو اداري المنتخب ؟وقد يستثنى مدرب المنتخب راضي شنيشل من توجيه اصابع الاتهام له على أساس ان أحدى البطاقتين الصفراء حصل عليها اللاعب فيصل جاسم في مباراتنا أمام ايران وعندها كان من يقود المنتخب المدرب ناظم شاكر لكن لا أعرف ماواجب بقية المرافقين للوفد في رحلة هذا المنتخب، ألا يوجد من يحرص على سمعة العراق ويسجل الانذارات التي قد تتسبب بحصول ما جرى وفعلا أصبح منتخبنا خلالها ضحية لخطأ ارتكبه بعض الاشخاص ؟بالتأكيد انه من دون قصد حدث الخطأ لكن نتيجة اهمال دفع ثمنه ملايين العراقيين الذين ذرفوا الدموع وعبّروا عن حزنهم وقلقهم على مصير الكرة العراقية،ألا يوجد من ينصف هذه الملايين التي زحفت في شوارع بغداد معبرة عن فرحها لفوز المنتخب في ليالي شتائنا البارد ليرد لها الدين بخسارة مفتعلة نتيجة إهمال فاضح ؟! وأخيرا أود أن أنقل مشاعر الملايين من العراقيين الذين ينتابهم سؤال واحد تملك شعورهم وقلوبهم وهواجسهم هو انه كيف ارتضى اللاعب فيصل جاسم لنفسه وشارك في المباراة وهو محروم من اللعب فاذا كان لا يدري فتلك مصيبة وان كان يدري فالمصيبة أعظم ؟!
بصمة الحقيقة :إهمال فاضح
نشر في: 13 فبراير, 2012: 08:04 م