TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: تصريحات خارج وداخل العراق

وقفة: تصريحات خارج وداخل العراق

نشر في: 13 فبراير, 2012: 09:45 م

 عالية طالبتأكيدا على مقولة " مطربة الحي لا تطرب" ما زال مسؤول  رفيع المستوى  يبرز اسمه على صحيفة يومية تمثل كتلته، ما زال هذا المسؤول  مؤمنا بأن ما يصرح به من  أحاديث مهمة ومعلومات  خاصة وضربات  إعلامية  يصلح أن يسمى بالسبق الصحفي، لا يعطيه  لصحيفته المحلية التي تمثل توجهاته ورؤية كتلته بل يفضل أن  ينشر على صفحات الصحف العالمية وكبريات دورها ذات الوقع المؤثر سياسيا وأيديولوجيا، كما يقول!!
وان كان هذا المسؤول الذي من المفترض أن يعمل على تنشيط الصحيفة التي تصدر برعايته ، لا يؤمن بها وبأهميتها ولا بقوة الإعلام المحلي ولا يعمل على  تميزه بحصر السبق الصحفي له والإخبار الدسمة  التي تحمل صفة ما خلف الكواليس والتسريبات التي لا تعلن في المؤتمرات الصحفية  ، وما أكثرها على هامش اجتماعات مجلس النواب اليومية والتي تزخر بالتقاطعات السياسية التي لا تنتهي .اشد ما يدهشنا كإعلاميين هو حجم التناقضات الواضح " بعظمته" حين يتحدث مسؤول حكومي أو سياسي  أو برلماني حين يكون خارج العراق أو لصحيفة دولية ، عن حديثه وتصريحاته وهو داخل العراق ولصحيفة محلية، ففي الأولى تكون اللهجة الحادة والأخبار " السرية " والاكتشافات المتواترة  متعددة الرؤى والاتجاهات ولا تخضع لمبدأ  التوافقات والتوازنات والمحاباة  المعروفة في أي تصريح يتعلق بواقع ومستقبل العملية السياسية المتأرجحة حسب  نوايا ورغبات ونزاعات الأطراف التي ما زالت غير مستقرة على عناوين واضحة تترجم مفهوم المواطنة وصلاحيتها الدائمة الاستخدام .وما بين تصريحات الداخل والخارج يبدو المسؤول العراقي وكأنه يفتقد الشعور بالمعنى الحقيقي لمفهوم الديمقراطية وحرية الرأي، فيما يبشرنا " محليا" بوجوده وباعتماده وبتصديره محليا في  اغلب مفاصل الحياة العامة والخاصة ، فإن كنا فعلا مؤمنين بما لدينا من حيز ديمقراطي فلماذا نلجأ إلى تصريحات مغايرة ما بين الداخل والخارج ، وان كان سياسيونا يعرفون جيدا أن زمن التكنولوجيا الحديثة  كفيل بنقل وتوصيل أي تصريح من أية بقعة في العالم إلى الداخل، فلماذا يتخيلون العكس ويتصرفون على هواهم السياسي خارج العراق والذي يضطرون  غالبا إلى إنكاره لاحقا وتوضيحه بطريقة  لا تخلو من الالتباس وهم يحاولون ترقيع  هذا التصريح أو ذاك حفاظا على  علاقاتهم المحلية بالشركاء داخل مفهوم  الواقع السياسي العراقي الذي أصبح لا يجيد حقا التستر على تناقضاته المستشرية كالهشيم في كل تصريح يندلق علينا إعلاميا .وسنبقى ننتظر أن تنقل عن صحفنا كبريات دور الإعلام الدولية، ونتمتع بلفظة حصريا لصحفنا وفضائياتنا ونحن ننشر لوكالات أنبائها ما يصدر عن مسؤولينا وسياسيينا بما يتعلق بشأننا الداخلي الذي هو في واقع الحال يهمنا أكثر من غيرنا وتقع مسؤولية آثاره علينا نحن وليس على الآخرين الذين يسترزقون على متغيراتنا اليومية سياسيا واقتصاديا وإعلاميا وأيديولوجيا !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram