إن كتاب د. فاضل الجاف الصادر عن دار المدى للثقافة والفنون الذي يحتوي 265 صفحة وبحجم متوسط ،يقنع قارئه بأن فيسفولد مييرهولد هو احد أولئك النوادر من رجال المسرح الذين لا تنحسر أهميتهم بمرور الزمن ، وان الخدمات التي قدمها  للمسرح تصبح جلية أكثر فأكثر ،وان حيوية تأثيره تتجلى في كل فرد يكتشفه لنفسه من جديد ، ويجدد له التقدير على ما عمل ،ويدرك إلى اي مدى غير مييرهولد فهم إمكانات وقدرات المسرح.
لقد تعرفت على مؤلف الكتاب بعد أن وصل الى روسيا لكي يواصل دراسته في قسم الدكتوراه بأكاديمية سانت بطرسبورغ لفن المسرح . أصبت بشيء من الدهشة في بادئ الأمر عندما علمت أن فاضل الجاف ،القادم توا  إلى الاتحاد السوفيتي ،ينوي تكريس بحثه لموضوع الدراسات المسرحية في الغرب لميراث مييرهولد (بصورة رئيسية دراسات) وضعها ناطقون بالانكليزية، ولكن في سياق تعمق المعرفة بيننا ، تبينت بجلاء اكبر صواب مسوغات اختياره هذا الموضوع ،إن الأجانب من المختصين بالدراسات المسرحية يبحثون ميراث مييرهولد في اتساق حيوي مع العملية المسرحية المعاصرة، مهيئين بذلك التربة للتجريب على خشبة المسرح إلى جانب التجريب على صعيد التربية والتعليم المسرحيين ، رغب في دراسة ما كان كتب عن مييرهولد ليدعم ويزيد مسوغات حبّه للمخرج .لقد تصور فاضل الجاف منذ البداية انه لا يمكن الإحاطة بأسلوب إبداع مييرهولد وبالعمق المطلوب ما لم تستند دراسته على أساس فهم متميز لطبيعة إبداع الممثل.