سعـد المشعلمن حق الشارع الرياضي العراقي أن يقلق بشأن استعدادات منتخبنا الوطني لكرة القدم في رحلة التصفيات لكأس العالم إذ يبدو أن منتخبنا لن يرى أو يعيش أية حالة استقرار على الأقل في المدى المنظور, وهو ما تؤكده المؤشرات والظروف المحيطة بالمنتخب واستعداداته لتلك التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم التي تضيّفها البرازيل عام 2012 كما نتمنى لو أننا في هذه الفترة نكتب ونتحدث عن حالة مثالية يعيشها المنتخب بكل ملاكاته ولكن يبدو أن قدر كرتنا عموما ومنتخبنا على وجه الخصوص قد كتب على هذا الأخير إن يعيش كل يوم حكاية متعبة بتفاصيلها وتخرج من زفراتها الآه تلو الأخرى.
منذ أن جاء مدرب المنتخب الجديد البرازيلي زيكو ونحن نسمع في كل يوم عن وعود الحضور الى بغداد ، فعشنا مع المنتخب في السابق مشاهد عدة عن مسرحية سيدكا وتفاجأنا بما قيل عن تواجد زيكو في بغداد والحكايات كثيرة واليوم ها نحن مع قصة جديدة لا نعرف الى أين ستقود نهايتها منتخبنا الذي بات يتوقع كل يوم أن الأسوأ قادم؟وباختصار شديد فقد شهدت مباراة منتخبنا الوطني مع لبنان حالة خلاف جديدة بين جمهورنا والمدرب زيكو لسببين أولهما هو المستوى المتواضع الذي ظهر به المنتخب أمام منتخب الأرز وخسر اللقاء الذي يؤكد حالة اللاانسجام بين لاعبي المنتخب بسبب عدم وجود تخطيط ومتابعة للدوري من المدرب لاختيار اللاعبين الموهوبين منه والأمر الآخر هو عدم الحضور الى بغداد والإشراف المباشر على تدريب المنتخب أمام الجماهير العراقية المتعطشة لرؤية منتخبها يتمرن على نجيل ملعب الشعب الذي يعاني فصلاً آخر من الحصار بتأليف (زيكويه) الذي يمتنع عن زيارة بغداد ويهرول صوب دبــي والدوحة وبقية العواصم الأخرى !أما الدورة العربية فقد شكـّلت صدمة للجماهير العراقية وهو جرح آخر سببه زيكو الذي عدّها دورة اختبار وتجريب للكثير من اللاعبين الشباب بقصد ايجاد البديل للاعبين الأساسين والمحترفين في صفوف المنتخب نحن لسنا ضد هذه الفكرة ولكن لا نسمح بأن تكون كرتنا مهددة من جميع الفرق المشاركة التي باتت لا تُعير أهمية لقوة المنتخب الوطني التي كانت ترتعد منه سابقا وتنظر إليه في كل الأزمان بأنه البطل العربي والآسيوي وتتجنب الوقوع في مجموعته.هذه القصة بكل تفاصيلها التي يطلع بها علينا زيكو لأبسط سبب تؤكد أن هذا المدرب جاء ليفرض قراراته فقط سواء كانت على حق أم بعيدة عنه تماما ولنا في عدم إشراكه لعدد من نجوم منتخبنا اكبر دليل على ذلك هذا عدا عن تصرفات قام بها منذ قدومه سواء بمحاولة فرضه مواطنيه كمساعدين له في المنتخب أم في تنصله من تدريب المنتخب في بغداد والابتعاد كليا عن استعدادات منتخبنا لانشغاله في القنوات الفضائية والأمثلة تتعدد ، ولكن أين سلطة اتحاد الكرة صاحب الكلمة العليا في هذا المنتخب؟ ولو كان المدرب وطنياً لكانت قرارات الإقصاء وغيرها تنهال عليه بمجرد خطأ بسيط.من جديد نسأل عن دور اتحاد الكرة ، فالكل بات عارفاً ان وضع المنتخب بحاجة لتدخل حاسم من اتحاد الكرة ممثلا برئيسه ناجح حمود فما يحدث لا يدعونا للتفاؤل على الإطلاق لاسيما أن المتبقي على بدء الدور الرابع الحاسم ليس كثيراً ؟!حقاً ان البركة بأسود الرافدين الذين يحققون الانجاز بغيرتهم الوطنية وحبهم لبلدهم ولجماهيرهم التي يسعون بقوة لإسعادهم ، وعامل الحظ وحده خدم زيكو في نتائجه مع المنتخب ، ليس إلا.
رأيك وأنت حـر: حصار (زيكويه)!
نشر في: 14 فبراير, 2012: 07:34 م